السكر التراكمي: اختبار يمكنه قول الكثير عن حالتك الصحية!
هل قمت بقياس السكر التراكمي لديك ولو مرة واحدة في حياتك؟ إنّه أحد الاختبارات المهمة التي يجب الالتفات إليها لتطمئن إلى حالتك الصحية وتتجنّب خطر الوفاة.
ما هو اختبار السكر التراكمي؟
لا يمكنك الاطمئنان إلى حالتك الصحية، فيما يخص السكر في الدم من خلال اختبار يقيسه ليوم واحد فقط. لذلك، يتحدّث الأطباء عن فحص السكر التراكمي، وهو ما يسمّى اختبار الهيموغلوبين السكري، الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي أو HBA1C. يكشف هذا الاختبار عن متوسط الغلوكوز (السكر) المرتبط في الدم خلال الشهرين أو الثلاثة الماضية.
اقرأ أيضاً: أعراض انخفاض السكر في الدم: هل الوفاة أحدها؟
عادة عندما يتراكم الغلوكوز في الدم، يرتبط بالهيموغلوبين في الخلايا الحمر التي تعيش نحو 3 أشهر فقط. ينتج عن هذا الالتصاق مركب يسمّى الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي، وهو ما يقيسه الفحص.
أهمية تحليل السكر التراكمي
من الضروري جدّاً الانتظام في إجراء تحليل السكر التراكمي لأنّه يقيك مضاعفات خطرة قد تودي بحياتك، بما في ذلك خطر الإصابة بنوبة قلبية. كذلك يعد أساسيّاً لإدارة مرض السكري لديك، لكنه بالطبع لا يحل محل اختبار السكر الذي تجريه في المنزل.
مَن يجب أن يخضع لاختبار السكر التراكمي؟
يحتاج المصابون بمرض السكري إلى إجراء اختبار السكر التراكمي كل 3 أشهر للتأكّد من أنّ نسبة السكر في الدم لا تزال ضمن النطاق المستهدف. الأخير، يحدّده الطبيب مع المريض بناء على عوامل عدة.
يعتمد عدد المرات التي ستحتاج فيها إلى إجراء الفحص على عدة عوامل، أبرزها: نوع مرض السكري، ودرجة السيطرة على مستويات السكر في الدم وخطة العلاج التي تعتمدها مع الطبيب. على سبيل المثال، يحتاج مرضى السكري من النوع الأول إلى اعتماد الفحص 3 أو 4 مرات في السنة. أمّا، مصاب النوع الثاني مع عدم استخدام الأنسولين يحتاج إلى إجرائه مرتين كل عام.
المصابون بمقدمات السكري بحاجة إلى إجراء الاختبار مرة واحدة في السنة. أما فيما يخص البالغين ذوي الوزن الزائد أو الذين يعانون عوامل خطر تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، فيتطلب إجراؤه كل 3 سنوات.
قد تحتاج المرأة الحامل إلى إجراء الاختبار في بدء حملها بهدف تحديد احتمالية الإصابة بالمرض. وفي حال أصيبت بسكري الحمل، يقوم الطبيب باختبار السكر التراكمي بعد 3 أشهر من الولادة.
معدل السكر التراكمي الطبيعي؟
اختبار السكر التراكمي يتطلب قيام الطبيب بسحب الدم من الإصبع أو الوريد ثمّ إرسال العينة إلى المختبر، ولا يجب الصيام قبل إجرائه.
كيف يحتسب معدل السكر التراكمي؟
HbA1C level x (multiplied by) 33.3 – 86 = متوسط مستوى الغلوكوز في الدم خلال الـ 90 يوماً الماضية
العوامل المؤثرة في نتائج فحص السكر التراكمي
وجود بعض العوامل يؤثّر سلباً في نتائج السكر التراكمي، ومن ضمن هذه العوامل:
تناول بعض المكملات الغذائية: فيتامينات (ج) و(هـ).
ارتفاع مستويات الكوليسترول.
مرض الكلى وأمراض الكبد.
الشعور بالتوتر الشديد أو الاكتئاب.
فقر الدم الشديد.
تناول بعض الأدوية، بخاصة تلك التي تحتوي على مواد أفيونية أو أدوية نقص المناعة البشرية.
الحمل المبكر أو المتأخر.
أنواع معينة من اضطرابات الدم مثل فقر الدم المنجلي او التلاسيميا.
في حال كنت تعاني أحد هذه العوامل، أخبر طبيبك بها قبل إجراء الفحص.
علاج السكر التراكمي نهائياً
يتطلب خفض مستوى السكر التراكمي المرتفع إجراء بعض التغييرات الحياتية. مثل:
تغيير الدواء
قد تحتاج إلى الاتفاق مع طبيبك على زيادة جرعة الدواء الذي تتناوله أو البحث عن دواء آخر يلائم وضعك الصحي.
تناول دواء للسكري
قد تتّفق مع طبيبك على تناول دواء للسكري عن طريق الفم بهدف خفض مستوى السكر التراكمي. في عام 2012 تبيّن أنّ دواء "الميتفورمين" قلّل مستوى HBA1C بنسبة 1.12% لدى مصابي السكري من النوع الثاني. لكن، بالنسبة إلى الذين لم يجرِ تشخيصهم بالسكري من قبل، وكانت نتيجة الاختبار أعلى من 9%، يوصي الطبيب بالأنسولين.
اقرأ أيضاً: مقاومة الأنسولين.. هل تتطور إلى أمراض مزمنة؟
ممارسة الرياضة
تكثر التوصيات بضرورة ممارسة نحو 150 دقيقة من التمارين البدنية المعتدلة أسبوعيّاً. على سبيل المثال، يمكنك أداء الأعمال المنزلية أو النشاطات الاعتيادية الأخرى القائمة على الحركة. يحتاج الذين يتناولون الأنسولين أو لديهم ظروف أخرى إلى مناقشة خطة التمارين المناسبة لهم مع الطبيب.
التوقف عن التدخين
يجب أن تحاول التوقف عن التدخين لأنّه يصعّب عملية تدفق الدم إلى أعضاء الجسم.
إدارة الوزن
يساعد النظام الغذائي الصحي في خفض مستويات السكر التراكمي العالية، لذلك اسعَ للحصول على خطة غذائية محكمة. يمكنك اللجوء إلى اختصاصي التغذية لتحديد خطة توافقك. وعلى العموم، قد يفيد تناول الطعام كل 3 إلى 5 ساعات، تناول كميات مماثلة الحجم في كل وجبة كاملة أو خفيفة، تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والكاملة، واعتماد نظام متوازن بالبروتينات.
اقرأ أيضاً: الكيتو.. نظام الأسبوع الواحد لفقدان الوزن
على الذين يعانون من السكري، الإكثار من تناول الفواكه والخضروات الطازجة، والأطعمة الكاملة، والأطعمة قليلة الملح والسكر والدهون. كذلك تجنب الأطعمة المصنعة.
إدارة مستويات التوتر
ترتفع مستويات السكر في الدم إذا كنت تعاني الإجهاد، لهذا السبب ينصحك طبيبك بتجنّب التوتر للحد من إفراز هرمون الغلوكاجون والكورتيزول في الجسم اللذين يساهمان في ارتفاع مستويات السكر في الدم. بهدف إدارة التوتر، تساعدك تمارين الاسترخاء والتأمّل، إذ أظهرت دراسة أنّ الطلاب الذين مارسوا هذه التمارين انخفضت لديهم مستويات التوتر والسكر في الدم. تساعد التمارين أيضاً في تصحيح إفراز الأنسولين لدى مرضى السكري.
أعراض ارتفاع السكر التراكمي
ضعف في وظائف العين، السمع والكلى
يؤدي ارتفاع مستوى السكر التراكمي إلى خطر الإصابة بضعف في وظائف العين والكلى وصولاً إلى بتر في الأطراف السفلية. وتبيّن لدى 451 مريضاً بالسكري أنّهم بدأوا يعانون هذه المشكلات بشكل حاد مع ارتفاع HBA1C. على عكس ذلك، لم يطوّر المرضى هؤلاء المضاعفات عندما كان مستواهم أقل من 7.6%.
اقرأ أيضاً: تصنيفات الإعاقة البصرية وأسبابها
كذلك ارتبطت المستويات المرتفعة لدى 7.5 من غير مرضى السكري بزيادة فقدان السمع.
التعب
قد يترافق ارتفاع مستويات HBA1C مع التعب، حيث يعاني نحو ثلاثة أرباع مرضى السكري من النوع الأول هذا العارض على نحو مستمر. كان التعب مرتبطاً بمستويات تبلغ أكثر من 7% لدى مرضى السكري النوع الثاني.
لم يكن التعب العارض الوحيد، إنّما في دراسة شملت 800 شخص مصاب بمرض السكري، تبيّن بعد متابعة استمرت عاماً أنّ المستويات المرتفعة من السكر التراكمي أدت إلى مزاج كئيب، وتفكير انتحاري، وصعوبة في النوم ومشكلات في الشهية. هذه الأعراض كانت أكثر وضوحاً في مرض السكري من النوع الأول مقارنة بها في النوع الثاني.
ضعف الأداء المعرفي
قد تؤدي مستويات الاختبار المرتفعة إلى ضعف في الذاكرة العرضية والأداء المعرفي لدى البالغين، بحسب دراستين شملت 5 آلاف شخص. كذلك ظهرت مشكلات في الذاكرة والتعلم لدى 233 طفلاً كانت مستوياتهم أعلى من8.8%.
زاد أيضاً خطر الإصابة بالخرف وألزهايمر بمقدار 2.8 ضعف لدى المسنين الذين تجاوزت أو ساوت مستوياتهم 6.5%، بحسب دراسة أجريت على أكثر من 1.3 شخص.
الكبد الدهني
يؤدي ارتفاع مستوى السكر إلى خطر الإصابة بأمراض الكبد الدهنية غير الكحولية لدى غير المصابين بمرض السكري. هذه الخلاصة جاءت بصرف النظر عن السمنة والمكونات الأيضية الأخرى.
تصلب الشرايين
وجد العلماء علاقة إيجابية بين مستويات السكر في الدم غير الجيدة، والالتهاب المنخفض، وانخفاض الكوليسترول وتصلب الشرايين في مرضى السكري من النوع الثاني. في دراسة أخرى، ظهر أيضاً خطر الإصابة بتصلب الشرايين لدى غير مرضى السكري.
السرطان
ارتبطت مستويات HbA1C بارتفاع خطر الإصابة أو الوفاة بالسرطان، بما في ذلك سرطان القولون، المستقيم، البنكرياس والجهاز التنفسي والتناسلي الأنثوي.
الوفاة
من جهة، رأى العلماء أنّ ارتفاع الغلوكوز يمكن أن يزيد الإجهاد التأكسدي الذي بدوره يتلف الأوعية الدموية. هذا التلف يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب. ويؤدي الإجهاد التأكسدي إلى إتلاف الحمض النووي، وإلى حدوث طفرة جينية وتطوّر في السرطان.
اقرأ أيضاً: "التنميل" أو الوخز ... أعراض للأوعية الدموية الضعيفة
من جهة أخرى، تزيد المستويات المرتفعة من السكر التراكمي خطر الإصابة بنوبة قلبية، سكتة دماغية، الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب والوفيات الناجمة عن مرض السكري.
أعراض أخرى
عدم انتظام في الدورة الشهرية
هشاشة العظام
الشعور بالعطش الشديد
التبول كثيراً
فقدان الوزن
وخز وتلف الأعصاب الذي يسبّب عدم الإحساس بالقدمين
بطء في التئام الجروح والعدوى
الأسئلة الشائعة حول السكر التراكمي
ما هو السكر التراكمي؟
التصاق الغلوكوز بالهيموغلوبين في خلايا الدم الحمر ينتج عنه مركب يسمّى السكر التراكمي.
هل السكر التراكمي خطر؟
يعد معدل السكر التراكمي البالغ 8 خطراً لأنّه قد يسبّب لك مضاعفات قد تودي بحياتك.
متى يكون السكر التراكمي خطراً؟
إذا كان معدل الاختبار يساوي 8% أو أكثر.
هل المشي يخفض السكر التراكمي؟
نعم، فالأطباء ينصحون بالحركة من أجل خفض مستوى السكر.
السكر التراكمي المرتفع قد يسبّب مضاعفات خطرة على صحتك. لذلك، من المهم فهم النتائج جيّداً ومناقشتها مع الطبيب بهدف تحديد خطة علاج تساهم في خفضه.