مشروع الإسلاموفوبيا
بدأ استخدام الدين الإسلامي المزيّف من قبل الدول الاستعمارية الغربية بشكل جليّ في القرن الماضي لمواجهة مشروع جمال عبد الناصر القومي التقدمي الذي كان يسعى لتَحرُّر الشعوب العربية ووحدتها، مشروع جمال عبد الناصر يتناقض مع المشروع الاستعماري الغربي للمنطقة العربية الذي بدأ منذ احتلال الدول الغربية للمنطقة العربية وتقسيمها بين هذه الدول منذ الحرب العالمية الأولى، ااسترتيجية الدول الغربية الاستعمارية كانت وما زالت كما هي منذ ذلك الوقت وهي الهيمنة على المنطقة وثرواتها، ويتطلب ذلك حماية الأنظمة العربية الفاسدة والديكتاتورية التي زرعتها منذ خمسينات القرن الماضي والتي تعمل كوكلاء للدول الغربية، الاستراتيجية ثابتة كل ما يتغيّر هو تكتيك لحماية الأنظمة العربية التابعة التي تلبّي مصالح الدول الغربية، كل ما يحدث اليوم من فتن وإرهاب (إسلامي) وحروب عربية عربية وإسلاموفوبيا تهدف لمنع التغيير للأفضل وإبقاء هذه الاستراتيجة الغربية الصهيونية ٌقائمة وفعّالة.
بعد فشل حلف بغداد وفشل العدوان الثلاثي المكوّن من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عام 1956 للقضاء على نظام جمال عبد الناصر ، قامت الولايات المتحدة عام 1966 بتشكيل الحلف الإسلامي من الدول التابعة للغرب مثل شاه إيران(الشيعي) والملك حسين والحبيب بورقيبة بزعامة السعودية لوجود الأماكن المقدّسة حيث نشأ الدين الإسلامي في أراضي الجزيرة العربية التي تحكمها الآن السعودية، لتأثير ذلك على الرأي العام الإسلامي وتضليلة، وقد وصف الرئيس عبد الناصر هذا الحلف بأنه غير إسلامي وبوجود علاقات لهذه الدول مع إسرائيل،. التاريخ يُعيد نفسة اليوم ، الحلف الإسلامي السنّي الصهيوني اليوم ضد إيران الإسلامية (الشيعية) التي تدعو إلى التحرّر من الهيمنة الغربية،( دينس روس الصهيوني المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط قال إن الدول الخليجية تعادي إيران لنفس السبب التي كانت تعادي فية نظام عبد الناصر في مصر). يعني أن العداء لإيران لأسباب سياسية وليست دينية شيعية كما ينشر الإعلام الأصفر.
بعد فشل المشاريع الغربية والدول العربية التابعة لها في القضاء على مشروع عبد الناصر التحرّري الذي كان يحظى بتأييد شعبي عربي جارِف، والذي كان استمرارة يهدّد المصالح الغربية في المنطقة العربية، كان التحضير لحرب 1967 من قِبَل إسرائيل وحلفائها، التي استطاعت إسرائيل إلحاق الهزيمة العسكرية بعبد الناصر عام 1967 والتي أضعفت مشروعه القومي العربي التحرّري ولكنها لم تقض عليه ( مؤتمر القمة العربية في الخرطوم، لا اعتراف ولا استسلام لإسرائيل وما أُخذ بالقوّة لا يُستردّ إلا بالقوّة).
لقد انتهى مشروع جمال عبد الناصر العربي التحرّري بعد وفاتة عام 1971 واستلام محمّد أنور السادات دفّة الحُكم في الجمهورية العربية المتحدة، الذي بدأ بتغيير إسمها إلى جمهورية مصر العربية، يعني أن اهتمامة سيكون لمصر وليس لغيرها، لقد أنهى السادات الذي كان عميلاً ل ال سي آي أيه ( صحيفة تورونتو ستار الكندية، ومذكرات محمّد حسنين هيكل ، إن السادات كان يتلقّى راتباً من كمال أدهم مدير المخابرات السعودية التابعة ل ال سي آي أيه). لقد قضى السادات على جميع مشاريع جمال عبد الناصر الاستراتيجية سواءً على مستوى الداخل في بناء قاعدة اقتصادية مستقلّة أو على مستوى السياسة الخارجية المتحرّرة والمستقلّة والتي كانت تهدف إلى تحرّر الوطن العربي ووحدتة، سياسة السادات كانت تهدف إلى ربط مصر وتبعيّتها بالولايات المتحدة والغرب ، هذه السياسة التبعية للغرب أدّت إلى زيارتة للقدس المحتلة والاعتراف بإسرائيل وتوقيع اتفاقية كامب ديفد الاستسلامية.
لقد فتح السادات أبواب مصر للوهّابية السعودية للسيطرة على المنطقة العربية باستخدام الدين الإسلامي المزيّف، لقد قامت السعودية بحملة إسلامية وهّابية شعواء ، مشروع غربي خبيث الهدف منه الهيمنة على الرأي العام العربي والإسلامي للقضاء نهائياً على فكر جمال عبد الناصر التي كانت السعودية من ألدّ أعدائه ( دينيس روس، المبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط والصهيوني)، لقد عُبّئت مصر بنشرات وكتيبات سلفية وهّابية بإسم الإسلام مصدرها السعودية ودول الخليج تركّز على الأمور السطحية والشكلية وإغلاق العقل ، ولا تعبّر عن الإسلام الصحيح ( عبد المنعم أبو الفتوح المرشّح الإسلامي السابق للرئاسة المصرية في مقابلة مع الميادين)، لقد كانت جميع الدول الإسلامية مُستهدَفة، لقد انفقت السعودية ما يزيد عن67 مليار دولار لهذه الحملة الوهّابية ، أنفقت على الدُعاة المُنافقين وعلى المطبوعات (جمعية أبحاث هنري جاكسون البريطانية) تتكوّن الحملة من جيش من رجال الدين الذين يسمّون أنفسهم رجال الدعوة، تحت إمرتهم امبراطوريات إعلامية يبثّون من خلالها الفتاوي التي لا تمتّ إلى جوهر الإسلام، مثل اللباس طويل أو قصير وتطويل الشعر والحجاب والبرقع وغيرها من الأمور السطحية، وتدعو إلى تكفير وقتل الآخرين، وهي في الحقيقة تشوّه وتُزيّف مبادئ الإسلام، هذه الحملة الوهّابية المتطرّفة وصلت إلى أندونيسيا، هذا ما قالة الرئيس الأميركي السابق أوباما، الذي نفهمه إن هذه الحملة (الإسلامية) المشبوهة تدعو
إلى إطاعة الفاسدين من الحكّام ولا تدعو إلى العدالة بكافة أشكالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتحرّر من هيمنة القوى الاستعمارية، وهي تُعادي الانتخابات والديمقراطية والتظاهرات. وهي التي أنتجت القاعدة وأخواتها.(صحيفة القبس الكويتية، أحمد الصراف) .
بدأ مشروع الإسلاموفوبيا بعد أحداث 11 أيلول 2001 الإجرامية بتدمير أبراج مدينة نيويرك وقتل ما يزيد عن 4000 فرد ممن كانوا متواجدين في هذه البنايات، وقد اتهم عناصر من تنظيم القاعدة الإسلامي بأنهم وراء هذا الهجوم الإرهابي. من المعروف أن تنظيم القاعدة تم إنشاؤه وتمويله من قِبَل النظام السعودي وال سي آي إيه لإسقاط النظام الأفغاني الذي كان حليفاً للاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت، وقد تم بالفعل إسقاط النظام الموالي للاتحاد السوفياتي وخلق نظام طالبان الأفغاني الوهّابي المُتطرّف، الذي انقلب بعض أعضائه ضد الولايات المتحدة الأميركية مثل أسامة بن لادن الذي كان يُعدُّ بطلاً في نظر السعودية وال سي آي إيه ( راديو سي بي سي كندا،21 أيلول 2014 ) ، وقد تبيّن من التحقيقات حول أحداث11 أيلول أن 15 فرداً من أصل 19 المُتّهمين بهذه الجريمة هم سعوديون .
بعد أحداث نيويورك الإجرامية بدأ الإعلام الغربي يبثّ الكراهية بطريقة غير مباشرة ضد الإسلام والمسلمين ويحاول أن يدمغ كل المسلمين بالإرهاب ، الحقيقة أن العمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية التي تُسمّي نفسها جهادية إسلامية وهي جميعها تحمل الأفكار الوهّابية السعودية المتطّرفة ( صحيفة نيويورك تايمز الأمركية) مصدرها الدول الحليفة للولايات المتحدة ، هذا ما قاله إدوارد سعيد المفكّر الأميركي المعروف، كمثال على ذلك في العراق عندما احتل الأميركان العراق لم يكن عنصر واحد من القاعدة وأخواتها موجوداً في العراق، بعد الاحتلال الأميركي استولى تنظيم القاعدة وأخواتها ما يُسمّى داعش على نصف أراضي العراق.
هذه الجماعات أو التنظيمات الوهّابية الجهادية المتطرّفة، هي أبعد ما تكون عن الإسلام، بل هي عدوّة الإسلام رقم واحد بتصرّفاتها وممارستها الإجرامية البعيدة كل البُعد عن المبادئ والأخلاق الإسلامية ، هؤلاء الجماعات الذين يسمّون أنفسهم إسلاميين الذين قتلوا ما يزيد عن 350 من المصلين الأبرياء في مسجد الروضة في سيناء مصر، الذين فجّروا وقتلوا آلاف الأبرياء في مساجد في العراق واليمن وأفغانستان وباكستان وفي الكنائس وفي الأسواق المُكتظّة بتفجير أنفسهم في سيارات مفخّخة وعمليات انتحارية، هدفهم قتل أكبر عدد من الأبرياء، وقد أدّت بعض العمليات الإرهابية في قتل أبرياء في الدول الغربية ، لكن غالبية المستهدفين كانوا من المسلمين الأبرياء، تلك الحيوانات المتوحشة ،تريد ان تقول للعالم من خلال جرائمها التي يندى لها جبين الإنسانية نحن( المسلمون) مجرمون متوحّشون بربريون، نعم أصبحت أهدافهم واضحة وضوح الشمس.
إن هدفهم تشوية وشيطنة الإسلام والمسلمين، المسؤول الأول عن هؤلاء وجرائمهم هو من يُعبئهم بالأفكار الإرهابية الجهنمية غير الإسلامية ولكن باسم الإسلام ، ومن يزوّدهم بالمال والسلاح، هؤلاء هم من يغذّون ويدعمون مشروع الإسلاموفوبيا في العالم، يستخدمونهم لتحقيق أهداف سياسية واستراتيجية من هذا المشروع الإرهابي (الإسلامي)، نعم هذه المجموعات أو التنظيمات التي تُسمّي نفسها جهادية إسلامية وهي عديدة ، ولكنها كلها تحمل نفس الفكر الوهّابي المتطرّف وتعمل باسم الإسلام زوراً وبهتاناً ،(عبد الجليل بن سالم وزير الشؤون الدينية في تونس)، نعم يريدون أن يدمغوا الإسلام والمسلمين بالهمجية والإرهاب، هذه المنظمات تديرها أجهزة مخابرات من وراء الكواليس،( وثائق ويكيليكس)، من أحد أهدافها مشروع الإسلاموفوبيا، وتوجد أهداف أخرى مثل إشعال الحروب الأهلية في المنطقة العربية وإضعافها، والعمل على تغيير الأنظمة السياسية في المنطقة لصالح مموّليها، وتبرير تدخّلها العسكري في المنطقة، حيث أعلنت هذه التنظيمات بشكل علني من خلال وسائل الإعلام إنها ترفض الانتخابات والديمقراطية ، بحجّة أن الانتخابات والديمقراطية التي تحقّق العدالة هي حرام، من المعروف أن الدين الإسلامي من مبادئة الأساسية تحقيق العدالة.
الجرائم التي ترتكبها المنظمات التي تسمّي نفسها جهادية إسلامية من ذبح وقتل الأبرياء وسبي النساء وبيعهن وتدمير المساجد والكنائس والمعالم الأثرية ، وتسليط الإعلام على وحشيتهم مثل شريط قتل أخواننا الأقباط في ليبيا الذي أّعّد بمهنية عالية، لتبرير تدخل القوى الاستعمارية في ليبيا، هذه الجرائم أدت إلى ذهول المسلمين واشمئزازهم وشعورهم بالصدمة قبل غيرهم من غير المسلمين، نتيجة هذه الجرائم المُخزية، صار كثير من المسلمين يخجل من أن ينتمي إلى الإسلام والعروبة ( مقال صبحي غندور رئيس مركز الحوار العربي في واشنطن) ، والشعور بالإحباط نتيجة ما أنتجتة هذه المجموعات من حروب وصراعات بين الشعب الواحد.
لقد نجح مَن هم وراء المجموعات الإرهابية ( الإسلامية ) في تشويه وشيطنة الإسلام والمسلمين إلى درجة كبيرة ،81% من المجتمع الكندي يقرّون بوجود كراهية للإسلام والمسلمين( حسب إحصائية قامت بها المنظمة الكندية للسلام في الشرق الأوسط) ، وهذا ينطبق على المجتمعات الغربية الأخرى، من الطبيعي أن يحصل ذلك، لأن جميع الأعمال الإجرامية التي تقوم بها هذه المجموعات تنفّذ باسم الإسلام، وإن غالبية المجتمعات لا تعرف حقيقة أهداف مَنْ هم وراء المجموعات الإرهابية، لأن الإعلام لا يقول الحقيقة، كيف لا وإن أغلبية الرأي العام الغربي لا يعرفون حقيقة الإسلام ،وإن الإعلام الغربي المنحاز للصهيونية يخدم مشروع الإسلاموفوبيا، كما كان أيام جمال عبد الناصر يتبنّى مشروع عربوفوبيا، وإن هناك دولاً عربية تدّعي إسلاميّتها متورّطة في مشروع الإرهاب (الإسلامي) وتنفق بلايين الدولارات على المنظمات الإرهابية، وتعطي صورة قبيحة عن الإسلام، (صحيفة الغارديان البريطانية 8 كانون الثاني 2016) (السناتور الأميركي ريتشارد بلاك: السعودية مسؤولة عن جميع الإرهاب في العالم) ، لأن سياساتها وممارساتها الظالمة والاستبدادية والمنافقة أبعد ما تكون عن مبادئ الإسلام التي تدعو دائماً للعدالة.
لقد أدّت كراهية الإسلام والمسلمين إلى النفور من المسلمين خاصة في المجتمعات الغربية ، ونتج من ذلك اعتداءات على المسلمين، نذكر منها الاعتداء على المصلّين في مسجد في ولاية كوبيك الفرنسية في كندا، ما أدى إلى قتل ستة وجرح العديد، قتل 3 طلاب مسلمين في جامعة نورث كارولينا، العثور على جثة قاضية أميركية مسلمة سوداء في نهر قريب من سكنها، عمدة قرية أميركية يدعو إلى قتل جمبع المسلمين، عضو حزب يميني سويدي مارتن ستريد يقول إن المسلمين ليسوا بشراً، حركة بريطانيا أولاً نشرت شريط فيديو معادياً للمسلمين، قام الرئيس الأميركي بإعادة نشره على حسابه ، الكلية العسكرية الأميركية تٌدَرَس في منهاجها إن الدين الإسلامي إرهابي ، الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلن عداءه للإسلام والمسلمين ويأمر بمنع المسلمين من دخول أميركا، كيف تحوّل الرأي العام في قرية داوسن مينوسوتا في أميركا ضد طبيب القرية المسلم الوحيد من حب إلى كراهية فقط لأنه مسلم، بسبب حملة ترامب ضد المسلمين ، قتل ما يزيد عن 6000 من المسلمين في مينمار وطرد مئات الآلاف منهم إلى بنغلادش له علاقة بمشروع الإسلاموفوبيا، وهناك الكثير من الممارسات العنصرية ضد المسلمين في العالم فقط لأنهم مسلمون، كل هذا العداء للإسلام والمسلمين لم يأت من فراغ بل له أسباب تم تخطيطها بعناية ، وإن دولاً إسلامية مشاركة في هذه المخططات سواء كانت تعلم أو يتم استخدامها لأنها دول تابعة .
الشعوب العربية والإسلامية لم تستطع مواجهة المخططات المعادية ، لأنها مكبّلة تحكمها وتهيمن عليها حكومات ديكتاتورية فاسدة مريضة غير منتخبة من الشعب ، تعطي صورة قبيحة عن العرب والإسلام، بل تشارك القوى الاستعمارية في مشاريعها المعادية للعرب والمسلمين، خير مثال على ذلك ما يحدث اليوم في سوريا والعراق واليمن وليبيا.
أهداف مشروع الإسلاموفوبيا
وضع جميع المنظمات الإسلامية الصحيحة التي تواجة الاحتلال الإسرائيلي والتي لم تعتد وتقتل الأبرياء مع المنظمات الإرهابية (الإسلامية) المصنوعة من القوى المعادية التي تدّعي أنها إسلامية جهادية وتقتل الأبرياء المدنيين، ووضعها جميعها في سلّة واحدة، وهي سلّة الإرهاب، بهدف دمغ المنظمات الإسلامية الصحيحة بالإرهاب .أصبح جلياً ومعلناً من قِبَل الدول العربية التابعة للغرب والمتحالفة مع إسرائيل( الحلف الإسلامي السنّي المزعوم) تعتبر كل من يواجه الاحتلال الإسرائيلي إرهاباً.
كراهية الإسلام والمسلمين في المجتمعات الغربية لمنع قبولهم وزيادة عددهم والتحريض على طردهم من الدول الغربية، بحجّة أن المسلمين بريدون أسلَمة أوروبا هذا ما تبثه الدعاية الغربية الصهيونية ( الشريط المسرّب عن مكالمة نتانياهو رئيس وزراء إسرائيل مع رئيس بولندا يحثه على عدم قبول المهاجرين العرب والمسلمين إلى أوروبا)، تزايد العرب والمسلمين في الغرب يؤثّر على الرأي العام الغربي إيجاباً نتيجة احتكاكهم بالمجتمعات الغربية في ما يخصّ تبيان الحقائق حول الصراع العربي الصهيوني لأن الإعلام الغربي منحاز للصهيونية ولا يقول الحقيقة.
كراهية العرب والمسلمين نتيجة الممارسات الإجرامية التي تقوم بها المنظمات الإرهابية ( الإسلامية) المصنوعة والمدعومة من الغرب واتباعه العرب كما نرى اليوم في دعم جبهة النصرة في إدلب، وتعميم الإرهاب على العرب والمسلمين، يعطي إسرائيل ورقة تستخدمها للمقارنة بين دولة إسرائيل التي تقول فيها للعالم إنها دولة ديمقراطية متحضّرة في وسط شعوب عربية إسلامية متوحّشة لكسب الرأي العام العالمي.
لقد تعلّمنا عن الإسلام بأنه ضد قتل الأبرياء سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهوداً أو غيرهم، القرآن الكريم يقول "من قتل نفساً بغير ذنب كأنه قتل الناس جميعاً"، عندما أرسل الرسول عليه الصلاة والسلام جيش المسلمين لفتح بلاد الشام، أوصاهم " لا تقتلوا شيخاً أو امرأة ولا تقطعوا شجرة" يعني لا تعتدوا على أحد لم يقاتلكم ، ولا تقطعوا شجرة أي لا تعتدوا على أرزاق الناس ، ويمكن أن تفسّر أيضا بعدم الإضرار في البيئة. قال تعالى: " ولا تعتدوا إن اللة لا يحب المعتدين ".
عندما سُئِل الرسول (صلعم) من يحكمنا بعدك يا رسول الله : أجاب الرسول(صلعم) أمركم شورى بينكم ، لم يوص بقريب أو صديق، لذلك بعد وفاتة اجتمع قادة المسلمين في السقيفة وانتخبوا واحداً منهم ليخلف الرسول في الحُكم ، كان الاختيار على أساس الكفاءة والمعرفة والالتزام بمبادئ الإسلام العادلة، هذا النظام كان النظام الديمقراطي الوحيد في العالم في ذلك العصر، جميع الأنظمة الأخرى في العالم كانت تحكمها عائلات ملكية، نعم كان نظاماً ديمقراطياً، لأنه لم يكن ممكناً في ذلك العصر مشاركة جميع المواطنين لعدم توافر المواصلات والاتصالات والأميّة كانت سائدة، كان اجتماع القادة وانتخاب واحد منهم وعدم قبول النظام الملكي الوراثي، يعتبر نظاماً متقدماً وديمقراطياً في رأيي.
القائد الإسلامي العظيم عمر بن الخطاب عندما كان يخطب في جموع المسلمين ثم قاطعه أحد المسلمين ليحتجّ على أن ثيابه أطول من ثياب بقيّة المسلمين، أجابه عمر أن إبنه سيرد عليه الذي وقف وقال للجمع إنة تبرّع بحصته من الثياب لأبيه ما جعل ثياب عمر أطول من ثياب الآخرين.
نستنتج من ذلك أن النظام الإسلامي الصحيح يسمح بالمساءلة والمحاسبة للمسؤولين، نعم كان النظام الإسلامي نظاماً عادلاً وديمقراياً.
الصحافي الألماني يورغن تود نهوفر الذي قرأ القرآن الكريم وتعرّف على الإسلام سُمِح له بزيارة مناطق داعش، بعد الزيارة بعث برسالة إلى البغدادي يقول فيها: إن ما تقومون بة باسم الإسلام من عنف ووحشية ليس إسلامياً، وإن القرآن الكريم طالب بالحق والعدالة والرحمة والمساواة وإن ما تقومون بة يلحق الضرر بالإسلام والمسلمين.
قبل ظهور مشروع الإسلاموفوبيا وقبل إنشاء المجموعات الإرهابية (الإسلامية) كانت قوات الأمن الأميركية تستخدم رجال دين مسلمين بإدخالهم إلى السجون الأميركية للتحدّث مع المساجين الذين ارتكبوا جرائم لهدايتهم وإصلاحهم، وقد نجح مشروع الإصلاح ، وصار أحد المجرمين السود من القيادات المعروفة.