عمواس وبيت نوبا ويالو: دمرت وعزلت عن الضفة 1967
ثلاث بلدات فلسطينية متجاورة جمعها المصير الواحد من التهجير والتدمير الكامل، تقع غربي القدس قريبا من الخط الأخضر. بعد تدميرها، بني حولها عازل عن الضفة، وباتت أشبه بالتابعة لأراضي فلسطين الناريخية 1948.
في منطقة اللطرون على الطرف الجنوبي - الغربي للضفة الغربية، بمحاذاة القدس، تقع ثلاث بلدات هي عمواس، وبيت نوبا، ويالو.
كانت البلدات الثلاث هدفا للهجوم الاسرائيلي في حرب 1967، وقامت القوات الاسرائيلية بتدميرها، وتهجير سكانها، ثم أقامت عليها حاجزا فصلها عن الضفة، وكأنها أعيدت للانضمام إلى أراضي فلسطين التاريخية.
وفي تعريف بالبلدات الثلاث، يتحدث المؤرخ الفلسطيني حسين لوباني في كتابه موسوعة القرى والبلدات الفلسطينية عن كل منها.
عن عمواس، يقول:
بلدة عربية تقع على بعد 28 كلم إلى الغرب م نمدينة القدس، وهي واحدة من أصل أربع عشرة قرية عربية كانت تابعة لقضاء مدينة الرملة، ثم ضمت إلى قضاء مدينة رام الله بعد 1948.
لفظة عمواس تعني الينابيع الحارة، وقد عرفها الرومان باسم نيقوبوليس،
تحيط بها أراضي قرى اللطرون، يالو، دير أيوب، سلبيت، والقباب.
اشتهرت القرية بآثارها التاريخية القديمة، ففيها آثار رومانية وإسلامية.
تقع بجوارها خربتان أثريتان، هما خربة العقد، وخربة أم حارتين.
دمرها الصهاينة عام 1967، وحولوا الموقع: (عمواس- اللطرون) إلى منطقة عسكرية.
كان فيها 1450 نسمة عام 1945.
وعن بيت نوبا:
بلدة عربية تقع على بعد 22 كلم إلى الجنوب الغربي من مدينة رام الله وقد كانت من أعمال مدينة الرملة سابقا. كانت بيت نوبا زمن الرومان تدعى بيت عنابة، ودعاها الفرنجة باسم بيت نوبي لإشراف البلدة على طريق القدس-يافا.
لغة: النوب: النحل، لأنها ترعى ثم تنوب إلى مكانها، والنوبة: النازلة، المصيبة، وعليه فتصبح معنى القرية مكان طريق النحل او نحوه. تحيط بها اراضي قرى البويرة، بيت لقيا، بيت سيرة، يالو، نطاف، قطنة، وسلبيت.
تعد القرية ذات أهمية تاريخية وتحيط بها خرب أثرية، منها خربة الصوانة، أو "صوانات"، هدم الصهاينة جزءا من القرية عام 1967، وأقامت عليه معسكرات لجيش الاحتلال.
وعن يالو:
بلدة عربية كانت تابعة لقضاء الرملة ثم صارت تابعة لقضاء رام الله بعد نكبة 1948.
تقع منتصف الطريق بين قريتي دير أيوب وبيت نوبا وتعلو 300 متر عن سطح البحر، ويالو قديمة تقوم على بقعة (أيلون) الكنعانية، ومعناها بلاطة.
وقد ورد ذكرها في رسائل تل العمارنة، في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وفي العهد الروماني عرفت باسم ألوس.
تحيط بها أراضي قرى دير أيوب، وعمواس، وبيت نوبا، ونطاف، وساريس، وبيت ثول، وسلبيت. تقع بجوارها الخرب الأثرية: خربة حيبا، وخربة البدادين، وخربة الودية، وتحتوي على معاصر ومدافن منقورة في الصخر.
دمرها الصهاينة عام 1967، وأقاموا على أراضيها مستعمرة مافو حورون.
كان فيها 1220 نسمة سنة 1945.
أحد أبناء عمواس حيدر أبو غوش، جال في بلدته الأم، وتحدث عن مشاهداته العينية لما تبقى منها، وربط بين الحاضر والماضي، قائلا:
من هنا من قرية عمواس، تم تهجيري، وأنا ابن الرابعة عشرة من عمري، وتم هدم قريتنا، بالإضافة إلى قرية يالو، وبيت نوبا، هذه القرى الثلاث التي تقع في الضفة الغربية في فلسطين، مباشرة بعد احتلالها في 6 حزيران 1967، تم تهجير هذه القرى الثلاث، وهدم كافة مبانيها، سكانها البالغ عددهم في ذلك الوقت حوالي عشرة آلاف نسمة، توزعوا، ومنهم من يسكن الان في شرقي الأردن، ومنهم من يسكن رام الله، والقدس، وحيفا، وكندا، والباقون منتشرون في مختلف أنحاء فلسطين.
هنا الشارع الرئيسي الذي يقطع البلد من الجنوب إلى الشمال، والصورة تشير إلى مكان ولادتي، فقد كان بيتنا هنا قبل خمسين سنة. وقامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بهدم هذا البيت، بالإضافة إلى بيوت القرى الثلاث من أجل التوسع وإقامة مستوطنات كذلك بناء طريق سريع (هاي واي) يربط بين الساحل الفلسطيني بيافا ومدينة القدس.
هنا، يقال أن السيد المسيح عليه السلام، بعد صلبه ودفنه، وعودته إلى الحياة، التقى بتلميذين من تلاميذه، وفي هذا المكان عرفه تلميذاه أثناء تناول الطعام.
هذه بقايا كنيسة بيزنطية في مكان مغلق، لكن يوجد لوحة فسيفساء كبيرة داخل الكنيسة.
هنا المقبرة الرئيسية للقرية، وهذا قبر عم والدي، شقيق جدي، شاكر مصطفى أحمد أبو غوش.
بعد هدم القرية تم إنشاء منتزه عام اسمه منتزه كندا (كندا بارك) لأن تبرعات دفعت لتغطية جريمة الهدم، جاءت من كندا، وقمت بجولة في كندا منذ سنتين وجلت فيها للحديث عن جريمة الهدم، وعندما سئلت عن إمكانية العودة، قلت لهم بالتأكيد سوف نعود إلى هذه القرى.
قبل 1990 لم يكن أحد يتوقع أن يخرج منديلا من السجن، ويصبح رئيساً لجمهورية جنوب أفريقيا، ولكن هذا حدث، وهذا سوف يحدث في فلسطين، وستحصل عودتنا إلى قرانا ومدننا، وكفى تشريداً، وسنستقر في وطننا.
بعد جريمة الهدم، أصبح مكان سكن أهل القرية مزارا للإسرائيليين، ونزهاتهم، على حساب معاناة وألم شعبنا.
عمواس اشتهرت بكثرة مياهها، وما تبقى من أراضيها بعد 1948، كانت مشهورة بالعنب واللوزيات، وزراعة القمح، وهذه المنطقة كانت ممتلئة بالماء، من عدة عيون، من المنطقة الجبلية في الشرق، وتصب في العبارة الرئيسية للقرية التي كانت تغذي القرية، والقرى المجاورة في المنطقة.
هنا أشجار جزء منها كان موجوداً، لكن الجزء الأكبر، تمت إضافته لتغطية جريمة هدم القرية، والقرى المجاورة سنة 1967 بعد عدوان حزيران.