الأكبر في التاريخ الحديث.. تأثير كارثي لركام الزلزال في تركيا
احتج السكان المحليون المتضررون من الزلزال والذين أعيد توطينهم في الخيام على مكب النفايات بجوار أماكن سكنهم، حتى أن بعضهم تعرض للاعتقال على أيدي الشرطة التركية.
كشف موقع Global Voices بعد شهرين من الزلزال الذي ضرب مقاطعات في تركيا ومناطق في شمال سوريا، أن الأنقاض التي خلفها قد تتسبب في "كارثة القرن" البيئية.
وبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فإن الزلزال خلّف ما بين 116 مليون و210 ملايين طن من الركام، وهو الأكبر في التاريخ الحديث. فحجم الركام يفوق الحطام الذي تسببت به أعاصير كاترينا (76 مليون متر مكعب من الحطام)، وساندي (11 مليون)، وهارفي (9 ملايين) وفقاً للتقديرات الحكومية.
إقرأ أيضاً: حصيلة وفيات زلزال تركيا تقترب من 48 ألفاً
وهذا يشكّل تحديات للمسؤولين الأتراك تحديات لجهة مكان إلقاء النفايات والأنقاض وكيفية التخلص منها.
فبعد أسابيع من وقوع الزلزال قال أيوب كاراهان المدير العام للإدارة البيئية في وزارة البيئة والتحضر وتغير المناخ إن العمل جارٍ من أجل إحداث أقل ضرر بالبيئة، لكن تقارير وتقييمات الخبراء تشير إلى خلاف ذلك.
ففي 15 شباط/ فبراير أفادت تقارير بأن رمي الأنقاض في محمية "ميليها" للطيور في هاتاي يشكّل مصدر قلق لدعاة الحفاظ على البيئة.
إقرأ أيضاً: لماذا كان زلزال تركيا كارثياً إلى هذا الحد؟
بالتوازي، بحسب الموقع، فإن علماء البيئة قلقون بشأن كيفية جمع النفايات ونقلها، ووفقاً للتقرير تم رصد صفوف من الشاحنات في أنطاكيا، حيث تم نقل الحطام ما يزيد من فرص احتمال انتشار النفايات الضارة والملوثة ويعرّض حياة البشر والبيئة للخطر.
من جهته، قال ياسين إلمين من جامعة موغلا سيتكي كوتشمان بشأن عواقب التخلص من النفايات غير الخاضعة للرقابة: "إذا تم جمع الركام في سهول الوادي والأراضي الرطبة الطبيعية والمناطق الزراعية خلال مرحلة التحضير السابقة للبناء فسيبدأ خطر كبير في المنطقة. إذّ سيتم خلط هذه المواد الضارة مع التربة والمياه الجوفية، ما سيؤدي إلى انتشار الأمراض واستهلاك الغذاء المزروع في هذه المناطق الزراعية الملوثة، وإلحاق الضرر البيئي إلى المنطقة كونها موطنا للتنوع البيولوجي".
وبحسب الموقع، لكن التحذيرات لم تحدث فرقاً.. فما حدث في محمية "ميليها" للطيور كان مجرد مثال. في أماكن أخرى مثل سمانداع في هاتاي كان السكان المحليون المتضررون من الزلزال والذين أعيد توطينهم في الخيام يحتجون على مكب النفايات بجوار أماكن سكنهم، حتى إن بعضهم تعرض للاعتقال على أيدي الشرطة التركية.