قراءة لواقع المسرح العربي خلال العام 2015
حراك في مصر وسوريا، انتعاش في لبنان، وقلق في فلسطين. رغم الأوضاع العربية المضطربة تكيفت الخشبات بالقدر المتاح في كل قطر على حدة، وخاضت في عملية رصد لما يجري من باب النقد الذاتي الشفاف تحسباً لحساسية أجهزة الرقابة العربية حين يتعلق الأمر بانتقاد الأوضاع السائدة. يُحسب للفنانين القدرة على الانتظار ثم المبادرة مع قياس حجم الممكن من المواقف انطلاقاً من دقة الظروف و حجم التحديات، ما جعل الصورة العامة للمسرحيات جزءاً من المادة الوثائقية عن مجريات الأمور في قطاعات حياة أقطارنا المختلفة. جهاز الرصد في الميادين دخل على موجة المسرح في عدد من الدول العربية خلال العام 2015.
كما جدد الكاتب والمخرج هشام جابر نجاح "هشك بشك"، جماهيرياً، من خلال تجديد عرض رديفتها اللبنانية بار فاروق ، بعد نجاحها المدوي في مهرجانات بيت الدين الدولية، كما عرف المخرج والممثل الشاب كارلوس شاهين إقبالاً على عمله: بستان الكرز ، لتشيخوف مع رندا أسمر، علي سعد، جويس أبو جودة، و كارول الحاج.
وسجّلت بيتي توتل حضوراً خاصاً لمسرحيتها "مسرح الجريمة"، حيث أدارت هشام خداج، جولرج دياب، وجيسي خليل.
ولمع في هذه الفترة نجم المنشد الشيخ أحمد حويلا والقصائد من نوع التصوف يؤديها بطريقة متميزة بمشاركة تخت موسيقي شرقي يقوده زياد سحاب.
ولمع أيضاً مسرح الرجل الواحد مع رفيق علي أحمد في "وحشة"، وزياد عيتاني في "بيروت فوق الشجرة"، حيث كان متفوقاً على الخشبة مع نص ليحيى جابر. وكذلك مسرح المرأة الواحدة، كما مع ندى أبو فرحات الرائعة في "أسرار الست بديعة"، نص وإخراج جيرار آفيديسيان. وعرف المسرح تجربة جديدة مع زينة دكاش التي أفسحت المجال أمام عدد من الخادمات والخدم الأجانب للفضفضة حول ما يواجهونه مع أرباب عملهم اللبنانيين من متاعب وإزعاجات في مسرحية بعنوان "شبيك لبيك".
ورغم ضخامة الإنتاج جاءت مسرحية "إلك يا بعلبك"، لنبيل الأظن متواضعة جداً، وأمتعنا العمل الأوبرالي "opera scenes"، الذي غنى فيه 6 من نجوم الأوبرا اللبنانيين والقيادة الموسيقية للمايسترو هاروت فازليان. كما نجحت لينا خوري في "لماذا"، مستعيدة نص عصام محفوظ السياسي في السبعينات. وتألق كريم دكروب مشهدياً مع نص متين في "يا قمر ضوّي عالناس". ولقي عمل كميل سلامة "إنجازات حياة" استقبالاً طيباً، ومعه جيزيل بويز، فؤاد يمين، ولارين خوري. والمفاجآة كانت مع " بنت الجبل" لروميو لحود والتي نفرد لها مساحة نقدية مستقلة نظراً لأهميتها .
المسرح في سوريا لايزال حياً رغم الحرب
مصر.. ليلة من ألف ليلة
الحركة المسرحية في فلسطين
تونس.. "الضربة القاضية"
ومن بين العروض التي قدمت "الضربة القاضية" لجميلة الشيحي ونعمان حمدة، "العنف" لجليلة بكار وفاضل الجعايبي، "تونس على الأريكة" لمحمد إسلام الغول، "برج الوصيف" للشاذلي العرفاوي، "التابعة" توفيق الجبالي، "ليس إلاّ" لانتصار العيساوي.
المسرح في الأردن و المغرب والجزائر..
أما في المغرب فتتميز معظم العروض بالطابع التجاري الكوميدي الترفيهي، فيبدو هذا الفن عموماً بأنه استهلاكي ومن ملامحه هذه العناوين: "البلومبي" لميلود الحبشي، "الرابور" لمحمد بو صلاح، "الضحك حدو ساعة" لعبد الرحيم شرار ونادية الزاوي، "إمتا توصلوا" لحمزة الإدريسي. الجديد المسرحي في الجزائر محدود رغم وجود العديد من الورش الفنية التي تخرّج عناصر متميزة، ومن بين العروض مسرحيتان للمخرج محمد شرشال: الهايشة وفن الكوميديا. وكرمت الجزائر الناقد المسرحي بن مراد كمال.