منتجات بيئية مفيدة للإنسان من "وادي الأحاسيس"
جاء الربيع بأزاهيره ووروده، ليشغل قرية بدر حسون البيئية في إنتاج عطور، وزيوت، ومراهم تعالج الصحة، وتكافح الشيخوخة، والروماتيزم، وسوى ذلك من ظواهر صحيّة.
لا يترك د. بدر حسون عنصراً من الطبيعة إلّا ويزجّه في مبتكراته الطبيعية في خدمة الصحة، وتحسين أحوال الإنسان، ولكل موسم مقام، وعمل، وتقنية في قريته التراثية البيئية.
آخر مبتكراته الربيعيّة العمل على مجموعات نباتية عطرية لتحسين الجلد، ومحاربة آفاته، وتقوية الشعر، ومكافحة علامات الشيخوخة، وهذه المجموعات تتضمن الورد البلدي، والبلوط كثمرة لشجرة السنديان، وأوراق أشجار الصنوبر، ونبتة القُرَّيص، والخَرْوَع، والقبّار.
كل النباتات طبيعية، وكل عمله عضويّ، لا تدخله المصنّعات، على ما يؤكده مؤسس قرية حسون البيئية الدكتور بدر حسون لـ "الميادين نت"، ومن النباتات ما يوجد في الطبيعة، فيتم جمعها، ومعالجتها في مختبراته، ومنها ما يقوم فريق القرية بزراعته، إن في وادي الأحاسيس التابع لقريته، أم في أراضٍ ومساحات خارجها.
تزدهر في الربيع الزهور والورود، وتنضج بعض النباتات، ويبدأ حسون مشواره الربيعي معها، منتجاً العديد من الأصناف من كل نبتة، وأبرز ما يجتهد فيه هو الورد البلدي الذي زرعه في وادي الأحاسيس، فيجمعه يومياً، ويكدّسه بتقنية تحافظ على خواصّه، وعناصره المفيدة قبل معالجته مستخرجاً منه عدة عناصر مفيدة.
حسون قال ل"الميادين نت" إنه يعمل في هذا الموسم على عدة مجموعات، وأبرزها مجموعة الورد البلدي"، ويصفها بأنها "مجموعة صحية تجميليّة مُخَصّصة لصحة الجلد، والبشرة، والشعر".
لماذا الورد؟
لماذا الورد، وما هي فوائده، يتحدث حسون عنه بقوله إن "الورد كما هو معروف، مادة مغذيّة وتعزّز مناعة البشرة، للوجه بنوع خاص، وللجسم ككل".
ما يميّز هذه الصناعة المتعلقة بهذا الجانب من الصحة، عن سواها، أنها تشتغل على المصادر الطبيعية، ولأننا "نزرع الورد، ولا نشتريه، ونحرص أن تكون زراعتنا طبيعيّة عضويّة، بطريقة نظيفة"، ثم تتتابع المراحل لاستخراج المفيد، فـ "نقطف الموسم، ونأخذه إلى مختبراتنا حتى نحوّله إلى مواد أوّلية، ومن ثم نهائية"، كما قال.
عن المواد التي يستخرجها من الورد، ذكر "عطر الورد، وماء الورد، ومُقَطّر الورد، وماء الورد المركّز بالنقيع أو الغلي، وزيت الورد، ونقيع الورد المُكَثَّف"، والأخير هو زيت وليس تقطيراً، فـ "هو زيت مشبع بالورد"، وهناك بودرة الورد المُجَفّفَة، وكحول الورد.
وعن كحول الورد، يتحدث عن تقنيتها الخاصة، لافتاً إلى أن "الكحول تستخرج من المواد السكريّة الحلوة، ولكي نحصل على الكحول ننقع الورد بالسكر، ونُخَمِّره، ونعيد تقطيره، ليصبح مُقَطّر كحول الورد".
بعد كل المعالجات للورد، وتقنياتها المتنوّعة، يصل العمل إلى المواد النهائية، ومنها: كريم لغذاء البشرة، وزيت للوجه والجسم، وغسول للوجه بالورد، و"سكراب" للجسم بالورد، وشامبو صابون سائل، وآخر صلب، ومُنَعّم للشعر، وكولونيا، ويفيد بأنه "قريباً تحتّل كلّ هذه المنتجات مكانتها على الرفوف نحو نهاية الموسم".
بلوط السنديان غنيّ
يشكّل البلوط مشكلة لمن توجد سنديانة في أرضه بسبب وفرة إنتاج ثمرته المعروفة بـ"البلوط" الذي ينغرز في الأرض تلقائياً بسبب الرطوبة، ولا يلبث أن ينبت غرسة جديدة يصعب اقتلاعها إذا لم يبادر المزارع إلى اقتلاعها مبكراً.
لكنّ قلّة من الناس تعرف أن البلوط -وهو شديد المرارة- غني بالفوائد الصحيّة، ويمكن الاستفادة منه بطرق مختلفة، أمّا عند حسون، ففوائده، وطرق استثماره معروفة.
يعرض حسون عمله بالبلوط، وفوائده، فـ "زيت البلوط غني بموّاد مغذيّة للجلد، ومقويّة للشعر في آن، لأن السنديان يحتوي على مادة تدعى "العفص" التي توصف بأنها مقاومة للشيخوخة والتجاعيد (Anti-aging)، وهي موجودة في ثمرة البلوط، وورق السنديان، وخشبه".
ومن ورق الصنوبر يجري تحضير مواد هامّة، ومنها-بحسب حسون- "نستخرج مستخلصات عديدة مفيدة للصحة، خصوصاً الوجه والشعر"، مضيفاً إننا "نعالج نبتة القُرَّيص، ونستخرج منها زيتاً مقويّاً للشعر بشكل رائع، ولها إفادات صحية داخليّة كثيرة خصوصاً على الجهاز التنفسيّ، لكن اهتمامنا يتركّز معها على عنصري الجلد والشعر، حيث تقوّي بصلات الشعر، وتعزّز مناعة الجلد".
كل مجموعة من المجموعات التي يعمل حسون عليها تابعة لعشبة معينة أو نبتة معينة، ولها خصائصها المميزة، فالقُرَّيص- على سبيل المثال- نبتة بريّة موجودة في أراضينا، ونعتمد عليها من الطبيعة، لكن يمكن زراعتها عند اللزوم.
فائدة الخروع والقبّار
عبارة "خروع" تشكّل فزّاعة للأولاد يوم كان يوصف زيته لمعالجة انقباض الأمعاء، والإمساك، فكان الأطباء والصيادلة يصفونه لتسهيل التخلص من فضلات الأمعاء، وبسبب طعمه الكريه، كان الأولاد يهربون من تناوله، وقد ترك في ذاكرتهم ذكريات غير محبّبة.
أما بالنسبة لحسون، فـ"الخروع مادة شديدة الإفادة" كما قال، ويجري حالياً تجهيز منتجات زيته المتعدّدة للشعر والجسم"، أمّا "شرش القبّار"، فهو "نبتة بريّة نجمع زهرها، وأغصانها، ونستخرج منها زيوت لمعالجة الروماتيزم، وأوجاع العضلات، ونمزجها بالنعنع، ونصنعها على شكل مرهم أو زيت".
بيئة طبيعية وعضوية
في لغة حسون إصرار على كل ما هو طبيعي، وبيئي، وعضوي، فـ"نحن في قرية بدر حسون البيئية، طريقنا طبيعي، ومنتجاتنا برية، وفي "وادي الأحاسيس" مجموعة مزروعات للنباتات الطبيعية، والعطرية، والوادي مفتوح أمام الزوار لمن يرغب معاينة كيف نزرع، ونجني، ونستخرج المواد الأوليّة في مساكبها، عبر ممرات ودروب مخصصة لهم"، يختم حسون.