العلاج بالأوزون... مضاد للشيخوخة
كان الإقبال ملحوظاً وهاماً على العلاج بالأوزون في لبنان، و لم يتم درس تأثيره على فيروس كورونا.
10 سنواتٍ مضت على تطبيق تقنية العلاج بـ"الأوزون"، كانت كافية لتثبت مدى نجاحها، وأهميتها على المرضى الحاملين لمختلف أصناف الإصابات، والأمراض، منها السرطان، والجهاز الهضمي، والديسك، والأعصاب، والروماتيزم، وأمراض الربو والحساسيّة وغيرها الكثير...
التقنيّة بدأت بفتح عيادة تحمل شعار "تخفيف الآلام"،و راح صاحب المبادرة الدكتور حازم كفروني، الطبيب المتخصص في البنج والانعاش، والعامل في جامعة القديس جاورجيوس في بيروت، يبحث في تطوّراتها، وتقنيّاتها، متنقلاً بين الدول التي عملت في هذا المضمار، منها الهند، وإيطاليا، والولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، وألمانيا التي اكتشف أحد أطبائها أهمية العلاج بالأوزون خلال الحرب العالميّة الأولى يوم افتُقدت مضادّات الالتهاب جراء كثرة الإصابات، ونفاذ الدواء.
"كان من المفضّل أن تتسع الدراسة لتشمل تجارب دول اهتمت بالتقنية، وكما توجد عدة مدارس في الطب العادي، هناك عدة مدارس في علاج الأوزون”، بحسب كفروني الذي أردف قائلاً إنه "علم يمكن أن يعتبر جزءاً من الطب البديل(Alternative Medicine)”.
أهمية الأوزون بحسب شروحات كفروني تشير إلى أنه يُطَهِّر، ويتيح الظروف لإعادة تَكَوُّن الخلايا، وبذلك يسمى بالعلاج المضاد للشيخوخة (Antiaging treatment) وإنه، أيضاً، يُستخدم في عدة علاجات منها للأوجاع، ومنها للسرطان، وأمراض العين، وأهم علاجاته هي لـ"الديسك"، حيث يصل احتمال النجاح إلى 90٪ وبذلك، يُستغنى عن إجراء جراحة”.
اتساع الاهتمام بالعلاج
ويتناول كفروني في حديث لـ "الميادين نت" تجربته خلال السنوات العشر المنصرمة حيث اتسع اهتمام كثيرين من الناس بتلقي العلاج بالتقنية الحديثة، والمغمورة، حيث ظلّت أعداد المعتمدين عليها قليلة نظراً لعدم انتشار صيتها.
يبدي كفروني ارتياحاً كبيراً لنتائج العلاج بالأوزون، ويفيد أنها "أعطت نتائج مذهلة في مختلف العلاجات التي أجريت على عدد كبير من المرضى الذين لمسوا تحسُّناً، أو شفاء في حالاتهم، وكانوا سعيدين بالنتائج".
العلاج يطال أمراضاً متعددة
السلبي الوحيد في التقنيّة بنظر كفروني هو تأثُرها بالأوضاع الاقتصادية الصعبة، والجوانب المادية التي لا يُعترف بها رسمياً (أي لا تعويضات لها في الضمان الصحي أو تعاونية الموظفين)، ما يجعل كثيرين مترددين باعتمادها، ويعلن عن "مبادرة اتفاقية مع الجيش اللبناني، أعطت نتائج مذهلة خصوصاً لعلاج الديسك للجنود، دون إغفال بقية العلاجات”.
تَعَرُّف المواطنين على الطريقة لم ينتشر كثيراً كما توقّع كفروني، والسبب بنظره هو "ارتفاع تكاليف العلاج في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة الناجمة عن الأزمة الاقتصادية والمالية، ثم ما فرضه "الكورونا" من حصار، وتدابير جديدة على الحياة العامة".
أما قبل الأزمات المتتالية، فقد كان الاقبال ملحوظاً وهاماً على العلاج بالأوزون، وبالنسبة لكورونا، لم يتم درس تأثير الأوزون على الفيروس، وبنظر كفروني "ليس من شركة تنتج الأوزون وتدعمه، فهناك شركة تُصَنِّع مُوَلِّد (Generator) الأوزون، لكنها لم تكن مستعدة لتغطية تكاليف الأبحاث عن تأثير الأوزون على الكورونا”.
غير أن تقارير تواردت من إيطاليا وإسبانيا وبلدان مهتّمة، تحدثت عن فوائد الأوزون، وكيف يمكن أن يساعد على الحياة، كما يمكن مساعدة مرضى كورونا في مواجهتهم للمرض.
تقنيات العلاج
أمّا تقنيّات العلاج، ومعدّاته، فلم يتم تطويرها، ويقول كفروني إنه "عندما بدأنا بالعمل منذ 10 سنوات، بدأنا بمعدات متطورة، وهي أفضل المعدات العالمية للعلاج بالأوزون، وما تزال”.
وعن تطور الأساليب والتقنيات الرائجة باستخدام الأوزون، والتي يواكبها كفروني، يقول "تتوارد أبحاث عن تطوير العلاجات، والجرعات بحسب حالة المريض، ونوع المرض، وكم تستغرق العلاجات من وقت، وما شابه من توجيهات".
العلاجات التي طبقّها كفروني تناولت أمراض متعددة منها الديسك، والسرطان، وأمراض مزمنة، وأمراض الحساسية، والتهاب الكولون، وعلاج الجروح، خصوصاً أن أفضل العلاجات لالتئام الجروح هو "الأوزون"، ومرض السّكري، والضغط، وأمراض أخرى.
ويعلّق كفروني على هذه الناحية من تجربته بأن "نتائج العلاجات كانت اكثر من المتوقع، ولامس النجاح التام نسبة 87,7%، ومنذ عشر سنوات، يوم بدأنا استخدام الأوزون، أوّل مريض عالجناه استفاد لمدة طويلة، ونعتبر ان النتائج جيّدة جداً”.
تحسّن ملموس لدى مرضى السرطان
بالنسبة لبعض الأوجاع، يؤكد كفروني أن "الأوزون يوقفها بصورة تامة، منها على سبيل المثال الروماتيزم، حيث يلمس المريض نشاطا أكثر إثر تلقيه العلاج”.
وبالنسبة لمرضى السرطان، انعكس عليهم التحسّن الملموس، ، بما هو أكثر من المتوقع، وقد تحمّل المرضى العلاج بسهولة دون عواقب، ولا ردود فعل سلبيّة، مهما كان عمر المريض.
من الأمثلة على تطبيقاته ما عالج به الأمعاء، و"بحسب ما طبّقناه واختبرناه، يمنع الأوزون النزيف، ويشفي الالتهابات في الأمعاء بسرعة، ويريح المريض أثناء المرض”.
وختم متمنياً لو طوّرت الدولة طريقة العلاج بالأوزون بنقابة، ووضعت قوانين لها، وفرضت شروطاً على العاملين بها، وحيازتهم على شهادات معترف بها، على غرار العديد من الدول الأخرى.
ما هو الأوزون؟
الأوزون هو الأوكسيجين الحامل لثلاث ذرّات أي ال(O3) ، بينما الأوكسيجين العادي يحمل ذرتين فقط (O2). والأوزون هو الذي يُكَوِّن الطبقة التي تحيط بالأرض، وتحميها.
يجري تحضير الأوزون في العيادة عبر المعدات الخاصة، دقائق قليلة قبل بدء تطبيقه، لأنه يفقد ذرة من الثلاث فيتحول إلى أوكسيجين عادي في غضون 20 دقيقة.
أما علاج الديسك، فيتم بحقن الأوزون داخل الغضروفة الممزقة-الديسك، و هو كفيل أن يرجعها إلى طبيعتها، ومكانها، فتعيد بناء ذاتها بتكوين خلاياها مجدداً، وخلال شهور قليلة يشفى المصاب، ويعود لحالته الطبيعية ".