دعوات لمصادرة كنز فني روسي يعرض في باريس
دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لمصادرة مجموعة موروزوف الفنية الروسية في فرنسا، وذلك على خلفية الأزمة الأوكرانية.. فماذا يقول القانون؟
من بين الممتلكات الروسية التي يسهل "تجميدها" عملياً مجموعة موروزوف، وهي كنز من الفن الحديث تم تأميمه في العام 1918 من قبل لينين. 200 لوحة عالية الجودة، معظمها من سانت بطرسبرغ (متحف هيرميتاج) وموسكو (متحف بوشكين للفنون الجميلة ومعرض تريتياكوف)، ولكن أيضاً من متاحف في مينسك (عاصمة بيلاروسيا)، ودنيبروبيتروفسك (أوكرانيا).
وأخيراً، جزء صغير تابع للمؤسسات التي أنشأها بيتر أوليجوفيتش آفين وفلاديمير وإيكاترينا سيمنيخين وفياتشيسلاف موشيه كانتور.
تم عرض هذه المجموعة الفريدة من نوعها منذ 22 أيلول/سبتمبر الماضي في مؤسسة Vuitton Bois de Boulogne، وشاهدها بالفعل أكثر من مليون زائر.
لكن منذ يوم الخميس، ضجت شبكات التواصل الاجتماعي بدعوات لمصادرة المجموعة. حتى أن البعض أراد بيعها وصرفها لدعم الجهود الإنسانية، أو حتى شراء أسلحة مفيدة لأوكرانيا. ما هو المستقبل إذن لهذه الجواهر الانطباعية، لفان غوخ وغوغان ونابيس وماتيس وبيكاسو إضافة إلى فناني روسيا ريبين وكونشالوفسكي وغونتشاروفا ولارينوفو؟
يوضح المحامي أوليفييه دي بايك المتخصص في الفن أنه "وفقاً للقانون المعمول به منذ 10 آب/أغسطس 1994، لا يمكن للدولة الفرنسية حجز هذه اللوحات والمنحوتات لأنها من مسؤولية المؤسسات العامة الأجنبية". كما هي الحال بالنسبة لأي استعارة كبيرة للمصنفات من الخارج، صدر أمر بالإعفاء من الحجز في 19 شباط/فبراير 2021 من قبل وزير أوروبا والشؤون الخارجية ووزير الثقافة.
بعد ذلك، مع تمديد المعرض الذي كان مقرراً حتى 22 الجاري، لذلك، من الناحية القانونية، لا يمكن المساس بمحتوياته حتى 6 نيسان/أبريل، وهو اليوم الذي ينتهي فيه عقد الإعارة. لكن بعد ذلك؟ لا أحد يعلم.
تختلف حقوق الحجز حسب الدولة
في العام 2005 تم حظر 54 لوحة زيتية من مجموعات متحف بوشكين المقدمة إلى "مؤسسة بيير جيانادا" في مارتيني، سويسرا، في الجمارك في بازل وجنيف كجزء من نزاع مالي. أخيراً، أعاد المجلس الاتحادي قراءة القانون الدولي وأدرك أنه يحظر مصادرة أي ممتلكات ثقافية وطنية.
لا تقع جميع البلدان في هذا الإطار، "الولايات المتحدة، على سبيل المثال"، كما يشير أوليفييه دي بايك، أو المملكة المتحدة.
عندما كان المعرض "من روسيا" في عام 2008: روائع من الرسم الفرنسي والروسي من الأعوام 1870-1925 سيقام في الأكاديمية الملكية في لندن، طالب فلاديمير بوتين بأن يحظر البرلمان البريطاني أي دعوى قضائية أثناء الإقامة من اللوحات.
في فرنسا، استولى قاضي المركز المالي Aude Buresy الذي يعمل بشكل خاص على تفكيك شبكات التزوير، على سيارة كرانش مزيفة مفترضة تنتمي إلى الأسرة الأميرية في ليختنشتاين. تمت مصادرتها لعدة أشهر قبل إعادتها مؤخراً لعدم كفاية الأدلة.
وعلق مستشار الرئيس التنفيذي لشركة LVMH Bernard Arnault، جان بول كلافيري على الوضع بالقول: "في وقت كتابة هذا التقرير، لم أتلق أي مكالمات من السفارة أو المتاحف الروسية. أذكرك أن مسؤوليتنا هي حماية المصنفات. لذلك سوف نضمن، حسب الاتفاق، عودتهم إلى متحفهم. إذا تبين أن ظروف سفرهم بأمان غير كافية، فسوف ننتظر".
في العام 2016 تم توقيع اتفاقية شراكة توضح "قوة روابط الصداقة والتعاون التي طالما وحدت المؤسسات الفرنسية والروسية".
وقد تجسد ذلك في إقراض المتاحف من خلال تمويل برامج الدراسة وتحسين الحفاظ على الأعمال وحتى بناء ورشة ترميم. سيكتمل هذا العمل الثقافي الواسع النطاق الذي يستهدف الأعمال الإنسانية البارزة.
ترجمة: حسن عبد الله