الوعي العربي والإسلامي بين جيلين
على الرغم من أن الغارة الناعمة الكبرى على أجيالنا الماضية والحالية بلغت أوجها في كل التفاصيل, وعلى الرغم من برمجة التغريب والإنحلال والإستئصال من واقعنا الحضاري وتضاريس هويتنا الحضارية والثقافية, إلا أن كل تلك الغارات تلاشت أمام لحظات الوعي ويقظة الوعي العربي والإسلامي, وهو ما رأيناه لما تعرضت فلسطين إلى خطر الإستئصال.. ولا شك أن الأجيال الماضية بذلت جهودا كبيرا في تكريس وعي النهوض والتمكين لثقافة الإستقلالية والقضاء على التبعية.. وكثيرا ما تحدث المنظرون عن إنعدام إستراتيجة النهوض والوعي, وفي خضم هذه التنظيرات كان هناك جيل عربي ومسلم يتوثب ويتأسس ويتشكل ليقدم لنا أساليب جديدة في النضال والمواجهة مستعينا بكل التقنيات والوسائط التي كانت جزءا من أليات الحرب الناعمة والتي أرادوها بمحتوى إنحلالي وتحريفي, فأعاد الشباب العربي توجية البوصلة متجاوزا المذهبية والطائفية والتكفير, وهذا الجيل المعاصر يملك فائض وعي يجعله مؤهلا لصناعة الإنتصارات...