صناعة الاستبداد في الثقافة العربية والإسلامية
يعتبر الإستبداد ظاهرة ملازمة للتاريخ العربي والإسلامي, وما زالت هذه الظاهرة تكبر وتنمو حتى تحولت إلى كرة نار أحرقت اليابس والأخضر في خط طنجة – جاكرتا. والسؤال العلمي الذي يطرح في سياق قراءتنا للإستبداد العربي والإٍسلامي, هل كان الإستبداد مرتبطا بطبيعة الحاكم الطاغية المتفرد برأيه وحكمه, أم أن هذا الإستبداد مهدت له الثقافة العربية والإسلامية التي جامل بعض رموزها الحكام وجعلوا من الطغاة حكاما عادلين ينفذون ما أمر به الله؟ فهم أولو الأمر الذين لا يشق لهم غبار, وقد عينهم الله لإدارة البلاد والعباد وكل العلماء الذين قدسوا الحكام إعتمدوا على آراء المرجئة الذين كان موقفهم من الحكام والامامة هو الحجر الأساسي التي يرجع اليها الفقهاء والعلماء في العصر الحديث حول عدم شرعية الخروج على الحكام وحين يعرف المرء القوة المبنية، اجتماعيا، للأساطير الأصلية، وبصورة أعمق في المجتمعات التي تسعى إلى أن تحيا داخل حاضر أبدي، فانه يدرك حينها ما يتطلبه هذا النوع من تصفية الحساب، مع التاريخ، من مجهود ومخاطر وتضحيات.