من عبدالعزيز حتى ترامب.. السعودية إلى أين؟
أجواء سعودية جديدة أوحت بها سيميائية البلورة. ضوء لطيف على وجوه الملك سلمان والرئيسين ترامب والسيسي، ومن ورائهما ميلانيا والآخرين. تحفز نحو المزيد من التوتر والعنف، أم تركيز على إنجاح "رؤية 2030"؟
توحيد الدولة
هذا الإرث الذي يحمله أمراء السعودية اليوم، بدأ في القرن الثامن عشر واستمر إلى أوائل الثلاثينات من القرن العشرين على شكل إمارات مبعثرة، كانت تحت تهديد السلطنة العثمانية، وتتنافر معها، في ظل سعي الأمراء إلى التعبير عن هويتهم الخاصة في بحر الرمال المتحركة الذي يحكمه الأتراك.
ولكن مهمة هؤلاء بقيت صعبة التحقق، في ظل حيازة السلطنة العثمانية لحصانة الشرعية الدينية المستمدة من الخلافة الإسلامية. لذا كان لا بد لأمراء شبه الجزيرة من الاستناد إلى الدعوة الدينية لمحمد بن عبدالوهاب، إضافة إلى وجود الكعبة الشريفة وتراث الدعوة النبوية في أرضهم.
وفّق الملك عبدالعزيز في تأسيس مملكة تجمع نجد والحجاز في سنة 1925، ثم في توحيد المملكة العربية السعودية في عام 1932. وساعدت بريطانيا التي كانت صاحبة النفوذ الأول في المنطقة آنذاك على تثبيت دعائم هذا الحكم، خصوصاً مع انهيار السلطنة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، وتركيز مصطفى كمال (أتاتورك) على بناء الدولة المدنية على أنقاض السلطنة. لكن تغيّر دفة القيادة من بريطانيا إلى أميركا في الحرب العالمية الثانية، جعل من اللقاء الشهير بين الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت سنة 1942، والذي ترتفع صورته في القصر الذي أقام فيه ترامب وعائلته، لقاءاً مفصلياً، أدى إلى تفويض واشنطن بحماية المملكة، لقاء التزامات سعودية سياسية واقتصادية، نفطية بالدرجة الأولى.
ومع استناد الملوك
السعوديين إلى حماية واشنطن القوية بعد تراخي قبضة الاستعمار القديم على المنطقة،
وشيوع حركات التحرر التي نالت خلالها معظم دول المنطقة استقلالها في النصف الثاني
من القرن العشرين، اتجه هؤلاء إلى بناء الرفاه في بلادهم، فانطلقت حركة عمرانية
هائلة تحولت معها المدن الصحراوية إلى طرقات مرصوفة، وأبراج مرتفعة، ونعيم بيّن.
[1] خطاب ترامب في القمة العربية الإسلامية الأميركية (النص الكامل)، www.arabic.cnn.com، 22 أيار-مايو 2017، وعلى لارابط التالي: https://arabic.cnn.com/middle-east/2017/05/22/trump-arab-islamic-american-summit-riyadh-full-speech، تاريخ الدخول: 02-06-2017.
النفط كسلاح
لقد شكّل استخدام الملك فيصل لسلاح النفط في تلك الحرب صدمةً للغرب، ثم تلاه رفع الدول المنتجة لسعر النفط، الأمر الذي أثر بدايةً على المستوردين الكبار، قبل أن تكسب شركاتهم نفسها، وخصوصاً الشركات الأميركية مئات ملايين الدولارات بفضل قيامها بعمليات التكرير والتسويق للمنتجات النفطية. إلى أن انتهى الحظر في 9 آذار-مارس 1974[1].
وبعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران وسقوط حكم رضا بهلوي الحليف أبرز حلفاء أميركا في الشرق الأوسط، واتخاذ قادة الثورة منهجاً مختلفاً بصورةٍ جذرية عن سياسات بهلوي، ورفعهم شعار تحرير فلسطين و"أميركا الشيطان الأكبر"، وجدت واشنطن في تظهير الاختلاف المذهبي بين الأغلبيتين في إيران والسعودية مصلحةً لها، خصوصاً أن بهلوي ساعد واشنطن على رفع سعر النفط بعد الأزمة النفطية، الأمر الذي أدى إلى أذيّة المصنّعين الكبار في أوروبا واليابان، فيما لم تتأثر أميركا بالقدر نفسه بسبب سيطرتها الحاسمة على الدول الخليجية المنتجة. وركّز الديبلوماسيون الأميركيون ووسائل إعلامهم على ما كانوا يؤكدون أنه تهديد فارسي للعرب في البداية، ثم على أنه تهديد شيعي للسنة فيما بعد.
وفي الوقت نفسه، اعتبر الخليجيون وعلى رأسهم السعودية أن الولايات المتحدة تخدعهم بعدما خرجت فضيحة "إيران كونترا" للعلن خلال الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988)، وتسببت أخبار صفقات واشنطن السرية مع إيران بأزمة ثقة في الشرق الأوسط. حيث قال بيتر بورليه، الذي كان يترأس مكتب شؤون شمال الخليج في وزارة الخارجية الأميركية آنذاك: في حين كنا نرسل مسؤولين رفيعي المستوى لرؤية ملك المملكة العربية السعودية وأمير الكويت ونحذرهما من المخاطر التي سيواجهونها في حال هزمت إيران العراق، اتضح أننا كلنا نرسل أسلحةً إلى إيران ويمكنكم تخيّل ردة فعلهم. لم يتوقعوا أن نفعل ذلك! وعقدت منظمة التعاون الإسلامي اجتماعها السنوي في الكويت في كانون الثاني- يناير 1987، لمناقشة السياسة الحقيقية للولايات المتحدة في المنطقة والغدر الأميركي. ففي الوقت الذي كانت واشنطن تضغط فيه علناً على الدول كي لا تبيع أسلحة لطهران، كانت هي تقوم بذلك في السر. وقد طمأنت الولايات المتحدة تكراراً المسؤولين السعوديين، الذين كانوا يشتبهون بنقل الأسلحة، أن لا وجود لمثل هذه الأعمال السرية. لقد هزت أخبار هذه السياسة المخادعة ثقة الخليجيين في حسن نوايا الحكومة الأميركية[2].
وبعد انتهاء الحرب العراقية-الإيرانية، واندلاع
حرب الخليج الثانية ثبّتت المملكة موقعها إلى جانب الولايات المتحدة. وكحليفٍ قوي
لها في منطقة الخليج، أحكمت من قبضتها المعنوية والسياسية على الإمارات الخليجية
الأخرى المحيطة بها.
[1] عرفات، محمود، حظر البترول العربي 1973..الحقيقة بعيداً عن الأسطورة، موقع شباب الشرق الأوسط www.ar.mideastyouth.com ، وعلى الرابط التالي: http://ar.mideastyouth.com/?p=29856، تاريخ الدخول: 06-06-2017.
[2] كريست، دايفيد، حرب الشفق، خفايا ثلاثين عاماً من الصراع الأميركي – الإيراني، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، الطبعة الأولى 2016، ص 237 و238.
المملكة والإرهاب
لكن المملكة حاولت في هذا السياق حفظ ماء الوجه بما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية، وكان لها في هذا السياق مساهمات كبيرة في دعم السلطة الفلسطينية مادياً وسياسياً. فهي قدمت للفلسطينيين بين عامي 1979 و1989 حوالى مليار و100 مليون دولار سنوياً، ودعمت في عام 1987 الانتفاضة الأولى بما يقرب من 6 ملايين دولار شهرياً، إضافة إلى مبالغ أخرى للصليب الأحمر لتغطية احتياجات الفلسطينيين حينها. ودعمت برنامجاً إنمائياً بين عامي 1994 و1999 بقيمة 300 مليون دولار. وفي عام 2004 أتمت التزامها في قمتي بيروت 2002 وشرم الشيخ 2003 من خلال تحويل حوالى 195 مليون دولار للفلسطينيين، ودعمت السلطة الفلسطينية في العام نفسه بما يقارب 46 مليون دولار، حيث كانت مساهماتها الأكبر بين الدول العربية. وبادرت المملكة في قمة القاهرة عام 2000 باقتراح إنشاء صندوقين باسم صندوق "الأقصى" وصندوق "انتفاضة القدس" برأسمال قدره مليار دولار وتبرّعت بمبلغ 200 مليون دولار لصندوف الأقصى الذي يبلغ رأسماله 800 مليون دولار، وتبرّعت بمبلغ 50 مليون دولار لصندوق انتفاضة القدس الذي يبلغ رأسماله 200 مليون دولار، وهذه الأرقام كلها بحسب ما تعلنه المملكة نفسها عبر موقع وزارة خارجيتها على الانترنت.[1] ثم استمرت السعودية في دعم الفلسطينيين إن من خلال رواتب الموظفين في السلطة الفلسطينية، أو من خلال "الأونروا" حيث حرصت منذ كانون الثاني/يناير من عام 2013 على زيادة حصتها في ميزانية السلطة من 14 مليون دولار إلى 20 مليون دولار شهريّاً دعماً. ومن جهة أخرى، أصرت المملكة على مبادرة الملك عبدالله للسلام على الرغم من رفض إسرائيل لهذه المبادرة، وانتهجت الرياض سياسةً مضادة للمقاومة الفلسطينية المسلحة. ثم اتجهت في السنوات الأخيرة إلى اشتباكٍ سياسي اتخذ منحى الحرب بالوكالة على الدول الداعمة للمقاومة العسكرية في فلسطين، أي سوريا وإيران بالدرجة الأولى.
وسارت الرياض في ركاب جورج دبليو بوش في حروبه المتنقلة في المنطقة، حتى اجتاح العراق وأغرقه بالفوضى، ثم ساهمت في تقويض الاستقرار في سوريا من خلال دعم الجماعات المسلحة التي تحولت سريعاً إلى تنظيمات متطرفة تمارس شتى أنواع العنف الطائفي ضد مؤسسات الدولة السورية وجيشها.
لقد شهدت العلاقات السعودية-الأميركية في فترة رئاسة جورج بوش الابن تطوراً ملحوظاً، غير أن وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض بدءاً من عام 2008 واتخاذه سياسةً حذرة فيما خص الاشتباك مع الروس في الشرق الأوسط، أو التورط في حربٍ جديدة في سوريا، أحبط الإدارة السعودية التي كانت تنتظر من واشنطن التدخل عسكرياً إذا اقتضى الأمر لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.
وعانت الرياض من علاقاتٍ
متذبذبة مع واشنطن خلال تلك المرحلة، خصوصاً مع اندفاع أوباما في نهاية ولايته
الثانية نحو تأمين اتفاقٍ مع إيران حول برنامجها النووي، الأمر الذي أتمّه إلى جانب
الدول الغربية الكبرى قبل نهاية ولايته. صعقت المملكة من هذا الاتفاق، لكنها لم
تستطع فعل الكثير لإيقافه، كما حاولت إسرائيل من جانبها عرقلة الاتفاق ولم تفلح
بذلك أيضاً. واتخذت الرياض قدراً أكبر من الحيطة حينما بدأت تسمع من أوباما
انتقاداتٍ لاذعة بخصوص أوضاع حقوق الإنسان والحريات في المملكة واعتبارها الخطر
الأكبر على المملكة وليس إيران، الأمر الذي جعلها تنتظر بفارغ الصبر وصول رئيسٍ
جديد إلى البيت الأبيض، لتعيد ترميم تحالفها الاستراتيجي مع واشنطن، وتنطلق من
خلاله لاستعادة مكانتها الإقليمية التي كانت تتراجع بسرعة على وقع انقلاب الصورة
الميدانية في سوريا، خصوصاً أنها تورطت في الفترة نفسها في الحرب ضد قوى كبرى من
نسيج اليمن. وزاد من اضطراب الموقف السعودي حينها صعود قوى إقليمية أخرى وانفلاتها
من السيطرة التامة للقوى الكبرى، فقد تعاظمت أدوار تركيا وقطر وإيران، وساءت
العلاقات الأميركية الإسرائيلية إلى حدٍ كبير جعلت من لقاءات رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي أوباما مشحونة بالتوتر، قبل أن تنقطع
في الفترة الأخيرة من ولاية أوباما. وفي الوقت نفسه كانت مصر تستعيد أنفاسها
لتنطلق في سياسة متوازنة بين الأميركيين والروس. لقد وجدت السعودية نفسها أمام
مخاطرة استراتيجية كبرى ضمن هذه الصورة الإقليمية المتحركة بسرعة، مع تنامي
الإرهاب وتشعبه.
[1] القضية الفلسطينية، موقع وزارة الخارجية السعودية www.mofa.gov.sa، وعلى الرابط التالي: http://www.mofa.gov.sa/KingdomForeignPolicy/Pages/PalestineCause.aspx، تاريخ الدخول: 06-06-2017.
زيارة ترامب التاريخية: رسالتان وهدفان
ترامب: شكراً.. لكننا لن نحارب عنكم
[1] النص الكامل لخطاب ترامب في السعودية، مرجع سبق ذكره.
الشخصية السعودية.. تناقض وحاجة للأمان
[1] الرباعي، علي بن محمد، صراع التيارات في السعودية، رياض الريس للكتب والنشر، الطبعة الأولى 2013، لبنان، بيروت، ص 75 و76.
بن سلمان 2030
وإن كانت الرياض تدرك خطورة التيارات الإسلامية المعادية لها، والدول التي تريد مد نفوذ على حسابها، فإنه من الأوجب إدراك المخاطر المتأتية من الوضع الداخلي فيها. فالفقر المتفشي عند شريحة واسعة من المجتمع السعودي، وعدم الاحساس بالاحترام والتمثيل والتنمية الدولتيه عند قسم آخر من المواطنين، والتوتر الذي ينتج عن ذلك في المنطقة الشرقية مثلاً، بالإضافة إلى مراكز النفوذ والصراعات القائمة داخل العائلة الحاكمة، تشكل جميعها تهديداً لمستقبل المملكة وليس فقط لمستقبل الحكم فيها.
وعند النظر إلى مستقبل السعودية، لا يمكن إغفال الكم الهائل من الكراهية الذي ساهم فيه انخراط المملكة في حروبٍ عديدة خارج أراضيها، في سوريا، وفي اليمن، وفي العراق، إلى جانب خوضها معارك سياسية في لبنان ومصر (بعد أن كانت تلعب دوراً سياسياً إيجابياً لفترات طويلة)؛ الأمر الذي عاد عليها بالمحصلة بعداواتٍ لن تنته في وقتٍ قريبٍ. فالسياسة الخارجية السعودية فخخت حدود المملكة بعداوات مع أجزاء كبيرة من المجتمعات المحيطة بها في كل تلك الدول وفي غيرها.
ولكن الإدارة السعودية لا زالت تنظر بعين متفائلة إلى المستقبل، خصوصاً التيار الداعم للأمير محمد بن سلمان، والذي ينظر إليه على أنه مبعث أملٍ للبلاد.
في عام 2016 أطلقت المملكة "رؤية 2030" كرافعةٍ لمشروع بن سلمان الطموح. مشروع يتطلع إلى الغد بنظرة تحمل الكثير من الأمل على المستوى الاقتصادي. لكنه مشروع يحمل في طياته العقلية الدينية والاجتماعية نفسها للجيل الذي سبقه. ما قد يخفض سقف الآمال بشأنه، خصوصاً وأن قمة الرياض 2017 زادت من توغل الرياض في الصراعات الخارجية، وأظهرتها كمحورٍ لسياسات حربية تجاه جيرانها.
وقد بنيت هذه الرؤية على حاجتين رئيستين: الأولى تتعلق بضرورة حسم الصراع داخل العائلة الحاكمة، وضمان الانتقال السلس للحكم من أبناء عبد العزيز إلى الأحفاد. والثانية تتمحور حول ضرورة تغيير صورة المملكة أمام العالم، بعد أن وُسمت بالتطرف وانعدام الحريات وحقوق الإنسان حتى أمام الدول الحليفة لها في الغرب، وليس المتابع بحاجة إلى رؤية ارتباك المسؤولين الأميركيين في كل مرة يسألون فيها عن رأيهم بالديموقراطية السعودية، أو بحقوق الإنسان هناك.
لأجل ذلك، استخدمت الدعاية السعودية رموزاً يسهل فهمها، وكررتها باستمرار، وصبغت بن سلمان بصباغ الإصلاح والتجديد والانفتاح، والانتصار العسكري (غير الواقعي في اليمن)[1].
وإذا كان من الظلم محاكمة "رؤية 2030" الآن قبل تنفيذ معظم مندرجاتها، غير أن البوادر الأولية لا تشير إلى تركيز الحكم عليها، أو تحضير الأرضية اللازمة لها، بل إن المسار معاكس لذلك. فالتنمية لا تقوم في أجواء الحرب والعداوات وسياسات الغيظ.
كما أن التنمية وتغيير صورة المملكة لا تقوم فقط على الدعاية الجيدة، واكتساب رضا الأميركيين، بل من خلال بناءٍ ممنهج للمؤسسات، وللديموقراطية السعودية، وللاقتصاد، على أسس علمية، تعطي البلاد بنية إنتاج تمكنها من الإمساك بشؤونها الخاصة، وبعناصر قوتها، وأن لا تبقى معتمدةً على الخارج. فعلى نفط السعودية بنت دول كثيرة علومها واقتصاداتها ونهضاتها. وبأموالها حققت بلدان أخرى تقدماً تكنولوجياً هائلاً، ورفعت دول ثالثة من شأن شركاتها ومصانعها، بينما الإدارة الاقتصادية للمملكة مفتونة بالاستهلاك، وتحطيم الأرقام القياسية في أكثر الأشياء خفةً وتفاهة.
إن النموذج الذي تقدمه المملكة اليوم لا يتناسب مع طموحاتها نحو 2030، ولا مع ما تحدثت عنه أمام ترامب في قمة الرياض 2017. أو هدفها بالتحول إلى قائدة العالم الإسلامية بوجود تركيا وماليزيا وباكستان وإيران، أو عربياً بوجود مصر والجزائر وسوريا والعراق..
ولن تتمكن من الوصول إلى هذه المكانة إلا عندما تتبنى رؤيةً دينية ترى النصوص والأنبياء مسخرين لسعادة البشر وليس لشقائهم، وعندما تتخلى عن التحصن بالنفط لرفض الديموقراطية، وعندما تفصل بين خطاب الإسلام الإنساني وخطاب الكراهية الذي يلف المنطقة اليوم، حيث الدين والأنبياء والنصوص المقدسة مسخرة لشقاء البشر.
وقبل كل ذلك، لن تجد
السعودية طريقها إلى أهدافها الكبرى ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي انطلق
بوجهه الاقتصادي في قمة الرياض، والذي يقرب إسرائيل ويبعد إيران. أو قبل أن تدرك
حقيقة أن الدول تبنى بالمعرفة والجهد الذاتي وليس بالسحر، حتى لو كانت يد ترامب
وكل أسلافه هي التي تحك البلورة.
[1] سيف الدين، محمد، اليد الخفية "للأخ الأكبر" وصناعة الأبطال، موقع الميادين نت، 6 حزيران-يونيو 2016، وعلى الرابط التالي: http://www.almayadeen.net/articles/studies/36693، تاريخ الدخول: 07-06-2017.