التجميل بلا جراحة: تخلصوا من الدهون والذقن المزدوج بـ"النحت الحراري"
"النحت الحراري" إجراء غير جراحي يستخدم للتخلص من السيلوليت، أي الدهون المترسبة تحت الجلد، يتضمن ثلاثة إجراءات: طاقة الترددات الراديوية، الفاكيوم (الشفط) والعلاج بالأشعة تحت الحمراء.
في الجزء الثامن من سلسلة "التجميل بلا جراحة"، نتناول تقنية "النحت الحراري" للجسم أو ما يعرف بـ heat sculpting technique، وهو إجراء غير جراحي، يتم خلاله تكسير الخلايا الدهنية المعروفة بالـ"السيلوليت" لتذويبها وتكسيرها في الجسم، والتي تتجمع تحت طبقة الجلد، وخاصة في الفخذين وأسفلهما وأعلى الذراعين والبطن، وتحت الإبط، والأرداف، والوجه، والذقن.
تعتمد هذه التقنية، وفق ما تؤكد الدكتورة رمزية العنان في حديث للميادين نت على نحت الجسم من خلال جلسات متعددة لتجميد الخلايا الدهنية، أو استخدام الحرارة التي تخترق الدهون لتذويبها، أو عبر جهاز ترددات لاسلكية، تشبه الترددات الراديوية، أو من خلال الموجات فوق الصوتية، وخاصة في الأماكن التي لا يساعد النظام الغذائي، والتمارين الرياضية على التخلص منها.
يتألف هذا العلاج من ثلاث تقنيات: الترددات الراديوية (radio frequency)، والفاكيوم (Vaccium) والأشعة تحت الحمراء (FIR) Fair infra red.
تقنية الترددات الراديوية
وبحسب الدكتورة العنان،تعتبر تقنية Radio Frequency Skin Tightening أو ما يعرف بالترددات الراديوية، فعّالة للغاية في عملية تحفيز الدورة الدموية وشدّ الجلد، إذ تعمل على تكسير وتذويب الكتل الدهنية المترسبة تحت الجلد من خلال الجهاز اللمفاوي، ما يقلل بشكل كبير من مشكلة ظهور الدهون المتكتلة المعروفة بالـ"السيلوليت".
وتؤكد أنّ هذه التقنية تساعد على شدّ الجلد ليصبح ناعم الملمس، والتقليل من مظهر "السيلوليت" بشكل ملحوظ. كما تعتبر من أحدث إجراءات العلاجات التجميلية التي تتم في العيادات من دون جراحة، لنحت الجسم، وتحسين مظهره.
كيف يتم العلاج بطاقة الترددات الراديوية؟
تُعد طاقة التردد اللاسلكي أحد الترددات الكهرومغناطيسية المنخفضة، لنقل طاقة الترددات الراديوية إلى داخل طبقات الجلد، لتقليل ظهور الكتل الدهنية المترسبة تحت الجلد، بسبب احتفاظ شبكة ألياف الخلايا الدهنية بسائل تتغذى بواسطته في الجسم. ووفق ما تشرح الدكتورة العنان، فإنه عندما تتباطأ عمليات الحرق الطبيعية في الجسم، تتسبب في زيادة سماكة الكتل الدهنية فتصبح مادة تشبه الجيلاتين.
ويتسبب السيلوليت بإضفاء ملمس متعرج على بشرة الجلد الخارجية. وتعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة به من الرجال، ويمكن أن يكون سبب هذه المشكلة مجموعة متنوعة من العوامل الأخرى.
العلاج بالترددات الراديوية يتم عبر استخدام جهاز خاص يوضع على الجلد، لتمرير طاقة (RF) التي تعمل على تسخين الطبقة الداخلية، بالتوازي مع تبريد الطبقة الخارجية للجلد باستمرار. وتستمر كل جلسة لمدة 45 دقيقة.
عند الانتهاء من جلسة العلاج، يمكن أن يعود الشخص إلى نشاطه اليومي المعتاد، وفق ما تؤكد الدكتورة العنان، ولا يعاني إلا من احمرار مؤقت في منطقة العلاج، والذي لا يستمر أكثر من 24 ساعة، كما أنه لا يحتاج إلى فترة نقاهة، ولا يتسبب هذا الإجراء بأي مخاطر أخرى.
الفاكيوم لتكسير الدهون
يعمل الإجراء بـ"الفاكيوم" Vacuum على تخفيف مشكلة السيلوليت عن طريق التدليك والشفط، وهو جهاز ميكانيكي خاص يساعد على إزالة السموم من داخل الجسم.
يقوم بهذا العلاج مُختص عبر تشغيل جهاز (مدلك صغير من السيليكون) له معدلات ضبط خاصة، يوضع على الجلد، ويصل إلى أعماق الطبقات بين 6-8 ملليمترات تحت سطح الجلد، لشدّه وتكوين طيّة تسهّل اندفاع الدم والأوكسجين والمواد المغذية إلى سطح الجلد. ما يحفّز الدورة الدموية اللمفاوية التي تعمل على تصريف الدهون والسموم إلى خارج الجسم، وتحفيز إنتاج الكولاجين، وتعزيز مستويات المناعة. وبفضل عملية التحفيز العميقة، تصبح الخلايا الجلدية ناعمة ومشدودة ونضرة.
وتنصح الدكتورة العنان باتباع نظام غذائي صحي معين، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام لضمان النتائج المرجوة عن طريق هذا الإجراء. في حين لا تنصح به للأشخاص الذين يعانون من أمراض الدم أو الدوالي الواضحة، أو المناعة الذاتية وفيروس نقص المناعة، وأنواع أخرى من السرطان، والفشل الكلوي، والفشل الكبدي، والكبد الدهني، وأمراض القلب، والصرع، ومرض التصلب العصبي المتعدد، أو الأشخاص الذين في أجسامهم أجهزة مزروعة مثل: أجهزة تنظيم ضربات القلب أو الأطراف الصناعية الكهربائية.
العلاج بالأشعة تحت الحمراء
يعتمد نظام العلاج بالأشعة تحت الحمراء البعيدة (FIR) Far infra red على العلاج بالحرارة. تبدأ جلسة العلاج بوضع كريمات خاصة على الجلد لتعزيز تكسير الدهون. ثم يلف الشخص ببطانية دافئة، خلال ذلك الوقت، يحرق الجسم السعرات الحرارية، ويتخلص من السموم كالزيوت والدهون التي يمكن أن تعوق انسياب الدورة الدموية.
ثم، يتم تحويل الدهون الثلاثية (الخلايا الدهنية) المخزنة في الجسم إلى أحماض دهنية تنتقل عبر مجرى الدم للاستفادة منها كطاقة في جميع أنحاء الجسم، وتعمل على تعزيز دورة الدم وتفتح الأوعية الدقيقة، ما يسمح للهرمونات التي تتحكم في تخزين الدهون بالوصول إلى الخلايا الدهنية. كما تساعد جلسة العلاج بالأشعة تحت الحمراء البعيدة على التخلص من احتباس السوائل الذي يمنع الجسم من إدارة الدهون والتخلص منها بالشكل المناسب.
اكتسب هذا العلاج شعبية عالمية، لأن نتائجه تظهر بعد الجلسة الأولى فقط. إذ إنّ فقدان الوزن من جلسة العلاج بالأشعة تحت الحمراء ليس مجرد فقدان للماء، إذ تساعد الكريمات الخاصة على فقدان الوزن بشكل أكبر. كما يسمح هذا العلاج بفقدان الوزن بشكل مستمر مع مرور الوقت، مع انخفاض نسبة تكوين الدهون، وهو مؤشر واضح على أنّ الجسم يستخدم الدهون المخزنة للحصول على الطاقة.
نصائح عامة
قبل الجلسة بساعة على الأقل، يجب تناول وجبة تتكون من بروتين قليل الدسم أو خضراوات أو فواكه ونشويات قليلة الكربوهيدرات. كما يجب شرب كمية كبيرة من الماء يومياً، خاصة في اليوم السابق للجلسة وفي اليوم التالي لها، مع عدم شرب الكحول أو شرب الشاي، والقهوة إلا إذا كانت منزوعة الكافيين.
وأيضاً يجب الاستحمام بعد 4 أو 6 ساعات من جلسة العلاج، لتتمكن المسام الجلدية من الانغلاق بشكل طبيعي قبل دخول السموم البيئية،والامتناع عن الأكل ما بين 4 و 6 ساعات بعد العلاج، وشرب القليل من الماء فقط خلال هذه الفترة.
إقرأ أيضاً:
الجزء الأول: التجميل بلا جراحة: العلاج بتقنية "Ultherapy" لمحاربة الشيخوخة
الجزء الثاني: التجميل بلا جراحة: تعرف إلى علاج البشرة ببلازما الفيبرين (PRF)
الجزء الثالث: التجميل بلا جراحة: ما هو قلم البلازما؟ وما استخداماته؟
الجزء الرابع: التجميل بلا جراحة: كل ما تريدون معرفته عن العلاج بالماس الجلدي
الجزء الخامس: التجميل بلا جراحة: ما هو ليزر النيوديميوم؟ ولماذا يُستخدم؟
الجزء السادس: التجميل بلا جراحة: تقشير الوجه بتقنية "الهايدرافيشيل"
الجزء السابع: التجميل بلا جراحة: تعرفوا إلى "النحت التبريدي" لعلاج الدهون
إقرأ أيضاً: التجميل في العيادات.. شباب دائم بلا عمليات جراحية
* الدكتورة رمزية العنان:
دكتوراه في الصيدلة السريرية، مرخصة ومعتمدة من المجلس الأميركي، متخصصة في الطب التجميلي، ومحاضرة في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا في بيروت.