أمل جديد لأطفال مرضى سرطان الدماغ
باحثون يطوّرون علاجاً يجمع بين فيروس "الهربس" واللقاح بعدما لم تؤدِ المقاربات الحالية إلى أيّ تحسّن منذ عقود. واللقاح قد يشكّل علاجاً واعداً ضد أنواع شرسة من سرطانات الدماغ التي تصيب الأطفال خصوصاً.
يتحرّى الباحثون حالياً عمّا إذا كان فيروس "الهربس" المدمج مع لقاح يمكنه علاج نوع عدواني شرس من سرطان الدماغ لدى الأطفال.
وبالنسبة للأطفال الذين يعانون من الأورام الدبقية (الخبيثة) عالية الدرجة، فإنّ فرص النجاة لمدة ثلاث سنوات لا تتجاوز 11% إلى 22%.
ويؤكد الخبراء أنّ الأرقام هذه لم تشهد أي تحسّن منذ 30 عاماً. ويضطر الأطفال القلائل حالياً والذين ينجون من هذا المرض إلى تحمّل علاجات مصمّمة أساساً للبالغين، مثل العلاج الإشعاعي والكيماوي، والتي تشكّل خطراً على أدمغتهم النامية.
يحتاج الأطفال إلى خيارات علاجية آمنة وفعّالة بشكل أكبر لتعزيز معدلات النجاة، وتقليل الآثار الجانبية على المدى الطويل. وهو ما أكّده الدكتور غريغوري فريدمان، أستاذ طب الأطفال في جامعة تكساس الأميركية، والباحث الرئيس في المشروع، من أنّ "الأطفال الذين يعانون من أورام دماغية عدوانية في حاجة ماسة إلى علاجات مستهدفة أقل سمّية".
وقال فريدمان: "يثبت بحثنا هذا أنه بإمكاننا تنشيط الجهاز المناعي لاستهداف الورم بلقاح، مما يعزز بدوره قدرة فيروس الهربس المعدل على إثارة استجابة مناعية ضد الورم".
وأضاف: "سيقود فريقنا الموهوب من الباحثين الأكاديميين والصناعيين جهود تطوير وترجمة هذا النهج، بهدف معالجة أورام الدماغ لدى الأطفال بكفاءة أكبر".
وسيقوم الباحثون باستخدام فيروس "الهربس" البسيط من النوع 1" herpes simplex virus type 1 المعدل وراثياً للقضاء على خلايا السرطان، حيث إنّ "هذا النوع من الفيروسات مثالي لأورام الدماغ، لأنه بالعادة يستهدف الخلايا العصبية"، وعن طريق "تعديل الفيروس بحيث يدخل على خلايا السرطان ويتكاثر فيها بسرعة، مما يؤدي إلى تكسير الخلايا السرطانية وانكشافها أمام الجهاز المناعي البشري، وبالتالي تدميرها بفعالية".
وفي تجربة صغيرة من المرحلة الأولى، قام الباحثون بالفعل باستخدام الفيروس، حيث لوحظت استجابات للعلاج في 11 من 12 طفلاً. إضافةً إلى ذلك، زاد الفيروس من عدد خلايا الدم البيضاء التي تعزز الجهاز المناعي داخل الأورام.
ويسعى الباحثون الآن إلى دمج الفيروس مع لقاح مضاد للسرطان يدعى "سناب فاكس" SNAPvax)، آملين أن تتيح هذه الطريقة تحفيز جهاز المناعة في الجسم لمهاجمة خلايا السرطان، وربما الإسهام في الحفاظ على تأثيرات الفيروس بشكل مستدام. وهذا التأثير المزدوج قد جرت مراقبته بالفعل في أورام البالغين خارج الجهاز العصبي المركزي.
ويقود المشروع البالغة قيمته 1.1 مليون جنيه استرليني (نحو 1.4 مليون دولار) مركز "أم دي أندرسون للسرطان" MD Anderson Cancer Center وتمّ تمويله بالتعاون مع جمعيتين غير ربحيتين للبحث الطبي هما "كيور سيرتش لسرطان الأطفال" CureSearch for Children’s Cancer و"لايف آرك" LifeArc ومقرها في المملكة المتحدة.
ويشمل فريق الدكتور فريدمان الذي قاد الدراسة خبراء من جامعة "ألاباما" في برمنغهام، وجامعة "هارفارد"، ومعهد "دانا-فاربر للسرطان" Dana-Farber Cancer Institute، ومركز "ماونت سيناي" الطبي (جبل سيناء) Mount Sinai، إضافةً إلى "جامعة كامبريدج" University of Cambridge.