التجميل بلا جراحة: تعرفوا إلى "النحت التبريدي" لعلاج الدهون

يعاني بعض النساء والرجال مشاكل السمنة وتراكم الدهون في الجسم، إلا أنّ الحمية الغذائية وممارسة الرياضة لا تقضيان على الدهون بشكل تام، ما قد يتطلب علاجاً خاصاً. تعالوا نتعرف إلى تقنية "النحت التبريدي" لحلّ هذه المشكلة.

  • علاج الدهون المتراكمة بتقنية النحت التبريدي cryolipolysis
    علاج الدهون المتراكمة بتقنية النحت التبريدي cryolipolysis

في الجزء السابع من سلسلة تقارير "التجميل بلا جراحة"، نتحدث عن تقنية العلاج بالـ cryolipolysis أو ما يعرف بـ"النحت التبريدي"، وهو ليس علاجاً للسمنة، بل إنه إجراء طبي غير جراحي يساعد على التخلّص من الخلايا الدهنية الزائدة والمترسبة تحت الجلد، إذ يعمل على تفكيكها وتذويبها والتخلص منها إلى خارج الجسم عن طريق الكلى أو الكبد تدريجياً، كما تشرح الدكتورة رمزية العنان للميادين نت

تُعد هذه التقنية أحد أكثر العلاجات غير الجراحية شيوعاً لتحلل الدهون لدى الأشخاص الذين يرغبون في تقليل مظهر انتفاخ الدهون الموضعية تحت الجلد في أنحاء معينة من الجسم، والتي بقيت وترسبت رغم اتباع نظام غذائي وصحي معين، ورغم ممارسة الرياضة. وقد يحتاج بعض الأشخاص أحياناً إلى معالجة أكثر من منطقة واحدة في الجسم.

  • ما هو "النحت التبريدي" للدهون أو cryolipolysis؟

وأشارت الدكتورة العنان إلى أنّ إدارة الغذاء والدواء الأميركية اعتمدت تقنية "النحت التبريدي" كعلاج طبي آمن يتمتع بالعديد من الفوائد مقارنةً بعملية شفط الدهون التقليدية. كما أنّ هذا الإجراء لا يتطلب وقتاً للشفاء، لأنه يعمل في منطقة دهنية معينة بنسبة تصل ما بين 20 إلى 25%. 

  • يعاني الرجال والنساء على حدٍّ سواء من تراكم الدهون في البطن
    يعاني الرجال والنساء على حدٍّ سواء تراكم الدهون في البطن

الحصول على قوام صحي وممشوق ومتناسق حالياً هو مطلب الكثير من النساء والرجال على حدٍّ سواء، للتخلص من مشاكل السمنة وتراكم الدهون، وهي واحدة من أكثر المشاكل المؤرقة والمزعجة، لكونها لا تستجيب في أحيانٍ كثيرة للعلاجات البسيطة والحميات الغذائية التقليدية المعروفة أو عبر ممارسة الرياضة. 

وتشرح الدكتورة العنان أنّ أماكن اختزان الدهون في الجسم تختلف بين الرجال والنساء، إذ تؤثر الطبيعة الجينية والهرمونية في تحديد مناطق تجمع الدهون عند كلا الجنسين. على سبيل المثال، تتراكم الدهون في منطقة البطن، ويعود هذا السبب إلى ضعف عضلات تلك المنطقة، وهي إحدى المناطق الشائعة لتراكم الدهون عند الرجال والنساء على حدٍ سواء، إضافةً إلى منطقة الفخذين والأرداف، وهي شائعة أكثر لدى النساء بسبب الطبيعة الهرمونية لديهن، كما تتخزن الدهون عند البعض في منطقة الذراعين.

كيف تتم عملية نحت الجسم بالتبريد؟

  • يستخدم الطبيب جهازاً خاصاً للتبريد بتكسير الدهون وإذابتها ليتخلص منها الجسم
    يستخدم الطبيب جهازاً خاصاً للتبريد، وذلك لتكسير الدهون وإذابتها ليتخلص منها الجسم

وتوضح أنّ تقنية التبريد تعتمد على تجميد طبقة الدهون الموجودة تحت سطح الجلد من خلال أحد أنواع الأجهزة المخصصة لهذا الغرض، إذ تؤدي عملية التجميد إلى تكسّر الخلايا الدهنية المتراكمة تحت الجلد مع مرور الوقت، ما يساعد على خسارة الوزن الزائد بشكلٍ تدريجي في مدة تتراوح بين 3 إلى 4 أشهر، ويتخلص منها الجسم إلى الخارج. 

وعن الخطوات المتبعة في هذا الإجراء، تشرح الدكتورة العنان أنَّ الطبيب يقوم في الخطوة الأولى بوضع بعض المخدر الموضعي البسيط على المناطق المراد نحتها بعد القيام بتحديدها، من أجل تجنب الإحساس بالوخز. كما يقوم أيضاً بوضع نوع من الكريمات المرطبة من أجل حماية الجلد من التشقق.

وفي الخطوة الثانية، يبدأ بتمرير جهاز على المنطقة المراد تفتيت الدهون فيها، ثم يقوم بعد ذلك بخفض درجة حرارة الجهاز تدريجياً حتى تصل إلى 5 درجات مئوية.

وتستمر جلسة العالج عادة لمدة تتراوح ما بين 45 دقيقة وحتى ساعة كاملة، بحسب كمية الدهون الُمراد تفتيتها.

وتؤكد الدكتورة العنان أنّ الطبيب الذي يقوم بهذه المهم عادة هو الذي يحدد عدد الجلسات تبعاً لوزن الشخص، وكمية الدهون المراد التخلص منها، ومجموعة من العوامل الأخرى. وتتراوح الفترة التي تفصل بين كل جلستين بين 3 و5 أسابيع.

متى تظهر النتائج؟

  • العلاج بهذه التقنية تكسر الدهون وتذيبها ما يؤدي إلى عدم عودتها نهائياً إلى الجسم
    العلاج بهذه التقنية يكسر الدهون ويذيبها ما يؤدي إلى عدم عودتها نهائياً إلى الجسم

تظهر نتائج هذه التقنية بشكلٍ تدريجي، ما يجعلها تبدو طبيعية، فتدوم نتائجها طويلاً، ما لا يستدعي تكرارها لاحقاً، كما لا يعاني الشخص أي ترهل في الجلد بعد خسارة الدهون والوزن الزائد.

يتميز هذا الإجراء بالسهولة والسرعة، ولا يحتاج إلى التخدير والمكوث في المستشفى أو إلى أي فترة نقاهة بعد الجلسات، ويمكنه ممارسة حياته بشكل طبيعي.

ووفق الدكتورة العنان، فإنّ لهذا الإجراء مميزات تعتبر أفضل من غيرها، إذ إنه يقلل احتمال عودة الوزن الزائد مجدداً، لأنه يخلص الجسم من الخلايا الدهنية بأكملها، وليس الدهون المتراكمة فقط.

هل هناك مضاعفات لهذا العلاج؟

وعن المضاعفات التي قد يعانيها الشخص الذي يعتمد العلاج بهذا الإجراء، توضح الدكتورة العنان أنّ البعض قد يعانون تحسساً في الجلد، نتيجة خضوعهم لعملية التبريد بشكلٍ مباشر والتغيير الطارئ والمفاجئ في درجة حرارتهم الطبيعية، كما قد يعاني البعض الإحساس بالخدر نتيجة تعرض الجسم للتبريد لفترة طويلة، الأمر الذي قد يؤدي إلى خلل في وظيفة الأعصاب الحسيّة الطرفيّة لفترة قصيرة، لكنّ هذا العارض سرعان ما يزول بمجرد زوال العامل المؤثر والمسؤول عن هذا الأمر خلال جلسة العلاج.

كما أنّ البعض قد يعاني الشعور بالوخز والشد وبعض الألم والتشنجات العضلية لمدة تتراوح بين ساعة وساعتين، وهي المدة التي يستغرقها وقت العلاج بهذا الإجراء عادةً. وفي هذه الحالة، ينصح الأطباء باستخدام بعض الأدوية المرخية للعضلات، ولكن يُمنع بعض الأشخاص من اتباع العلاج بهذه التقنية، وخصوصاً من يعانون أمراضاً مرتبطة بالبرد. 

اقرأ أيضاً:

الجزء الأول: التجميل بلا جراحة: العلاج بتقنية Ultherapy لمحاربة الشيخوخة

الجزء الثاني: التجميل بلا جراحة: العلاج ببلازما الفيبرين (Platelet rich fibrin)   

الجزء الثالث: اتجميل بلا جراحة: قلم البلازما The plasma pen

الجزء الرابع: التجميل بلا جراحة: العلاج بالماس الجلدي diamond dermabrasion

الجزء الخامس: التجميل بلا جراحة: لايزر النيوديميوم ( ND YAG )

الجزء السادس:التجميل بلا جراحة: تقشير الوجه بتقنية "الهايدرافيشيل"

إقرأ أيضاً: التجميل في العيادات.. شباب دائم بلا عمليات جراحية

* الدكتورة رمزية العنان:

دكتوراه في الصيدلة السريرية، مرخصة ومعتمدة من المجلس الأميركي، متخصصة في الطب التجميلي، ومحاضرة في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا في بيروت.