أميركا وإيران.. عام مصيري
تطوّرات دراماتيكية تشهدها منطقة غرب آسيا هذه الأيام تؤسِّس لسنةٍ مصيريةٍ بالنسبة إلى مستقبلها. أميركا وإيران صراعٌ محمومٌ مساحته مبدئياً سنة ترامب الأخيرة في البيت الأبيض، مع احتمالاتٍ مفتوحة عند الطرفين، وتوتّراتٍ وصلت إلى ذروتها في أكثر من دولةٍ فيها نفوذ لهما. فكيف سارت الأحداث إلى هذه اللحظة وكيف ستكون السنة الحاسِمة؟
ما حدث من تطورات ومفاجآت في بضعة أيام بداية عام 2020 قد لا يتكرّر خلال سنواتٍ عديدة. تطوّراتٌ دراماتيكية، وخطوطٌ حمر تم تجاوزها في منطقة غرب آسيا. قواعد اشتباكٍ ظلَّت لسنواتٍ مُحرَّمة ومُحترَمة، سقطت بخطوةٍ مجنونةٍ اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من خلال اغتياله قائد قوَّة القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، ورفاق آخرين كانوا معهما.
لكن هذه "البَجْعة السوداء"، وعلى الرغم من مُفاجأتها للجميع، فإنها لم تشكِّل حدثاً خارج السياق السياسي في المنطقة، بل تصعيداً درامياً له. هي قفزةٌ في الهواء قفزها ترامب ليتجاوز من خلالها عُقَد وهزائم وعقباتٍ في طريق مستقبله السياسي، وفي طريق مصالح بلاده في المنطقة. وقد يكون من المُفيد هنا إعادة رَسْم المسار الذي قاد إلى هذه اللحظة، لتحديد الخطوات التالية التي ستصوغ مشهد السنة الحالية التي قد تكون حاسِمةً في مسار هذا الصراع.
ترامب وإيران: حكاية السنوات الأربع
خاض ترامب حملته الانتخابية وفق طريقته الجديدة والاستفزازية. استخدم في سياق الحملة ما هو معروف ومشروع من أدوات التحشيد والمواجهة السياسية مع خصومه، وما هو غير مشروع أيضاً، فيما تحوم شُبهات كثيرة حول جوانب أخرى غير معلومة بعد من قصّة وصوله إلى البيت الأبيض. لكن مواجهته الصعبة مع الديمقراطيين بعد ولايتين لافتتين لسلفه باراك أوباما دفعته إلى التركيز على تلك الإنجازات لتحطيمها، وتظهيرها على أنها محطَّات سيِّئة للأميركيين. أكبر هذه النجاحات التي تباهى بها أوباما كان الاتفاق النووي الذي وقَّعته بلاده مع إيران والدول الخمس الأخرى.
لقد بنى ترامب هذه الجزئيّة من خطابه الانتخابي على أن الاتفاق النووي "كارثي" لأميركا، وعلى أنه انتصارٌ دبلوماسيٌ لا لُبس فيه لطهران، مع أنه لا يطال أيّ جانب عسكري، بل إنه كان يتضمَّن حَصْراً الاعتراف بحق طهران باستخدام الطاقة النووية لأغراضٍ سلمية. كما أن الأموال التي حصلت عليها طهران جرَّاء رَفْع العقوبات الذي تلا الاتفاق اعتبرها ترامب خطأً كبيراً من جانب أوباما كونها سمحت لإيران باستخدامها لتفعيل حضورها في المنطقة. وعليه فقد أطلق وعداً لناخبيه بأنه سوف يخرج من الاتفاق حال وصوله إلى البيت الأبيض، وكان هذا أول ما فعله بعد وصوله، ثم دعا طهران فوراً إلى العودة إلى طاولة المفاوضات. لكن ما الذي كان يريده ترامب من إعادة المفاوضات؟
لقد رأى ترامب أن مصادر قوَّة إيران اليوم غير مُرتبطة مباشرةً بحقّها في تخصيب اليورانيوم، بل بتطوّر قُدُراتها الدفاعية بصورةٍ عامة والصاروخية بصورةٍ خاصّة، من جهة، وبنفوذها في المنطقة عبر توسّع إيمان مواطني دول المنطقة بمشروع المقاومة الذي ترفع رايته من جهةٍ ثانية.
في النقطة الأولى تعتمد إيران على قُدُراتٍ ذاتية من الطاقات البشرية، وفي الثانية تتماهى طهران مع القضية الكُبرى المستمرة في ضمائر شعوب المنطقة، وهي قضية فلسطين التي لطالما كانت القضية الجامِعة لما تمثّله في الوجدان العربي والإسلامي، ولكونها ولَّدت قضايا وطنية خاصة بكل دولةٍ من دول المنطقة، فلسوريا ولبنان والأردن ومصر أراضٍ وحقوق، وتاريخٌ طويل من الجرائم الإسرائيلية في حقها، ولهم جميعاً ولكل العرب والمسلمين كل فلسطين.
هذان المصدران للقوَّة أراد ترامب وضعهما على طاولة المفاوضات، وابتزاز إيران فيهما، لحثّها على التخلّي عنهما، وإلا فالعودة إلى العقوبات وتصعيدها، وهذا ما كان.
لكن القراءة في نَسَق ترامب الهجومي وخطابه المُتفلِّت من الضوابِط الدبلوماسية يقود إلى الاعتقاد بأن خَلْفَ هاتين النقطتين ما هو أبعد من ذلك. ترامب يعمل بصورةٍ حثيثةٍ على إسقاط نظام الثورة الإسلامية في إيران، واستبداله بنظامٍ حليف. ومن أجل ذلك سيفعل أقصى ما يستطيع: لذلك كانت "استراتيجية الضغوط القصوى".
استراتيجية إيران للمواجهة
منذ إعلان ترامب عن ضغوطه القصوى عليها، والتي تضمَّنت المزيد من العقوبات ضدّها وضدّ المُتعاملين معها، وعشرات الشخصيات والهيئات، وإيران تنتهج سياسةً هادِئة وحَذِرة في التجاوب مع التطوّرات.
في الجانب المُتعلِّق بالاتفاق النووي، واصلت طهران تمسّكها فيه، ولاحقت الدول الموقِّعة عليه حتى تنفيذ التزاماتها، ووضع الآلية المالية بينها وبينهم موضع التنفيذ، الأمر الذي يسمح لها بتصدير مُنتجاتها الطاقوية والاستفادة من عائداتها.
لكن الدول الأوروبية كانت تُساهِم في الضغوط على طهران من خلال التلكؤ في إتمام واجباتها تجاه ما التزمت به، ولم تظهِر قُدرةً أو ربما رغبة حقيقية على إدارة سياساتها الخارجية وفق مصالحها وحدها، وهي الدول التي تحتاج إلى الغاز الإيراني، وإلى السوق الإيراني الذي يُعتَبر من أكبر الأسواق المُغرية للشركات الغربية. كُبريات هذه الشركات أقبلت بلهفةٍ على الاستثمار في إيران عقب توقيع الاتفاق النووي، ثم تراجعت أمام العصا الأميركية. وهذا ما أضرَّ بأحوال المواطن الإيراني وقُدُراته المعيشية. وسوف نعود إلى هذه النقطة الأخيرة عند تفنيد "حِرص" ترامب على حقوق الإيرانيين وازدهارهم.
صمدت طهران في مواجهة ذلك، وتحمَّلت انخفاضاً ملحوظاً في وارداتها، خصوصاً وأن العقوبات طالت أكبر مصادر دخلها، أي تجارة الغاز ومواد الصُلب. وبموازاة ذلك، كانت تتابع كفاحها ضد الإرهاب في المنطقة، حيث تمكَّنت مع حلفائها في العراق وسوريا ولبنان، وبتعاونٍ مع روسيا والصين القوَّتين العالميتين اليوم، من هزيمة أكبر تهديدٍ إرهابي يتعرَّض له "العالم"، والذي أنشأ "دولةً" له بين العراق وسوريا وسمَّاها "الدولة الإسلامية"، أو ما بات يُعرَف بـ"داعش".
لقد حقَّقت إيران مع حلفائها الآخرين أكبر الانتصارات على "داعش" الذي فشلت الدول الغربية الكبرى في منعه من ضرب عواصمها وأكبر مدنها، مُستهدِفاً المدنيين والمعالم السياحية وقلب المجتمعات الغربية.
وبعد أن كان التنظيم يسيطر على قلب الشرق الأوسط بين العراق وسوريا، تقوقع إلى سراديب صغيرة في جزرٍ نائية حاصرتها القوات السورية والقوات التي قادها قاسم سليماني. وفي العراق، كان أبو مهدي المهندس ورفاقه يتعاونون مع إيران ليطاردوا ويطردوا "داعش" من حدود بغداد إلى الأطراف، حتى تم تحرير العراق نهائياً من إرهاب هذه الجماعة.
وفي اليمن، استمر الشعب اليمني في إعلاء راية المقاومة ضد المصالح الأميركية وضد "إسرائيل" بدعمٍ من إيران، على الرغم من فَدَاحة الجرائم التي ارتكبها التحالف الذي قادته المملكة العربية السعودية بحق اليمنيين.
كانت انتصاراتُ شعوب المنطقة تُحسَب لإيران أيضاً، وكانت هذه الشعوب تخرج في كل انتصار لتشكر إيران، ولتلعن في الآن نفسه الدور الأميركي الذي لم يَصْدق معها يوماً في جهود مكافحة الإرهاب. وهذا بالطبع لم يكن ليُرضي نزعة ترامب العمياء بالقوَّة والتي لا تقبل الهزيمة. وقد تم تحديد قلب المشروع الإيراني في المنطقة الواصلة بين طهران وفلسطين، أي العراق وسوريا ولبنان، بالإضافة إلى العامل الداخلي المُرتبِط بقُدرة المواطنين الإيرانيين على تحمّل الضغوط القصوى.
لحظة الجنون
لقد أدَّى صمود إيران وتقدير ترامب المؤكّد بأن هذا الصمود سيستمر إلى ما بعد نهاية ولايته في البيت الأبيض إلى جنوحه المُفاجئ نحو تصعيد الوتيرة وتسريع السياق الدرامي للأحداث. شهدت المنطقة بصورةٍ مُفاجئة انفجاراً للتظاهرات الشعبية في إيران والعراق ولبنان، أي تحديداً في مساحة قلب المشروع المقاوِم الذي تنشط فيه طهران. من جهةٍ يتم ضرب قُدرة الإيرانيين على الصمود، وخَلْق انقساماتٍ داخلية بينهم، ومن جهةٍ ثانيةٍ خَلْق انقسامات داخل شعوب الدول الحليفة بين مؤيِّدٍ ومُعارِضٍ للقوى الحليفة.
لقد تصاعد هذا المسار وتمّ تزخيمه بصورةٍ لم تشهد المنطقة مثيلاً له من خلال الضخّ الإعلامي المُكثَّف، وانخراط الناشطين المعروفين بولائهم للأميركيين في هذه الدول في التظاهرات وقيادتها، كما من خلال الدعم السياسي الذي أعلنه البيت الأبيض وكبار المسؤولين الأميركيين للمُتظاهرين، على أنهم أمل دولهم بالتغيير "وطرد النفوذ الإيراني" كما قال ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو.
لقد أدَّت الضغوط التي دعمتها واشنطن إلى دَفْعِ حكومتيّ العراق ولبنان إلى الاستقالة، واستُعيض عنهما بالفوضى في الشارع، وانعدام اليقين حول مستقبل الدولتين، على الأقل حتى اللحظة، خصوصاً وأن لبنان يعاني من أزماتٍ اقتصاديةٍ وماليةٍ ونقديةٍ هذه الأيام، تُهدِّده بالتعثّر والانهيار الاقتصادي، والذي يحاول الأميركيون تحميل حزب الله مسؤوليته.
ولأن هذا الاتجاه لم يلاقِ الصدى عند شعوب المنطقة بالدرجة المطلوبة أميركياً، ولم يتمكَّن من تدمير الأنظمة التي تعتبرها واشنطن حليفةً لطهران، ولأن ترامب يُسابِق الزمن لتحقيق أهداف خطّته، فقد كان لا بدّ من تسعير الأحداث مرةً جديدة. لقد أطلق ترامب مساراً هستيرياً جديداً هذه المرة يقوم على الاستهداف المباشر بالنار لمُقاتلي الحشد الشعبي العراقي عند معبر القائم، ثم اغتيال سليماني والمهندس ورفاقهما.
القرار الذي اتخذه ترامب، والذي تظهر عليه بصمات نتنياهو أيضاً، يبدو أنه قفزة إلى الأمام للهروب من أوضاعٍ داخلية تزداد صعوبة وتضيِّق الخِناق حول ترامب ونتنياهو معاً، حيث يواجه الرجلان محاكمات داخلية ورفضاً شعبياً يرى فيهما نموذج القائد الانتهازي والسيّىء والدموي. وقد جرت العادة أن يشنّ الرؤساء الأميركيون والإسرائيليون حروباً عند اختناق فُرَصهم السياسية في الداخل، وخصوصاً حين تلوح أمامهم في الأفق قُضبان السجن، وهذه حال ترامب ونتنياهو قبيل اغتيال سليماني والمهندس. لذلك فإن الهروب من المحاكمة إلى الحرب لا تزال تُغري نتنياهو الذي لطالما حاول توريط الأميركيين فيها، والتي يبدو ترامب في أقرب نقطة إليها اليوم.
ويسعى ترامب من جهةٍ إلى إرضاء الناخِب اليهودي الذي يلعب لعبته التقليدية في الانتخابات الرئاسية، كما يسعى إلى مساعدة كبار الاقتصاديين اليهود في مشروعه الاقتصادي للبلاد، خصوصاً وأنه يواجه مُعارضةً شَرِسة ليس على مستوى الملفّات الخارجية فحسب، بل على مستوى السياسات الداخلية، مع تنشيط الديمقراطيين لجهودهم لاستعادة المكتب البيضاوي.
سنة الحَسْم
وإن كانت مساحة الصِراع الواضِحة حتى الآن هي السنة الأخيرة من ولاية ترامب، فإن مُراهنة الطرفين على فاعليّة سياساتهما خلال هذه السنة تبدو كبيرة وحاسِمة في الوقت نفسه.
لقد كان الرد الإيراني على خطوة ترامب الجنونية غاضباً جداً على المستويين الشعبي والرسمي، لكنه في الوقت نفسه بقي مدروساً بعناية، ومحسوب النتائج بدقّة. لا يبدو أن إيران تريد الحرب اليوم. هي تعرف مصلحة قضيتها تماماً. وهي تدرك أن الانخراط في مواجهةٍ شاملة سيؤدِّي إلى خسائر كبيرة وصعبة بالنسبة إلى المنطقة وشعوبها، وذلك ليس لغياب التوازن في القُدُرات العسكرية بقَدْرِ ما هو لسبب حصول هذه المواجهة على أرضها وفي محيطها. أي أن معظم الخسائر ستكون على عاتِق شعوب المنطقة. وهذا ما لا ترغب طهران بتحميله لحلفائها ولشعبها. لكن في الوقت نفسه هي تدرك أيضاً أن المُستهدَف من اغتيال قادتها كان المسّ بهيبة حضور مشروعها المقاوِم في المنطقة، وإيهام شعوب المنطقة بأن خيار المواجهة مع المشروع الأميركي غير مُمكن، وأن أثمانه كبيرة. لذلك فقد كان الرد محسوباً باستهداف الأميركيين مباشرةً من الأراضي الإيرانية، الأمر الذي أعاد تثبيت قواعد الاشتباك من جهة، وحافظ على معنويات المحور وشعوبه من جهةٍ أخرى، والأهم من ذلك أن الأمر حصل من دون الانزلاق نحو حرب كبيرة، مع حفظ حقها في استكمال الرد بصورةٍ متدرجة وعبر الكثير من الحلفاء المُتحمّسين والمساحات المُتعدِّدة للرد.
ويبدو من خلال كل ذلك أن إيران ترسم مساراً مُتصاعِداً في الرد على الجريمة الأميركية، هدفه الكبير طرد أميركا من غرب آسيا كلياً، وهدفه المباشر والجزئي الضغط على ترامب وتعريته أمام ناخبيه من أجل إفشال حملته الانتخابية لولايةٍ ثانية.
من جهته، يضع ترامب أهدافاً واضحة لحملته المستمرة، وهي إعادة طهران إلى طاولة المفاوضات لتجريدها من قُدُراتها الصاروخية ولقَطْعِ علاقاتها بحلفائها في المنطقة، ولكن خَلْف ذلك كله يقبع الهدف الأكبر: إسقاط النظام الإيراني. وفي سبيل ذلك، يحاول ترامب تسريع الوتيرة واستغلال خطأ إسقاط الطائرة الأوكرانية فوق طهران ليلة الرد، على الرغم من الخطوة الأخلاقية المُلفِتة في العلاقات الدولية المُعاصِرة التي اعترفت من خلالها طهران بهذا الخطأ غير المقصود، وتحمَّلت مسؤوليتها في التعويض لأُسَر الضحايا. وقد لوحِظت إعادة تنشيط التظاهرات في إيران والعراق ولبنان عقب هذا الحادث. فما هي الساحات التي يمكن أن تتسارع فيها المواجهة مع الأميركيين؟
ساحة الاشتباك
بالإضافة إلى المحاولات الأميركية في تنشيط الأحداث داخل إيران وفي العراق ولبنان بصورةٍ أساسية، يمكن تبيّن الساحات الجاهزة لحدوث المواجهات المقبلة بين أميركا وإيران. فبعد أن كانت دول المحور مُرجَّحة لتكون مساحة الأحداث، جاءت مجموعة من الأحداث لتُحدِّد بدقّة احتمالات الأشهر المقبلة. زيارة مُفاجئة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا مباشرةً بعد اغتيال سليماني والمهندس، ثم زيارته إلى تركيا، وجمع مسؤولين أتراكاً وسوريين لبحث الوضع في الشمال السوري والعلاقات المشتركة بصورةٍ عامة. أحداث جاءت لتظهر أين يمكن لتفاعُلات الردود المُتقابِلة أن تتسارع في المنطقة. وبحيث أن عدد الجنود الأميركيين المُتبقّين في سوريا لا يتجاوز 600 جندي، وبسبب الجهود الروسية لإبعاد سوريا عن مسرح الأحداث الآن، ثم بعد استبعاد لبنان أيضاً من مسرح استهداف أميركا والذي أعلنه أمين عام حزب الله السيِّد حسن نصرالله، فإن المُرجَّح أن تتسارع الأحداث في ساحاتٍ أخرى. أبرز تلك الساحات هي العراق الذي تتواجد فيه قوات أميركية بقواعد وأعداد وازِنة، وأفغانستان، وهي الدولة التي تُشجّع تركيبتها الأمنية الهشَّة ووجود الأميركيين فيها أن تكون مسرحاً جديداً للأحداث. من العراق سيحاول ترامب كَسْر عقدة محور المقاومة والانطلاق نحو إيران، ومن العراق وأفغانستان ستحاول إيران تصفية مستقبل ترامب السياسي وإخراج الأميركيين من المنطقة، والزمن أقل من سنة واحدة.