أفلام خالدة | "reds" شريط حول الثورة البلشفية
قبل 40 عاماً شكّل عرض فيلم "reds" إخراج ونص وبطولة وارن بيتي حدثاً سينمائياً كبيراً، كونه غاص في عمق الثورة البلشفية بكثير من الحقائق.
"لو أنني أنجزت هذا الفيلم فقط في حياتي المهنية كلها لاكتفيت" الكلام للفنان الذي اشتهر بوسامته وارن بيتي، وكان نجماً حقيقياً أمام الكاميرا وخلفها.
وقد كانت حالة نادرة في هوليوود الثمانينات أن يظهر شريط عن الثورة البلشفية عام 1917 والتي حملت إلى العالم: الشيوعية، التي شكلّت لاحقاً حمى محاربة الفنانين الأميركيين كما الوافدين (أبرزهم شارلي شابلن) بتهمة تأييد ومؤازرة الثورة الحمراء، من دون ظهور علامات اعتراض ولو في مقالات نقدية، والسبب أن الشريط ورغم مدته الطويلة على الشاشة (3 ساعات و15 دقيقة) اعتبر تحفة سينمائية بكل ما للكلمة من معنى.
في عملٍ ملحمي كتبه بيتي مع تريفور غريفين، وكان بعيد النظر عندما استعان بمدير التصوير الإيطالي العالمي فيتوريو ستورارو، الذي قدم مشاهد خلابة يصعب نسيانها بسهولة بعد العرض، وهي مشفوعة بموسيقى تصويرية صاغها ستيفن سوندهايم بدت في روحها معالم الموسيقات الروسية الشهيرة، ومع ذلك لم يشكّل كل هذا استفزازاً للأميركيين بعدما طغت جمالية الفيلم على موضوعه.
السيناريو أراد مدخلاً غير استفزازي للولوج إلى عالم الثورة البلشفية، فكانت الفكرة متركزة على الصحافي الأميركي جون ريدز (بيتي) الذي يسافر إلى روسيا لتغطية أجواء الثورة بعدما ذاعت أخبارها في أرجاء العالم، وانخرط هناك في المظاهرات والمواجهات حيث طاله الأذى أكثر من مرة إلا أنه كان مجبراً على البقاء.
وتعززت رغبته في تمديد إقامته مع تعرّفه على الروسية لويز برايانت (دايان كيتون) الناشطة في الثورة وصاحبة المبادرات الميدانية، وسرعان ما نشأت عاطفة قوية بينهما توّجاها بالزواج، لكن الدرب بعد ذلك لم تكن ممهدة كثيراً لأن لويز واجهت عقبات وأخطاراً محدقة بالغة الخطورة وكان عليه الوقوف معها دون تلكؤ، ليبدو جون في مشاهد كثيرة من الفيلم وكأنه واحد من الثوار.
أداء رائع لبطلي الشريط، وسط حالة إبداعية متميزة في الصياغة المشهدية، واستعان بيتي يومها بـ 15 مساعداً، وهو ما لم يكن سائداً في تلك الفترة، لكن واقع الحال فرض ذلك لضرورات ضبط المجاميع الكبيرة التي فاقت أحياناً الألف كومبارس، مع 7 كاميرات موزعة في مواقع متباعدة لرصد أدق التفاصيل مع مايسترو إدارة التصوير:ستورارو، الذي قال عنه بيتي: كنا نصل إلى حد الإرهاق الكامل بينما نرى فيتوريو، وكأنه بدأ العمل للتوّ.
لا شك أن: "حمر"، من علامات السينما الملحمية الخارقة، وهناك من شبهه برائعة: "ذهب مع الريح"، من خلال الدمج بين الحرب والحب بأسلوبٍ مبدعٍ ومؤثر جداً.