مسؤولون في لوس أنجلوس: الحرائق "عاصفة متكاملة"!

مسؤولون في لوس أنجلوس يصفون الحرائق بأنها "عاصفة متكاملة"، إذ اجتمعت فيها رياح وصلت سرعتها إلى 100 ميل في الساعة مع ظروف جفاف غير موسمية واندلاع حرائق متعددة في نفس المنطقة الجغرافية.

  • مسؤولون في لوس أنجلوس: الحرائق
    الحرائق "عاصفة متكاملة"!

في تطور جديد لأزمة اندلاع حرائق غابات لوس أنجلوس، أصدرت إدارة الإطفاء في مدينة لوس أنجلوس الأمبركية أوامر إخلاء جديدة لعدة مناطق بسبب وصول النيران بفعل سرعة الرياح.

بينما تواصل النيران اجتياح جنوب كاليفورنيا، ما خلف دماراً واسع النطاق، يبحث المسؤولون عن إجابات حول كيفية الحد من حجم هذه الكوارث، وإن كان بالإمكان تخفيف الخسائر.
ونقلت وسائل إعلام أميركية، اليوم السبت، عن خبراء قولهم إن أنظمة المياه، حتى لو كانت تعمل بكفاءة كاملة، لم تكن قادرة على التصدي لحرائق بهذا الحجم، خاصة مع توقف الموارد الجوية مثل الطائرات والمروحيات عن العمل بسبب الرياح العاتية.

وقال غريغ بيرس، خبير الموارد المائية في جامعة كاليفورنيا: "لا أعتقد أن هناك نظام مياه في العالم مجهزاً لمواجهة أحداث من هذا النوع".

 ومع ذلك، أوضح الخبراء أن تشغيل الصنابير بكامل طاقتها كان يمكن أن يسهم في تقليل الأضرار، من خلال إنقاذ بعض المنازل أو السيطرة على أجزاء من النيران.

وطالت الحرائق جميع أنحاء منطقة لوس أنجلوس، بما في ذلك الحريق الذي اندلع في هوليوود هيلز، على مساحة أكثر من 55 ميلاً مربعاً وضعت ما يقرب من 179 ألف شخص تحت أوامر الإخلاء، وفقاً للمسؤولين.

ولقيّ ما لا يقل عن 11 شخصاً حتفهم، و قال مسؤولون إن آلاف المباني دمرت، كما تعرّض أكثر من 60 ألف منزل آخر للتهديد، أمس الخميس، بسبب الرياح القوية التي أججّت الحرائق في مناطق ذات كثافة سكانية عالية في جنوب كاليفورنيا.

عاصفة متكاملة

ووصف مسؤولو لوس أنجلوس الحرائق بأنها "عاصفة متكاملة"، إذ اجتمعت فيها رياح وصلت سرعتها إلى 100 ميل في الساعة مع ظروف جفاف غير موسمية واندلاع حرائق متعددة في نفس المنطقة الجغرافية.
 
وهذا الجمع من العوامل جعل من الدمار واسع النطاق أمراً لا مفر منه، وفقا لإجماع الخبراء.

 ومع ذلك، أشار الخبراء إلى أن الإدارة البشرية كان يمكنها لعب دور في تقليل الأضرار. فالإدارة غير المتسقة للنباتات، والبنية التحتية القديمة، ونقص التخطيط ساهمت في اتساع نطاق الحرائق التي دمرت أكثر من 55 ميلاً مربعاً، وأتلفت آلاف المباني.

وواصلت الحرائق الهائلة في المدينة تمددها حيث أتت على منازل وسيارات وتسببت في إجلاء عشرات الآلاف من منازلهم بسبب الحرائق التي تزيد من شدّتها رياح عاتية، وفى منطقة ماليبو، لم يتبقَّ سوى فروع النخيل المحروقة فوق الأنقاض، حيث كانت المنازل المطلة على المحيط قائمة ذات يوم، كما دمرت الحرائق 7 مدارس ومكتبتين ومتاجر ومطاعم وبنوكا ومحلات.

بايدن: مكان العمليات العسكرية!


وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد صرح أمس الجمعة، بأن لوس أنجلوس تضررت من حرائق الغابات لدرجة أنه يمكن مقارنتها بمنطقة حرب، مضيفاً: "لقد ذكرني بالمكان الذي تجري فيه العمليات العسكرية، بعد القصف".

يذكر أنه في 7  كانون الثاني/ يناير، بدأ حريق غابات تغذيه الرياح في غرب لوس أنجلوس، وأعلنت السلطات المحلية إخلاء إلزاميا لآلاف السكان.

وتم احتواء أكبر حريق – حريق Palisades – بنسبة 6٪ حتى ليلة الخميس، وفقاً لإدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا، أو Cal Fire. ووصف السكان الدمار الشامل وعمليات الهروب المروعة وفقدان منازلهم، فيما أظهرت الصور مشاهد مذهلة للدمار.

وتقدّر الأضرار الناجمة عن حرائق الغابات في لوس أنجلوس بنحو 150 مليار دولار، وفقاً لوسائل إعلام أميركية.