الاحتلال يمنع العلاج الطبي عن "قبطان فلسطين" فؤاد الشوبكي
الأسير الفلسطيني فؤاد الشوبكي يعاني من سرطان البروستات وضغط الجفاف في العين اليسرى ومن عدّة أمراض في القلب والمعدة والعيون. وأجريت له عملية إزالة الماء البيضاء قبل حوالى شهر في مستشفى "برزيلاي" في مدينة عسقلان المحتلة.
قال حازم الشوبكي، إن والده الأسير فؤاد الشوبكي في حالة خطيرة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي ولا يتلقى إلا العلاج البدائي.
وأوضح حازم النجل الأكبر للشوبكي، للميادين نت أن سجون الاحتلال تعاني من إهمال طبي مقصود منه عدم معالجة الأسير كما يجب، مضيفاً أن والده يعاني من سرطان البروستات وضغط الجفاف في العين اليسرى ومن عدّة أمراض في القلب والمعدة والعيون.
وتابع: أجريت لوالدي عملية إزالة الماء البيضاء قبل حوالي شهر في مستشفى برزيلاي في مدينة عسقلان المحتلة. وهو يعاني من مضاعفات خطيرة لعدم علاجه حيث يعاني من عدم وضوح الرؤية وعدم قدرة على الحركة. ولديه أدوية لا تلائم جسمه ولا نعرف مستوى خطره الصحي.
وأكد حازم أن والده يشتد مرضه وفي كل مرة يعاني من إقناع إدارة السجن بضرورة نقله للمستشفى.
وشدّد حازم على أن الاحتلال لم يكتفِ بالإهمال الطبي لوالده، بل يكبّل يديه ورجليه ويجلسه في سيارة "البوسطة" بشكلٍ محكم حيث لا يوجد أي متنفس هواء، مشيراً إلى أن مسافة نقل والده من السجن للمستشفى هي حوالى ساعتين ما يزيد في معاناته.
وقال حازم قمنا بعدة حملات لإطلاق سراحه في جنين وغزة ونابلس ورام الله وفي مقر المحامين العرب قي القاهرة.
وأضاف "أرسلنا رسالة لقيادة السلطة الفلسطينية بضرورة التحرك بسبب تدهور الحالة الصحية لفؤاد الشوبكي وتم شرح معاناته في الرسالة".
واستطرد حازم بأنّ "هيئة الأسرى مهتمة جداً، وقد قامت بإرسال أحد وكلائها المحامي فادي عبيدات لزيارة الأسير الشوبكي يوم الجمعة الماضي وأكد تدهور حالته الصحية".
ونقل محامي الهيئة أن الأسير المسنّ فؤاد الشوبكي (80 عاماً)، "لم يعد قادراً على تحمّل الوضع الصحي الذي يعيشه في ظروف السّجن الصعبة"، لافتاً إلى أنه عاش أصعب أيام حياته خلال الأسبوعين الماضيين، إثر خضوعه لعملية جراحية في عينيه، أدّت إلى الحد من حركته، واعتماده الكلّي على زملائه الأسرى في تلبية احتياجاته اليومية، فكان له الأثر السيء على حالته النفسية.
وأوضح أنه تم إرسال تقرير مفصّل من قبل هيئة الأسرى للقيادة الفلسطينية، والتي قامت بدورها برفع التقرير لجهات دولية أبرزها الاتحاد الاوروبي ومصر والأردن بالإضافة للجانب الاسرائيلي.
حازم اعتبر أن اهتمام الرئيس أبو مازن وجعل قضية الشوبكي وكل الأسرى على رأس أولوياته وإرسال قضيتهم إلى الأمم المتحدة والجنائية الدولية "فرصة لتفعيل قضية الأسرى بالشكل اللازم".
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أعلنت أن محكمة الاحتلال المركزية في بئر السبع رفضت بتاريخ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر االماضي طلب إعادة النظر في إطلاق سراح الأسير الشوبكي.
وأوضحت الهيئة أن المحكمة تذرّعت بـ"خطورة قضية الأسير الشوبكي وعدم إبداء النّدم"، لرفض الالتماس الذي تقدّم به محاميا الهيئة، متجاهلة سن الأسير وحالته الصحية ومرور عامين على انعقاد لجنة الثلث ورفضها للإفراج عنه بعد قضائه ثلثي محكوميته.
الهيئة أكّدت أن المحكمة اقترحت سحب الالتماس وتقديم المحاميان لطلب إفراج مبكر في وقت لاحق، إلا ّ أنهما ردا بالرفض، مضيفة أنهما سيقومان بالاستئاف على قرارها خلال (15) يوماً.
وكان رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري ابوبكر، أعلن أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، طلب بشكلٍ عاجل ملفاً خاصاً بأسماء الأسرى المرضى لرفعه إلى الامم المتحدة والجنائية الدولية.
شقيق الأسير الشوبكي الدكتور عماد، المقيم في لندن، كان قد زاره الأربعاء الماضي في سجن النقب. وللإطلاع على تفاصيل الزيارة، اتصل الميادين نت به فأكد أن "معنويات شقيقه فؤاد عالية جداً رغم المرض الذي الذي يفتك به والجو البارد جداً في صحراء النقب".
وقال عماد إن أخاه كشف له أن الاحتلال أجرى له عدة عمليات جراحية تبين فيما بعد أنه لا داعي لها، إذّ يعاني الشوبكي الآن من جرحٍ كبير في بطنه من جرّاء عملية كان لا داعي لها كما أخبر الشوبكي أخاه عماد.
ويعتقد أن أخاه على الأغلب يسكن مع أسرى آخرين في خيمة وليس في غرفة لأنه أخبره أن جو السجن بارد جداً وكادت الخيمة أن تطير من سرعة الهواء العاصف.
وتابع: "يعاني شقيقي من سوء تغذية ويتناول أدوية غير مفيدة".
ووفق عماد فإن الاحتلال يمنع دخول أي ثياب إلى المعتقل إلا ملابس داخلية أو ملابس للنوم ويمنع دخول أي جاكيت أو كنزة تقي الأسير من البرد الشديد في النقب.
عماد طالب عبر الميادين نت الرئيس عباس، وكل الدول العربية ممارسة كل الضغوط لإطلاق صراح شقيقه.
وكان الأسير الشوبكي الذي شغل منصب مدير الادارة المالية العسكرية سابقاً وعضو المجلس الثوري والعسكري لحركة "فتح" قد اعتقل من سجن أريحا عام 2006 بعد اتهامه بالمسؤولية عن تهريب الآلاف من قطع السلح الثقيلة والخفيفة وأطنان من الذخائر والقذائف الصاروخية عبر البحر المتوسط باتجاه قطاع غزة في القضية المعروفة باسم "سفينة كارين أي".
وحكم عليه الاحتلال بالسّجن (17) عاماً بعدما قامت محكمة "عوفر" العسكرية في أيلول/ سبتمبر عام 2015 بخصم 3 سنوات من غزة.
الشوبكي الذي تجاوز عمره 80 عاماً، هو أكبر الأسرى سنّاً، وتبقى عليه من المحكومية مدة 3 سنوات.