فتى الميادين (في رثاء العبّاس)

وإني مسيحيّ أدين بملّتي، وعـن قول حقّ لا أحـيد بمنطقي.

  • فتى الميادين (في رثاء العبّاس)
    فتى الميادين (في رثاء الإمام العبّاس)

هُـو اٌلـوردُ لا مُـسْـتَـأسِـدًا يَـدَّعِـي غِـرَّا

وإن شِـئْتَ وردٌ يـنـثُرُ اٌلطّيبَ واٌلعِطْرَا

 

هُـــو اٌبـــنُ تَـــقِـــيٍّ كَـــرَّمَ اٌللهُ وجـهَـهُ

هُـو اٌبـنُ عَلِيٍّ قـد عَلا في اٌلوَرَى قَدْرا

 

فَـتًى فـي مـيـاديـنِ اٌلـقِــتَـالِ اٌلتِـي بِـهَـا

تَرَى ضرْبَ أعْنَـاقٍ وبِيضَ اٌلقَنَا حُمْرَا

 

وَفـيـهـا يَـجِـنُّ اٌلرُّمْـحُ مِـنْ هَـوْلِ طَعْنَةٍ

يَشُقُّ اٌلحديدُ اٌلصّلْبُ مِن عُنْفِهَا اٌلصَّدْرا

 

يُـخـِيـفُ اٌلشّجاعَ اٌلضَّرْبُ مِـنهَا فـيَنثَنِي

ويَبقى مِنَ اٌلفرسانِ مَنْ لـم يَخَف وَهْرا

 

فــتــىً كــربـــلائِــيٌّ يُــفَـــدِّي إمَــامَــهُ

ولـيـسَ يُـبـالِي اٌلموتَ أو يَـتَّـقِـي اٌلشَّرَّا

 

يُـــحَــاوِل مَـــاءً كَــي يُـــرَوِّيَ أهْـــلَــهُ

فَـيَـصْـدِمُ جَـيْـشًا كاٌلـحَـصَى عَدُّهُ مَجْرَا

 

يُــغِــيــرُ عــلــيــهِـم غَـارَةً تِـلْـوَ غَـارَةٍ

فَـيَـفْـرِي صُفوفَ اٌلجُنْدِ إِذْ يَنشُرُ اٌلذُّعْرَا

 

بِـعَــيْــنَـيْـهِ تَـصْـمِـيـمٌ عَـلـى رَدِّ ظَـالِــمٍ

وفِـي زَندِهِ اٌلـعَـزْمُ اٌلذِي يَصْنَعُ اٌلنَّصْرَا

 

أَثــارَ غُــبَـارَ اٌلـحَــربِ جَــريُ جَـوَادِهِ

فَــيَــا لَـيْـتَـهُ لاقَـى بِـسَـاحَـاتِـهَـا شِـمْـرَا

 

هَــوى حـامِلُ اٌلرَّايَـاتِ عن سرجِ خَيْلِهِ

وغـادرَ سـاحًـا بـعـدَ أنْ خَـاضَـهَـا حُرَّا

 

ولـو شَـاءَ طُــولَ اٌلـعَـيْـشِ أَخْلَوْا سَبِيلَهُ

فَـقـد عَـرضَ اٌلأخْوَالُ أنْ يَكْفَلُوا اٌلأمْرَا

 

فـأضـحـى لِـطُـلّابِ اٌلـشَّـهـادَةِ مُـلْـهِــمًا

وكـانَ لَـهُـم ريـحًـا فـكـانـوا لها جَـمْـرا

 

عَــجِـبْـتُ لِأحْـوالِ اٌلـحَـيـاةِ وظُــلْـمِـهَـا

وكـيـف يُـجـازي النّاسُ مَـنْ يفعلُ اٌلبِرَّا

 

أيَــظْــمَــأُ أحــفـادُ اٌلــسُّـقَـاةِ وَيَــرْتَــوِي

بـماءِ اٌلـفُـرَاتِ المستطير إِنْ وَرَدَ اٌلنَّهْرَا؟

 

وإنِّــي مَــسِــيــحِــيٌّ أدِيـــنُ بِــمِــلَّــتِـي

وأبْـقَـى عَـلَـيها ما رَأتْ عَـيْـنِـيَ اٌلفَجْرَا

 

وَعَـنْ قَـوْلِ حَـقٍّ لا أحِـيـدُ بِــمَـنْـطِــقِـي

إذا غَـالَ فِـي اٌلتَّـزْوِيـرِ مَنْ ينْقُلُ الخُبْرَا

 

فَـأكْـبَـرْتُ فِـي نَـهْـجِ اٌلحُـسَـيْـنِ مَوَاقِـفًا

أصَـابَ بِـهـا مَـجْـدًا ونَـالَ بِـهَـا اٌلـكِـبْرَا

 

وأكْـبَـرْتُ مَنْ يَـبْـكِـيـهِ فِي كُـلِّ عَـاشِـرٍ

ويَـبْـكِـي رِجَـالًا أَنْـكَـرُوا بَـعْـدَهُ اٌلعُمْرَا

 

ترحب الصفحة الثقافية في الميادين نت بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر ونثر، وكذلك المقالات والتحقيقات التي تتناول قضايا ثقافية. بإمكانكم مراسلتنا على: [email protected]