السماء فوقي

بهدوء انتظرت هنا طويلاً ... واحترقت

السماء فوقي - هناء الحاج

إنسانٌ آتٍ من عدم

السماء فوقي 

أجمل من أشيائكم

ذاهبٌ إلى عدم 

بهدوء انتظرت هنا طويلاً

... واحترقت

لكنني لم أتحطم كباقي البشر

نجوْتُ مع قلائل 

منهم رجلٌ عجوز وامرأة بدينة

ظلان يتعانقان وينفصلان 

لم يجدا أرضاً تمنحهما السلام

بقايا امرأة وبقايا رجل

لإله عَطِشٍ لمزيد من الشر

في هدأة الليل إلهٌ 

يقبضُ على الأجساد

يحوّلها من جديد إلى ماء وطين

طين داستْه أقدامُ الأسلاف

وتركتْ فيه جزءاً من أرواحهم

أجسادٌ رخيصة

لا تتكلّم، لا تتبرّم، لا تتعب

تصنع خطيئتها

وتنمو

أرواحٌ خبيثة تشارك في الحماقة

ليالٍ قاتمة، باردة، صامتة

ترتجي الردى بعيداً عن الندى

رجالٌ يقضمون أظافرهم

لا خلاصَ

قبعةٌ سوداء في الطريق

تقتل الحياة

طريق مهدّد بالنهايات تعبره نساءٌ

بلا أثر

مقعدٌ فارغ ينتظر طفلاً 

يُنجيه من وحدته

لو كنتُ إلهاً لوهبتكم السماء والأرض

بلا حزن، بلا تعب، بلا خجل، بلا إثم، بلا شر

 

ترحب الصفحة الثقافية في الميادين نت بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر ونثر، وكذلك التحقيقات التي تتناول قضايا ثقافية. بإمكانكم مراسلتنا على: [email protected]