المخرج العراقي قاسم حول يروي ما حدث في أحد قصور صدام حسين
يقيم في هولندا ولم يغادر العراق قلبه أبداً. المخرج المخضرم قاسم حول عاش سنوات مثمرة سينمائياً بين بيروت ودمشق فأنجز أفلاماً عن الثورة الفلسطينية قبل أن يختار هولندا منفىً إختيارياً، شاهدنا له: المغني (2010) وحاورناه.
المخرج العراقي قاسم حول تحدثنا إليه بعد عرض خاص لشريطه: المغني، الذي صورعام 2010 في بغداد التي كان محروماً من زيارتها لسنوات طويلة ما أجبره للتنقل بين بيروت ودمشق وتصويره عدداً كبيراً من الوثائقيات عن الثورة الفلسطينية والقضايا المرتبطة بالقضية (عائد إلى حيفا، - 1982 عن رواية غسان كنفاني)، إلى أن إختار هولندا منفىً إختيارياً يقيم فيه ويعمل من خلاله متواصلاً مع العالم العربي وأوروبا.
وقدم حول عدداً من الأفلام كانت متاحة فقط في المهرجانات أو من خلال أسابيع لأفلامه في عدد من الأقطار العربية، وفوجئنا بقيمة ومستوى وثراء فيلمه: المغني، الذي شاهدناه في مركز النمر للثقافة والفن ببيروت بالتعاون مع: نادي لكل الناس، ثم تحاورنا معه طوال 45 دقيقة عبرنظام زوم، فكان ودوداً متأثراً وصادقاً في طرح وجهة نظره، وشرح سينماه: "شوف أنا أحضّر أفلامي ببطء لكنني أصورها بسرعة".
المناسبة عيد ميلاد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، يتم تحديد تفاصيل الاحتفال وعدد ونوعية الحضور والمشاركين في اللوحات الفنية والترفيهية، ليكون بينهم المغني الشعبي بشار العزاوي الذي استقل سيارته المتواضعة باكراً وقصد القصر الذي سيشهد الحفل لكن عطلاً أجبره على متابعة الرحلة عبر عدة وسائل حتى وصل متأخراً وعوقب بالغناء ووجهه إلى الحائط مع الموسيقيين، ومنع من الظهور في التلفزيون.
لنتعرّف في الحفل على عملية رصد لجميع الحضور وكشفت بعض الوقائع معرفة أحد الجنرالات ويُدعى سيف (مجيد عبد الواحد- كان رائغاً) أن زوجته زارت حسين بطلب منه فانتحر فوراً، وشاعر قال قصيدة في المحتفى به فُصلت عنه زوجته عندما عبرت عن امتعاضها من هذه الأجواء وطُلب منه القول لمن حوله أن عوارض جنون ظهرت عليها، وآذت نفسها.
وفي حوارنا مع المخرج حول أكد أن الوقائع التي ذكرها في الفيلم حقيقية وبطلها أحد نجلي الرئيس السابق صدام حسين وليس الرئيس نفسه، وفق ما شرحته الفتاة المغتصبة للمخرج حين إلتقاها بالصدفة وكانت مع والدتها في إحدى محطات القطار في إيطاليا، وأن سيناريو الفيلم أعجب كل شركات الإنتاج التي قرأته لكن arte الألمانية تبنته إنتاجياً.
وجرت محاولة للتصوير في أحد القصور خارج العراق لكن لم يتم العثور على القصر المناسب، لذا أُتيحت الفرصة للتصوير في أحد قصور صدام بعد رحيله، والتي احتاجت إلى ترميم وإصلاحات وحظي المخرج: حول، بمساعدات وتسهيلات وفرّت عليه الكثير من المال لأن ميزانية "آرتي" لم تكن كافية وجسد أبرز الأدوار: عامر علوان، طارق هاشم، أثمر كيد، ومجيد عبد الواحد.
وفي الحوار مع المخرج الودود والمتواضع أكد أنه بعدما زار عدداً من القصور الرئاسية فهو سيرفضها كلها لو قُدّمت له كهدية "إنها أشبه بأماكن الرعب، كل ركن فيها مخيف ومقزز ويعيدنا إلى ذاك الزمن الذي كان القتلى ينقلون منه بالعشرات إلى المقابر".
وأعرب عن سعادته لأن الفيلم واجهته حالة إرتياح وإعجاب أينما عرض، وقال: أنا اليوم أحاول المفاضلة بين نصين لإنتاج أحدهما، الأول بعنوان: العشاء الأخير، والثاني: العودة من الجنة.
وفي معرض الحديث معنا، أشار إلى أن الظروف اليوم اختلفت جذرياً وهو اليوم متفائل وراغب في العمل رغم بلوغه الـ 81 عاماً
وأضاف "إن ما يؤرقني هذه الأيام هو الإنسان العربي أينما كان، وأرسم خطاً بيانياً لاعتماده في أي نص قابل للتنفيذ والفاعلية وسط التبدلات التي يشهدها العالم العربي منذ سنوات وإلى اليوم".
وأعرب عن اطمئنانه إلى أن التمويل متوفر دائماً لمشاريعه الجديدة نظراً للثقة العالية فيما يقدمه. وخلال أسابيع يصل المخرج: حول،إلى بيروت للمشارك في مهرجان عن السينما الفلسطينية وآفاقها الإقليمية والعالمية وستكون فرصة إضافية لمشاهدة أفلام أكثر له.