50 نصحية في العمل: كيف تسيطر على الإحباط والتوتر
سيطر على تأثير زملائك ذوي المراس الصعب. ترفّع عن الردّ على إساءةٍ طالتْـكَ من هؤلاء، ولا تحاولِ الانتقام.
هي خمسون نصيحة مهنيّة تدلي بها الكاتبة بيفيرلي جونز، في كتابها "فكّر كرجل أعمال.. تصرّف كمدير"، تروي من خلالها عصارة تجربتِها الطويلة في التوجيه والنُّصح المهنيّ، وخبرتِها في مجال التميّز والنجاح الوظيفيّ. ننشر هذه النصائح على مدى حلقات أربع. وقد نشرنا الحلقة الأولى والثانية وفي ما يلي الحلقة الثالثة:
اضمن لنفسك تحصيل الـ20% السحرية
26- اضمن لنفسك تحصيل الـ20% السحرية. ثمة قاعدة تقول إن 20% فقط من الأشياء التي تقوم بها، هي التي ستعطيك 80% من إنجازاتك. ولهذه القاعدة بُعد علميّ-ماورائيّ يُثبت أنّ الكون لا تسوده الفوضى، بل محكوم بتدبير منظِّم وقوانين سائدة. فمثلًا؛ من بين العديد من عملائك، يحقق لك عدد قليل منهم معظمَ دخلك. وإذا كان لديك الكثير من الزبائن، فإنّ حوالى 20% منهم قد يتقدمون بـ80% من الشكاوى. حتى أنه من بين كل الأشياء التي تقوم بها، يجلب لك القليل منها فقط أكبر قدر من المرح. إذن، يمكن لقاعدة الـ20% السحرية أن تساعدك على العثور على نقطة انطلاق جديدة، عندما تكون غارقًا في العمل، بأن تقترح عليك اكتشاف أيّ 20% من مهام عملك قد تصنع لك الفارق الأكبر من الإنجاز، والتوقف عن القلق حيال كل ما تبقّى.
27- أوجِد توجيهًا مهنـيًّا تكون فيه المعـلِّمَ والطالبَ في الوقت عينه. وهذا هو جوهـر التدريب والتوجيه التبادليّ. في إطار تطوير مشروع الشركة التي تعمل فيها، بشكل عام، حاول دمج ومزج خبراتك ومهاراتك بتلك لدى زميل لك ذي خبرة أقلّ أو أكثر من التي لديك... هكذا، يكون التوجيه الذي يسديه أحدكما إلى الآخر، متلازمًا مع استفادة يجنيها الموجِّه من الطرَف الذي يتمّ توجيهُه، وهذا يثري الإنتاج النهائي الذي يخدم صالح أهداف الشركة.
28- لا تدع شعورك بالإحباط يؤثر عـليك. إذا عُـومِلت بطريقة سلبية أو وجدت ما لا تراه مناسبًا لنجاح مشروع عمل الشركة؛ لا تغرق في مشاعرك السلبية. إذا كنت تستسلم للمنغّصات، فستكون أقلَّ جاهزيّة لاقتناص الفرص الجديدة، وأقلَّ إبداعًا وأكثر عرضةً لارتكاب الأخطاء! كذلك؛ إنّ معظم الناس يفضّلون العمل مع الأشخاص الإيجابيين، ويتجنّبون المتذمّرينَ.
29- سيطر على تأثير زملائك ذوي المراس الصعب. ترفّع عن الردّ على إساءةٍ طالتْـكَ من هؤلاء، ولا تحاولِ الانتقام. ويساعدك في تخطّي ما يسوؤك منهم أن تدرك أنّ سلوك الآخرين ليس موجَّهًا إليك شخصيًّا، بل إنها ببساطة طبيعتهم التي نشؤوا عليها.
اعتنِ بمجموعات التواصل
30- اعتنِ بمجموعات التواصل. إذا كان أفراد دوائرك الاجتماعية نشطين ومفيدين ومبدعين، فإنّ مشاعرهم الإيجابية قد تكون معدية، ما يساعـدك على البقاء إيجابيًّا وعلى تخطّي الحواجز التي تعيق تقدّمك المهنيّ. حاول أن تنضمّ إلى جمعيّات أو نوادي لتنمية مهارات معيّنة، أو لدعم قضية اجتماعية ما... هذا سيزيد حتمًا من مدى علاقاتـك ومعارفـك الذين قد يخدمونك في ما يتعلّق بمهنتـك.
31- استفد أكثر من أوقات الاجتماعات. اجعل فترة الاجتماعات قصيرة، هكذا ستكسب مزيدًا من الوقت لتنجز أعمالًا أخرى مهمة. ولا تخجل من قول "لا"؛ فَـلَـكَ أن تتجنّب اجتماعات لست مضطرًّا إليها، فاعتذر عن عدم حضورها. وعندما تكون مسؤولًا عن تنظيم اجتماع ما، اعرف الغرضَ منه، وتحقّق من كونه جوهريًّا لسير العمل في الشركة. عيّن شخصًا يسجّل محضر الاجتماع، واحرص على تأمين نسَخ عن المحضر لجميع المدعوّين. اجعل جلسات الاجتماعات فرصة لإظهار نقاط قوّتـك في المهنة.
32- جدّد حبّك لعملك. يكون ذلك من خلال عودتك إلى نفسك وملاحظة ما يعتريها من مَلل أو إرهاق أو غيظ. خذ عطلة للنقاهة، أو اهتـمَّ بتحسين لياقتـك البدنية. توقّف عن الشكوى لأنها غالبًا ما لا توصِل إلى حلّ. تخلّص من الديون المالية التي عليك الإيفاء بها. غيّر شيئًا بسيطًا من تفاصيل عملك اليوميّ حتى تـشعر بحيوية جديدة تدفعك إلى العمل والإنتاج. تعلّم شيئًا جديدًا بتصفّح الإنترنت أو استكشاف المَكتبات... كلّ هذا سيساعد في خلق شعور إيجابيّ جديد تجاه عملك.
33- سخِّر وسائل التواصل الاجتماعي لصالحك؛ فهذه الوسائط تساعد في تحسين صورتـك المهنيّة. فموقع "LinkedIn" هو طريقة رائعة لجمع البيانات عن الشركات والمؤسسات والجمعيّات التي قد ترغب في التواصل معها وفهمِ طبيعة نشاطها لخدمتك في إطارك المهنيّ. أنشئ حسابًا على موقع "LinkedIn" تصف فيه قدراتك وخبراتك المهنية. كذلك؛ فإنّ موقعَي "Facebook" و "Twitter" يساعدانك في معرفة ما الذي يتحدّث عنه الناس في اللحظة الراهنة، وما الذي يشغل بال المجموعة الاجتماعية التي تحيط بإطارك المهنيّ؛ وهذا يساعدك في اللحاق بكلّ جديد ممّا قد ينفعك توظيفُه ضمن نشاطك المهنيّ.
تحكّم بالتوتّـر
34- تحكّم بالتوتّـر الذي يعتريـك. تشير الاستطلاعات إلى أنّ العمل هو السبب الرئيس للإصابة بالتوتر لدى البالغين. ومن تبعات التوتّر، الصداع وآلام الظهر والرقبة، وعسر الهضم وصعوبات النوم، والنسيان وعدم القدرة على التركيز، ما يعيق قدرتـك على الإبداع أو اتّخاذ القرارات. كذلك؛ يؤدّي التوتّر إلى الاكتئاب وزيادة الوزن. لذا؛ عليك، لتجنّب التوتّر ومفاعيـلِه، اللجوءُ إلى الرياضة، أو التحدّث إلى شخص ما بشكل متكّرر، والتعرّض للطبيعة التي أثبتت الدراسات قدرتَها على إراحة نفسية الإنسان، واكتب عمّا تشعر به، فهذا يريح بالك. الْـزَمِ الهدوءَ والسكوت والتفكّر لفترة معتبَرة من يومك، فهذا كذلك يخفّض مستوى التوتّر، بل يزيله.
35- تجاوز محنة الرفض الوظيفيّ. اعلم أنّ الألم أمر طبيعي، وطبعًا يمكن تجاوزه. اكتُب عمّا يؤلمك، للترويح عن نفسك. تحـدّث مع دائرة معارفك المقرّبين، لأنهم يفهمونك جيّدًا ويقدرون على إيجاد سبيل لتخطّيك ألمَك. إنّ الرفض المهني يوازي الشعور بالخسارة، لذا فكّر بالمدى البعيد وما تريد تحقيقه لاحقًا، فهكذا ستتحرّر من قبضة الرفض التي تؤلمك. تقرّب من كلّ شيء يُشعرك بالامتنان، لأن الامتـنان يجعل القلقَ يخمد.
36- أَنشِئْ فِرَق عمل عظيمة، حتى لو لم تكن المدير. إنّ التواصل المتكرّر والفعّال هو المفتاح لبناء فريق عمل حيويّ. وقد أثبتت الدراسات حتى، أنّ طريقة التحدّث بين أعضاء الفريق قد تكون أكثر أهمية من الحديث نفسه. إلى ذلك؛ عزّز فاعلية فريقك من خلال توضيح الهدف المنشود من عمل الفريق، ومهمّة كل فرد فيه. احترم جميع الأعضاء، وابحث عن سبُل الاستفادة القصوى من مهارات كل عضو. أشرِك الجميع في عملية القيادة، بطريقة أو بأخرى. عزّز روح الانتماء بين أعضاء الفريق، باعتماد قميص موحَّد أو شعار موحَّد مثلًا. أُوْلِ أهمية للإنجازات البسيطة التي يحقّـقها أعضاء الفريق، كالاحتفال بتهنئة المدير على حسن مسار عمل الفريق، فهذا يحفّز الأعضاء ويُشعرهم بالرضا.
37- احتفل بإنجازات مَن توجِّه عملهم. احتفل بإنجازات فريق عملك أكثر من مرّة في الشهر، وابتكر فكرة "حفلة مفاجِئة" لتناوُل البيتزا مثلًا، أو حتى رتّب لقاءً مع المدير العام للتعبير عن الشكر في حضور جميع الموظفين. فليكن هذا جزءًا من علامتـك الشخصية القيادية. وإذا أصبحتَ المدير، عبّر عن امتنانك بأن تسمح للجميع بالعودة إلى منازلهم قبل انتهاء وقت الدوام الاعتيادي بين حين وآخر. جِد لموظّفيك وقتًا للترفيه يزيد ولاءهم للشركة.