إبن خلدون مفكّر عابر للأزمان
يعتبر ابن خلدون واحد من أركان الثقافة العربية والإسلامية الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية، فهو مؤسس علم الإجتماع بلا منازع وأول من وضعه وفق رؤية علمية دقيقة, كما وضع نظريات ملفتة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية وأنبأ عن عمارة الدول وسقوطها وإنهيارها، وما يهمنا أكثر في حلقتنا هذه عن إبن خلدون هو قراءته الدقيقة للشخصانية العربية والإجتماع العربي وفهمه الدقيق لأبعاد السيكولوجية العربية... وللإشارة فإن إبن خلدون إبن البيئة العربية وتنقل بين تونس والجزائر وتوجه إلى مصر حيث أكرم وفادته سلطانها الظاهر برقوق.. كتاب “المقدمة” من أنفس ما كُتب من المراجع التي يتأسس عليها علم الاجتماع الحديث بكل مدارسه واتجاهاته. وفيه عصارة فكره ومعرفته في التاريخ ونشوء الأمم في عنوان طويل ومميز وهو “كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر”، والذي يُعرّف اختصارا باسم “كتاب العبر”.