زرع فوق الركام وواجه المجاعة في غزة.. قبل استشهاده

هل تذكرون المهندس الزراعي يوسف أبو ربيع الذي نشر الميادين نت عنه تقريراً بعد أن نجح بإطلاق مشروع زراعي في شمال قطاع غزة لمواجهة المجاعة التي يتعرّضون لها ؟ لقد ارتقى في قصف إسرائيلي على بيت لاهيا شمالي القطاع.

  • زرع فوق الركام وواجه المجاعة في غزة.. قبل استشهاده
    ارتقى يوسف شهيداً بعدما ساهم في مواجهة المجاعة وإطعام أهله وناسه

"بمجرد وصولي إلى منزلي قرّرت زراعة أول رقعة من النباتات فوق ركام منزلي عبر تنظيف السقف وتجهيزه ليكون بديلاً عن الأراضي الزراعية".

هذا ما صرّح به المهندس الزراعي الشاب يوسف أبو ربيع من غزة في آب/أغسطس الماضي، وكان لـ  الميادين نت  يومها تقرير تناول معاناته واصراره على تنفيذ فكرته.

 أشهرٌ  من المواظبة والصبر والمعاناة، في ظل عدم وجود البذور والزرع فوق الركام، ناهيكم عن الصمود في وجه قصف الاحتلال المتواصل لشمال غزة وارتكابه المجازر اليومية فيها.. 

كل ذلك لم يثنِ العدو عن استهدافه، فارتقى شهيداً بعدما ساهم في مواجهة المجاعة وإطعام أهله وناسه.

تمسّك بخيار البقاء في أرضه ومحاربة المجاعة، لكن صاروخاً أنهى حياته بينما كان يجلس قرب أرضه الزراعية في بلدة بيت لاهيا بمحافظة شمال قطاع غزة التي تعيش إبادة ومجازر بالجملة لليوم الـ20 على التوالي.

اقرأ أيضاً: "حنزرعها".. مهندس يزرع فوق ركام منزله في غزة

كان المهندس يقول  إنه لجأ إلى الأراضي التي كانت مزروعة قبل الحرب وعلى الأغلب فسدت ثمارها، واستخرج بذور الفلفل الأخضر والباذنجان والجرجير وغيرها من المحاصيل سريعة النمو وسهلة الزراعة، فجفّفها وزرعها من جديد.

وتابع أنه صدم عندما استشهد 3 من جيرانه من الجوع، وشعر أن أفراد عائلته قد يواجهون المصير نفسه إذا لم يجدوا حلاً لهذه الأزمة، فخطرت بباله فكرة زراعة نباتات من شأنها أن تساعد الناس في الحصول على بعض المواد الغذائية من دون انتظار وصول المساعدات الإنسانية لفترة طويلة.

هكذا تغتال "إسرائيل" الحجر والبشر والمبادرات الإنسانية، وتطارد أحلام الشباب، لكن الشعب الفلسطيني قادر على اجتراح المعجزات والتحدّي وإثبات أن في هذه الأرض ما يستحقّ الحياة.

اقرأ أيضاً: أكثر من ألف شهيد خلال 22 يوماً شمال غزة.. وشهداء الصحافة في القطاع إلى 182