استطلاع: لجم الاحترار العالمي يجب أن يكون أولوية رئيسية

استطلاع للرأي يُظهر أنّ التحرك الحكومي لِلجم الاحترار المناخي يجب أن يُعطى الأولوية، رغم أزمة الطاقة والتضخم.

  • استطلاع: التحرك المناخي يتقدم الأزمات المختلفة في سلم الأولويات
    استطلاع: 40% قالوا إنّ السياسات الحكومية لخفض انبعاثات الكربون سيكون لها تأثير إيجابي على المدى الطويل

أظهر استطلاع للرأي، أجراه معهد "يوغوف" (YouGov)، قبل مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27)، في شرم الشيخ، أنّ التحرك الحكومي لِلجم الاحترار المناخي يجب أن يُعطى الأولوية، رغم أزمة الطاقة والتضخم.

وقال أكثر من نصف الذين استطلعت آراؤهم (1000 إلى 2000 شخص في كل بلد)، في فرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا والولايات المتحدة، إنّ لجم الاحترار العالمي يجب أن يكون "أولوية رئيسية"، بغض النظر عن حالة الاقتصاد، في حين رأى 30% أنّه ينبغي "تعليق" ذلك، للتمكن من الاهتمام بمشاكل أخرى.

وقال لوك تريك، مدير منظمة "مور إن كومون" (More in Common)، في بريطانيا، إنّ "هذا الاستطلاع يظهر أنّ نقاط التلاقي بين الرأي العام، على صعيد التغير المناخي وطريقة التحرك، أكبر مما نراه عبر التلفزيون أو التغريدات".

إلا أنّ الاستطلاع أظهر أيضاً تفاوتاً كبيراً في الموقف، بين الدول الست، وارتباطه بتواتر الظواهر المناخية القصوى وقوّتها. فمواطنو الدول الغنية التي تعاني كثيراً من تداعيات المناخ، يعتبرون أنّ المسالة أكثر إلحاحاً، مقارنةً بسكان الدول الأقل عرضة.

وأكّد أكثر من 60% من المستطلعة آراؤهم، في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، أنّ معالجة مشكلة الاحترار يجب ألّا تحتل صدارة الأولويات، إلا أنّ 40% كان لهم الرأي نفسه، في ألمانيا والمملكة المتحدة.

وشهدت ألمانيا والمملكة المتحدة فيضانات وموجات حر، إلا أنّ حوض المتوسط، وهو من "المواقع الساخنة" على خارطة التغير المناخي، بحسب خبراء الأمم المتحدة، تعرّض لموجات متتالية من الحر والجفاف وحرائق الغابات، مع توقع أن يتفاقم الوضع في السنوات المقبلة.

وظهر التباين نفسه، عندما سئل المشاركون في الاستطلاع، إذا ما خبروا شخصياً ظواهر مناخية، ناجمة عن التغير المناخي. فقال 48 إلى 58% من هؤلاء، في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا، إنّهم اختبروا ذلك، في مقابل 44 و38 و36%، على التوالي، في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا.

ورأت نسبة أكبر من المستطلعين، في كل هذه الدول، أنّ التغيير المناخي سيتسبب "بكم كبير" من الأذى على العالم، وليس عليهم شخصياً، ما يعكس مدى ابتعاد مواطني الدول الغنية عن التداعيات القوية للاحترار.

حماية الأجيال المقبلة

ورغم تفاقم أحوال الطقس القصوى، المرتبطة بالاحترار، بما في ذلك جفاف غير مسبوق من 500 سنة في جنوب غرب البلاد، وحرائق غابات قياسية في الشمال الغربي، وفيضانات في الوسط الغربي، وأعاصير على ساحل البلاد الشرقي، يرى أقل من نصف الأميركيين أنّ النشاط البشري تسبّب بالتغير المناخي العالمي.

وانقسمت الآراء، حول هذه المسألة بالتساوي، على صعيد العمر والجنس والعرق، لكنّها انحرفت بشكل كبير وفقاً للانتماء السياسي. فأكثر من 80%، من الذين صوّتوا للرئيس الأميركي، جو بايدن، في 2020، أكّدوا أنّ الاحترار العالمي من صنع الإنسان، في مقابل 25% فقط، من الذين أيّدوا الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في الانتخابات.

وأكّد الأشخاص المستطلعة آراؤهم أنّ المسؤولين السياسيين لا يبذلون جهوداً كافية لمعالجة قضايا المناخ.

وقال 40% تقريباً منهم إنّ السياسات الحكومية لخفض انبعاثات الكربون سيكون لها "تأثير إيجابي" على المدى الطويل، فيما رأى 14% فقط أنّ هذه السياسات ستحسن الوضع على المدى القصير.

وعند سؤالهم إن كانوا على ثقة بأنّ حكوماتهم "مستعدّة لاتخاذ الخطوات اللازمة لوقف التغير المناخي"، أجاب ثلثا المشاركين في الاستطلاع، من الذين يؤمنون بأن المناخ يشهد تبدلاً، أي 90% من المجموع، بالنفي.

وقالت أميرة ساواس، مديرة البرامج والأبحاث في "كلايمت أوتريتش" (Climate Outreach)، في المملكة المتحدة، وتتعامل مع بيانات استطلاعات الرأي، إنّ "السياسيين ليسوا بالضرورة جاهزين. الرأي العام على الأرجح يفكر بطريقة تقدمية أكثر من واضعي السياسات". 

وكانت حماية الأجيال المقبلة، السبب الأوّل الذي أعطاه 40 إلى 50% من المستطلعة آراؤهم، للتحرك على الصعيد المناخي، وأتت في المرتبة الثانية حماية الموائل الطبيعية والأنواع المختلفة، من أضرار إضافية.

وتنظّم الأمم المتحدة مؤتمراً، في مونتريال، حول التنوع البيولوجي لتحديد أهداف جديدة لحماية الطبيعة، مطلع كانون الأوّل/ديسمبر، بعد مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27)، المنعقد حالياً في مصر.

اقرأ أيضاً: "قمة المناخ" تطلق خطة لمساعدة الدول الأشد فقراً على التكيف مع التغيّر المناخي