"الدامون" الفلسطينية تحتفي بالميلاد وبأول طفل بعد التهجير
أقام أهالي الدامون المهجرة في فلسطين احتفالا رمزيا قاموا حلاله بتزيين شجرة الميلاد، وهي المرة الأولى بعد النكبة، وتهجير البلدة، وتدميرها، وذلك من ضمن المساعي التي يقوم بها الفلسطينيون لإحياء مفهوم العودة، وتكريسها في الواقع.
بعد أربع سنوات على زفافها في بلدتها المهجرة الدامون، عادت غدير بقاعي إلى بلدتها حاملة طفلها الذي أنجبته ثمرة للعرس، مجسدة صورة مريم العذراء تحتضن طفلها يسوع.
حضرت غدير مع جمع رمزي لتزيين شجرة الميلاد في الدامون المهجرة والمدمرة، وهي المرة الأولى منذ النكبة، يقوم فيها أهالي الدامون، والبلدات المجاورة، بتزيين شجرة الميلاد تكريسا لحقهم في بلدتهم، وللميلاد متمجدا في أرضه الأم، فلسطين، في خطوة تتجسد فيها العودة الفلسطينية إلى القرى والبلدات المهجرة بأشكال مختلفة.
مبادرة تزيين الشجرة قام بها فلسطينيون من ابناء الدامون من مسلمين ومسيحيين، فالميلاد، في الأساس، فلسطيني، والعودة فلسطينية تمس الجميع، وقد شاركت في المناسبة فعاليات فلسطينية في مقدمهم رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، وراعي كنيسة الكاثوليك في "كفر كنا" الأب سيمون خوري، وهو داموني الأصل، وعضو لجنة العودة لأهالي "الدامون" المحامي نضال عثمان، وبعض أهالي بلدات "كابول"، و"ميعار" وسواها المجاورة.
اقتصر الحضور على حشد صغير مراعاة لإجراءات الوقاية الصحية من الكورونا. ويبقى حضور غدير بقاعي الأكثر رمزية بخصوص العودة، وبما تحاكيه ولادتها للميلاد المجيد.
احتفال
في المناسبة، أقيم احتفال على نبع "الدامون"، افتتحه المحامي عثمان، مؤكدا "على الإصرار على تحقيق العودة إلى بلدته، معتبرا أن "هذا الاحتفال احد نماذج العودة، وهي الخطوة التي سبقتها خطوات منها سهرة عروس الدامون، وليالي العودة لاحقا، وإقامة الصلاة على أرض الدامون، واحتفالات إفطار رمضانية، وأعياد ميلاد، وغيرها من النشاطات”.
وقال عثمان: “اليوم، نحيي الدامون كما كانت قبل النكبة. اليوم، نزيل النكبة عن الدامون، ونكرس حق الفلسطينيين فيها مهما غالى الاحتلال في التدمير، والمنع، والاعتداء".
عادل بقاعي-أحد فاعليات الدامون- رحب بالحضور، وهنأ "الإخوان المسيحيين من أهل الدامون بالعيد"، وأكد على "ضرورة الاستمرار بالاحتفال على عين الدامون لتأكيد الأمل بالعودة”.
الأب سيمون خوري شكر إخوانه المسلمين من أهل الدامون على هذا الاحتفال، وعبر عن فرحه به، وبالميلاد المجيد على عين الدامون، ومع أهلها من مسلمين ومسيحيين.
رئيس لجنة المتابعة محمد بركة أعرب عن تأثره بالحدث الذي، كما قال، "يجمع أهل الدامون بمسحييها ومسلميها، بالاحتفال بالميلاد المجيد"، ونوه بجهود لجنة أهل الدامون على المبادرة الرائعة، وقدم التهاني بالعيد لأهل الدامون، وكل أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين، وفي الشتات.
أم يوسف خوري كانت في الثامنة من عمرها يوم هجرها الاحتلال عنوة من بلدتها "الدامون"، تعود اليوم، معبرة عن فرحتها بهذا الاحتفال، وفرحتها بتزيين شجرة الميلاد على أرض بلدتها، لا تتمالك إمساك الدمعة في عينيها، أكدت على أهمية ارتباط أهل الدامون بشبابها وأطفالها ببلدهم، ووطنهم.
وتحدث فتحي هيبي ابن "كابول"، و"ميعار" مهنئا بالعيد، ومؤكدا على أهمية الاحتفال بالميلاد المجيد على عين "الدامون"، وكل ما يحمله من معنى العودة التي رآها آتية لا محالة، ومتمنيا أن "تكون أقرب مما نتصور”، كما قال.
بعد تزيين شجرة الميلاد، وتبادل التهاني بالعيد، تم توزيع حلوى، وهدايا العيد على المشاركين في أجواء من الفرح والاحتفال.
تحسينات
يذكر أن البلدة شهدت تحسينات عديدة في العقد الأخير، فبعد أن كانت ركاما، لم يبق فيها جدار واقفا، وأرضها مهجورة، ومهملة، عاد الأهالي للاهتمام بها، والبداية بتنظيف المقابر، وكشفها كخطوة أولى لتأكيد حضورهم فيها عبر آبائهم وأجدادهم الراقدين فيها.
ثم جرى تأهيل النبع، وتزويده بطاحونة لرفع المياه منه، كما جرى تنظيف الدروب، والمعابر، وإصلاح حفافي الحقول المدمرة، وتسوية بعض ساحات مهجورة بات بالامكان إقامة أي تجمع احتفالي فيها على غرار "عرس العودة".