"بين غمازتين" للكاتبة اللبنانية غيداء طالب
صدر حديثاً عن دار "هاشيت أنطوان/نوفل" في بيروت رواية "بين غمازتين" للكاتبة اللبنانية غيداء طالب.
الرواية واقعية تقع في 224 صفحة متوسطة الحجم، وتطرح ثيمة الاغتراب والصراع بين الوطن والمجهر، معالجة قضية الانتماء الديني والاجتماعي والوطني.
تروي طالب بلغة شاعرية أدبية، قصة طفل يقع ضحية زواج مختلط إسلامي – مسيحي ويدفع ثمن صراع الأم والأب وصراع الطوائف الذي يحتدم خلال الحرب الأهلية اللبنانية. كما يقع ضحية تبني أطفال الحرب أو ترحيلهم قسراً عن وطنهم وذويهم.
تدور أحداث الرواية بين بيروت وباريس، ويعيش البطل صراعاً بين مدينتين وانتماءين وحبيبتين. وتحكي القصة بسرد بسيط ورشيق، أحداث عودته بعد 30 سنة الى وطنه للتعرف على أبويه الحقيقيين وإخوته.
وجاء في مقطع من الرواية: "أتاني وجهه مغبّشاً، لا يتبدّى منه سوى نظرةٍ سوداء حادّة، وأثر سكّين في خدّه الأيسر. تبّاً لهذا السكّين! ألا يزال هنا، منغرزاً في ذاكرتي؟ ويدي؟ لمَ لا تزال إلى اليوم ترتجف كلّما تذكّرت لحظة طعنته في وجهه؟ من أين أتيت بالسكّين يومها، وبكلّ تلك الجرأة وذلك التوحّش؟ لا أدري... لا أذكر سوى الطعنة... وسكيّنٌ علق في عمق خدّه وسلبني هدوئي، وعينيه المذهولتين، إذ غطّى الدم وجهه، واعتلى الصراخ في فضاء الغرفة. أذكر أيضاً أنّهم احتجزوني يومها في قبوٍ صغير معتمٍ، وتركوني هناك، بمفردي، ليلةً كاملة، أبكي وأصرخ وأنتحب، محاولاً أن أقنعهم بأنّ طوني هو من بدأ الاعتداء، وأنّي كنت أدافع عن نفسي فقط...".
غيداء طالب هي كاتبة لبنانية مقيمة في دبي منذ عام 2002، وهي متخصّصة في اللغة الفرنسية وتعمل في حقل التدريس. صدر روايتها الأولى عن دار نوفل بعنوان "كلّ عام وأنت حبّي الضائع" (2014).