حريق جديد في لوس أنجلوس.. والكارثة تنهك أميركا

يقوم طيارون كنديون بتشغيل طائرات إسقاط المياه المعروفة باسم "سوبر سكوبرز" للمساعدة في مكافحة حرائق الغابات بالمنطقة كجزء من مجموعة نخبة من رجال الإطفاء الدوليين الذين يوفرون الدعم من الجو للسلطات الأميركية العاجزة حتى الآن عن إخمادها.

  •  حريق جديد في لوس أنجلوس.. والكارثة تنهك أميركا
     طائرات إسقاط المياه المعروفة باسم "سوبر سكوبر  (وسائل التواصل)

أفادت  وكالة "بلومبرغ" الأميركية في تقرير نشرته يوم الخميس، بأن حرائق الغابات المستمرة ترهق ترسانة العالم لمكافحتها.

وذكرت الوكالة أن تغيّر المناخ يؤدي إلى تعطيل النمط التقليدي لحرائق الغابات مما يجعلها أكثر حدة وتكراراً، ويجبر الحكومات على إعادة تقييم التزاماتها باتفاقيات مكافحة الحرائق الدولية والاستثمار في دفاعاتها الخاصة.

وأضافت أن الطلب المتزايد على موارد مكافحة الحرائق يؤدي إلى سباق على الموارد حيث تستثمر الدول في معدات وطائرات جديدة.

واستندت في تحليلها للواقع الجديد إلى حرائق مقاطعة لوس أنجلوس حيث يقوم طيارون كنديون بتشغيل طائرات إسقاط المياه المعروفة باسم "سوبر سكوبرز" للمساعدة في مكافحة حرائق الغابات بالمنطقة كجزء من مجموعة نخبة من رجال الإطفاء الدوليين الذين يوفرون الدعم من الجو للسلطات الأميركية العاجزة حتى الآن عن إخمادها.

وأفادت بأن مكافحة حرائق الغابات في لوس أنجلوس تتم باستخدام طائرات مشتركة وأفراد من جنسيات متعددة، مشيرة إلى أنه ومع تداخل مواسم الحرائق وازدياد اتساعها، أصبحت هذه التعاونات موضع اختبار.

وأوضحت "بلومبيرغ" أنه وفي كل عام يتنقل المئات من رجال الإطفاء مثل الطيار الكندي باسكال دوكلوس ومعداتهم حول العالم لإخماد الحرائق على الأراضي الأجنبية كجزء من التبادلات المنتظمة بين الدول بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وجنوب إفريقيا.

وقال دوكلوس إن وجود فريقه في الولايات المتحدة خلال وقت الحاجة كان "دليلاً جيداً على التعاون الذي لدينا الآن، لكن تغير المناخ بدأ يقلب هذا التقليد الطويل من التعاون الدولي رأسا على عقب".

ارتفاع حرارة الأرض فاقم الحرائق

ولعقود من الزمن اتبعت حرائق الغابات نمطا يمكن التنبؤ به، تحترق بشكل مكثف في الفترة من  تموز/ يوليو إلى أيلول/ سبتمبر تقريبا في نصف الكرة الشمالي قبل أن تنتقل إلى نصف الكرة الجنوبي في الفترة من كانون الأول/ديسمبر حتى آذار/مارس.

ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب فإن ما كان ذات يوم مواسم حرائق سرية، أصبح عاماً ضبابياً مليئاً بالرماد، وهذا يجبر الحكومات على الموازنة بين التزاماتها بمساعدة بعضها البعض مقابل مصالحها الوطنية وقد أدى ذلك إلى تدافع على الموارد ما أدى إلى تعزيز صناعة إطفاء الحرائق بمليارات الدولارات لكل شيء بدءاً من الطائرات إلى الشاحنات ومعدات الحماية.

ووفق "بلومبيرغ" فإنه وفي هذا الوقت تقريباً من عام 2020 كانت الولايات المتحدة تساعد رجال الإطفاء الأستراليين في مواجهة موجة كارثية من الحرائق خلال ما أصبح يعرف باسم "الصيف الأسود"، مشيرة إلى أنه إذا حدث الشيء نفسه هذا العام فإن الحكومتين ستكونان في وضع مستحيل.

وتشير الوكالة في هذه النقطة إلى أنه ومع اندماج مواسم الحرائق بدأت بعض البلدان في التشكيك في الحكمة السائدة منذ فترة طويلة والتي تقول إن تقاسم القوى العاملة والمعدات هو الطريقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة لمكافحة الجحيم حيث من الأرخص للحكومات أن تستأجر طائرة من بلد آخر بدلاً من شراء طائرة جديدة، ومن المنطقي أن تقوم الدول بتأجير الطائرات وكسب الإيرادات كما فعلت كندا في مقاطعة لوس أنجلوس لعقود من الزمن بدلا من تركها خاملة.

تحديات جديدة

ومن المتوقع أن تمثل الرياح القوية والأجواء الجافة تحدياً لرجال الإطفاء الذين يكافحون حرائق الغابات الجديدة في جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة، ومنها حريق جديد اتسع نطاقه ، ما أجبر عشرات الآلاف على الإخلاء شمالي لوس أنجلوس.

وقالت إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا عبر موقعها الإلكتروني إن حريق "هيوز"، على بعد حوالى 80 كيلومتراً شمالي لوس أنجلوس، انتشر على مساحة وصلت إلى 10 آلاف و176 فداناً منذ اشتعاله صباح الأربعاء الماضي.

وأضافت إدارة كاليفورنيا للحرائق أن 4000 من رجال الإطفاء يكافحون الحريق وتمكنوا من احتواء 14% منه.

 وقال خبراء الأرصاد الجوية إن الطواقم التي تكافح حريق "هيوز"، وحريقين هائلين آخرين في لوس أنجلوس بمنطقتي "باليساديس"، "وإيتون"، من المتوقع أن تواجه رياحاً قوية تصل سرعتها إلى 80 كيلومتراً في الساعة، مع فترات تصل السرعة فيها إلى 105 كيلومترات في الساعة، مع تراجع مستويات الرطوبة إلى أقل من 10% طوال الخميس وحتى الجمعة.

اقرأ أيضاً: حرائق لوس أنجلوس تتواصل وخشية من توسعها بسبب موجة رياح مقبلة

وذكرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، في بيان، أنه "ستستمر ظروف الطقس المثيرة للحرائق حتى الجمعة، إذ تظل الأجواء جافة للغاية ومساعدة على الاحتراق، فيما سيكون الخميس هو الفترة الأكثر إثارة للقلق.. فقد ينمو أي حريق حديد بسرعة ويخرج عن السيطرة".

ألسنة اللهب فوق الجبال

وتم إجلاء حوالى 31 ألف شخص، عندما تسبب الحريق في ارتفاع ألسنة اللهب وأعمدة الدخان فوق الجبال في منطقة بحيرة "كاستايك" بالقرب من "سانتا كلاريتا".

وأدى حريقا "إيتون"، و"باليساديس" اللذان دمرا أحياء بأكملها على الجانبين الشرقي والغربي من لوس أنجلوس، إلى سقوط 28 شخصاً وتدمير أو إلحاق أضرار بما يقرب من 16 ألف مبنى خلال الأسبوعين المنصرمين.

اقرأ أيضاً: حرائق الغابات تدفع إلى طقسٍ متطرف

وأظهرت لقطات مصورة بثتها قناة "كيه.تي.إل.إيه" التلفزيونية طائرات هليكوبتر تكافح "حريق هيوز"، وهي تنقل المياه من بحيرة لإسقاطها على الحريق، بينما ألقت الطائرات مواد إخماد الحرائق على التلال.