بعد فوزه بنوبل.. غورنة: أنا لا ألعب دوراً، بل أقول ما أعتقده
بعد فوزه بجائزة نوبل للأدب يصر الروائي التنزاني عبد الرزاق غورنة على مواصلة الحديث عن القضايا التي شكلت عمله ونظرته للعالم، ويؤكد أنه لا يلعب دوراً، بل يقول ما يعتقده.
في اليوم التالي لمنحه جائزة نوبل للأدب من قبل الأكاديمية السويدية، أعرب الكاتب التنزاني عبد الرزاق غورنة الذي نشأ في بريطانيا لأكثر من نصف قرن عن أسفه للروائح "الوهمية" التي لا تزال تنتشر في القارة القديمة.
ونقلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن غورنة إن جائزة نوبل لن تغير رأيه، حيث أشار خلال مؤتمر صحفي عقده في لندن إلى موقف العديد من الدول الأوروبية تجاه الهجرة. ونتيجة لذلك، حسب قوله، فإن "استمرار الخوف من الآخر في القارة القديمة وعمل الذاكرة لا يزال غير مكتمل في تاريخ الاستعمار".
وقال غورنة عن الهجرة: "إنها ليست قصتي فقط ... إنها ظاهرة في عصرنا"، منتقداً رد الفعل القاسي للحكومات الأوروبية بشأن الهجرة من أفريقيا والشرق الأوسط، مستنكراً الافتقار العميق للأخلاق والعقلانية في العمل في أوروبا.
وقال: "الناس لا يأتون بشيء، إنهم يأتون بشبابهم وطاقتهم وإمكانياتهم"، معتبراً أنه "مجرد البقاء على فكرة إنهم هنا، يأتون لسرقة شيء من ازدهارنا، أمر غير إنساني".
ويعتبر عبد الرزاق غورنة، المقيم منذ العام 1967 في المملكة المتحدة حيث تم الترحيب به كلاجئ، أنه إذا زادت مكافحة العنصرية في البلاد في السنوات الأخيرة، فإن مؤسساتها تظل "بغيضة ومستبدة بنفس القدر"، وتابع "نشهد استمرار القبح ذاته" قبل أن يدين "خطأ" خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي يرى فيه "شيئاً مخادعاً".
كما انتقد الروائي التنزاني سياسات الدول الأوروبية الأخرى مثل ألمانيا التي "لم تنظر في وجه تاريخها الاستعماري".
وقال: "أكتب عن هذه الحالة لأنني أريد أن أكتب عن التفاعلات البشرية، وما يمر به الناس عندما يعيدون بناء حياتهم".
وأصر غورنة على أنه سيواصل الحديث بصراحة عن القضايا التي شكلت عمله ونظرته للعالم. مع "جائزة نوبل" أو من دونها فإن "هذه هي طريقتي في الكلام"، هكذا لخص موقفه. "أنا لا ألعب دوراً، بل أقول ما أعتقده".