تُعدّ الصدفية مرضاً مناعياً مزمناً شديد التعقيد؛ كون جهود الأطباء تنكبّ عادةً على التقليل من أعراضه بسبب عدم فهم كيفية عمل المرض، الذي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطرة في الحالات المتقدمة.

عادةً، يتم علاج المريض بحسب درجة الإصابة بالمرض، الذي يمكن أن يظهر فجأة، خاصة بعد الثلاثينيات لأسباب عديدة، كالتلوث البيئي والالتهابات غير المعالجة، أو منذ الولادة نتيجة عوامل وراثية مساعدة.

وتشير الإحصاءات إلى أن نحو ثلث المصابين بالصدفية يعانون التهابات في المفاصل نتيجة شدة الالتهابات التي يسببها المرض في الجسم، علماً بأن إحصاءات دولية تُظهر ارتفاعاً في عدد المصابين بالصدفية بنحو 3 ملايين شخص كل عام.

ويتم التعامل مع حالات الصدفية تبعاً لدرجة حدّتها، بدءاً من المراهم الموضعية المخففة التي تحوي الكورتيزون أو القطران Tar أو فيتامين دي، أو حامض سالسيليك Salicylic Acid  أو من خلال حبوب مثبطة للمناعة لها عوارض جانبية تستوجب إجراء فحوصات طبية، في فترات زمنية متقاربة، أو من خلال حقن بيولوجية يتم فيها حقن المريض بخلايا حية في الحالات المتقدمة من المرض. كما يتوفر علاج بنوع محدد من الأشعة فوق البنفسجية داخل عيادات مختصة.

• مواضيع متعلقة

"حقنة هتلر" تثير ضجة في مصر

18 تموز 2022 09:29

الصَّدفية (الصُّداف)

29 تشرين اول 2016 09:18

إلا أنّ جميع العلاجات لا توفر حلاً جذرياً، وقد تفشل تماماً إزاء طبيعة المرض، أو يمكن أن تكون جزئية ومرحلية في أفضل الحالات، فضلاً عن أن عوارضها الجانبية لا يُستهان بها في بعض الأحيان.

من هنا، تستمد الدراسة التي أدارها فريق طبي نمساوي في جامعة فيينا أهميتها كونها تسلّط الضوء، للمرة الأولى، على رابط قد يفسّر سبب حدوث الصدفية، والالتهابات المرافقة لها على مستوى الجلد.

فقد أظهرت دراسة بإشراف البروفسور أروين فاجنر، عالم الوراثة والأورام في جامعة فيينا، أنه يمكن تقليل شدة الصدفية والتهاب المفاصل الناجم عنها عن طريق تثبيط جين S100A9 في جميع خلايا الجسم، بدلاً من التركيزعلى تثبيط مناعة الخلايا على مستوى الجلد فقط.

وكشفت الدراسة النوعية أن أعراض الصدفية تختفي عندما يتم تعطيل الجين S100A9 في جميع خلايا فئران التجارب. وهذه هي المرة الأولى التي يحدد فيها العلماء رابطاً مباشراً بين المرض وجين داخل الجسم.

وقال البروفسور فاجنر "نحن نعلم الآن أن الاستجابات الالتهابية في الصدفية والتهاب المفاصل الصدفي تتعزز عندما يتم تثبيط S100A9 فقط في خلايا الجلد، لذلك، يجب إعطاء الأدوية المثبطة S100A9 بشكل منهجي في شكل أقراص أو قطرات".

ومن شأن هذا الاكتشاف أن يفتح الباب على مصراعيه أمام اختبار إنتاج مثبطات للجين المتسبب بالمرض، وتطوير علاجات تعمل على مستوى الجسم كله، وليس الجلد فقط.