صخرة الناجي

كلٌّ يحاولُ أن ينجو من الموت تماماً كما من الحياة

بينما كانت تحاولُ أن تنجو

سقطَت مرتعشةً على قدميْها

 واحترقت

لم تجدْ أُذناً... لم تجدْ حضناً

لا قليلاً ولا كثيراً

بينما كانت تحاولُ أن تنجو

حملَتْ وجهها في يديْها

وبكَتْ

لم تجدْ عيناً... لم تجدْ دمعاً

لا قليلاً ولا كثيراً

كلٌّ يحاولُ أن ينجو

من الموت تماماً كما من الحياة

***

عجوزٌ ثكلى مُطرقة الرأس تمشي

تنفخُ أنفاساً من طينة أجدادها ورثتْها

طفلٌ يحاول أن يصنع من حزنه طائرة ورقية

يلاحقُ ظلّهُ لا لشيءٍ إلا ليدوسَه

صعلوكٌ حقيرٌ يرعى حزنَه

يُمسكهُ من يدِه ويحنو عليه

صغيرٌ بقلبٍ منهوك يحبو

يحاول عن حزنه أن يعفو

*** 

تقولُ لستُ من جسدي

ولا من دمي...

لا لحمَ لي..

أكلَهُ حزني

وبعد أن كبرَ تركني أقضمُ أظافري خجلاً

نظرتُ طويلاً إلى عينيْه

ربما يميل

فحزنُنا واحدٌ... 

وخوفُنا واحدٌ

ولئن صوتي لا يزالُ مكتوماً

ولئن آخر سقوطٍ لي من السماء بائس

تقولُ

سيروا بي إلى المشنقة  أو إلى المحرقة

لعلّني أنجو.

 

ترحب الصفحة الثقافية في الميادين نت بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر ونثر، وكذلك المقالات والتحقيقات التي تتناول قضايا ثقافية. بإمكانكم مراسلتنا على: [email protected]