بين فتاوى التحرير وفتاوى التفجير
الأصل في وجود الإسلام وقيامه هو البناء لا الهدم, التكامل لا التناقص, الإحياء لا القتل, تقديس الروح البشريّة لا إمتهانها, حرمة الدماء والأموال والأعراض لا إنتهاكها, إقامة العدل وتحقير الظلم, ولم يحتط الإسلام في شيئ مثلما أحتاط في الدماء وجعل إزهاق الروح الواحدة كإزهاق أرواح البشر جميعا, ولم يشرّع الإسلام التعدّي على الآخرين اللهمّ إلاّ بمقدار الدفاع عن الأرض والعرض وحتى في حالات الدفاع عن الأرض والعرض هناك مجموعة شروط يجب الإلتزام بها منها حرمة التعدي على النساء والأطفال وحرمة قطع الأشجار وإلحاق الرعب بالآخرين. فلماذا تركت فصائل القتل والإرهاب الجهاد في فلسطين المحتلة, وتوجهت لتخريب الأوطان العربية والإسلامية, وفلسطين محل إجماع بين العرب والمسلمين والأحرار في العالم, فلماذا لا يدعى إلى نفير عام صارم وحاسم وحازم لتحريرها من ربقة الإستعمار والإحتلال الصهيوني.. أما آن الأوان أن تنطفئ الفتن في العالم العربي والإسلامي... ويتوجه العرب والمسلمون جميعا لإسترجاع أقصاهم الأسير.. وفي هذه اللحظة العربية والإسلامية الحرجة, والتي صنعت فيها آلاف الفتاوى لتخريب الأوطان والبلدان وتدمير البلاد والعباد في العالم العربي والإسلامي, وأطلق فقهاء معروفون فتاوى بقتل الجيوش العربية وكل من ينتمي إلى هذا النظام أو ذاك, يطلق فضيلة الشيخ محمد رشيد قباني مفتي الجمهورية اللبنانية السابق وفي ذروة الفتنة الكبرى فتواه الشهيرة بوجوب الجهاد لتحرير فلسطين, وقد حصر الجهاد في إسترجاع الأرض المحتلة, قائلا: "أجدد التأكيد في فتواي الدينية الشرعية أن فلسطين أرض عربية إسلامية احتلها اليهود الصهاينة عام 48"..