السوري ضياء حمزة عازف ماهر على 3 آلات في وقت واحد
سهرة بالغة الأنس والروعة على خشبة مترو المدينة مع العازف السوري ضياء حمزة، لعب بمهارة فائقة على 3 آلات موسيقية في وقت واحد: بيانو، هارمونيكا، أكورديون، لمقطوعات جاذبة من تأليفه.
معروف عن جمهورنا العربي ميله إلى سماع الأغنيات أكثر من الإصغاء للموسيقى، لكن هذا الواقع بدأ بالتبدل منذ سنوات وحتى اليوم لصالح الإهتمام بالأنغام أكثر من طاقات الحناجر، وهو ما ظهر في الإقبال على الحفلات الموسيقية لفرقتي الأوركسترا اللبنانيتين: الشرق عربية، والفيلهارموني، وحفلات مهرجان البستان الدولي، إضافة إلى مواعيد أخرى عديدة ومتفرقة، لاحظنا معها ميلاً واضحاً في المزاج العام صوب تقدير الموسيقى كفن قائم بذاته، لذا لم نفاجأ بإمتلاء مقاعد صالة مسرح مترو المدينة بالرواد لحضور حفلة موسيقية مضمونها في عنوانها: موسيقى حاف، وهكذا كان من حظنا أننا مع العازف والمؤلف الموسيقي السوري الوافد من السويداء ضياء حمزة، إستمعنا إلى أنغام أليفة حميمة لثلاث آلات: البيانو، الهارمونيكا والأكورديون، حينا عزف سولو على كل منها ، ثم أخذ وقته في إمتاع أسماعنا بالثلاث معاً، في وقت واحد.
بأصابعه العشرة على البيانو، ثم بخمسة فقط، لأن يده اليمنى تمسك بالهارمونيكا وتثبتها على فمه، ليعود فيستعمل يداً للعزف على البيانو، فيما الثانية تُعطي المجال للأكورديون كي يؤدي ما عليه في سياق هذا التخت الشرقي، ماهر الفنان ضياء في عزفه، وواثق بالكامل من قدرته على التحكم والتجويد في العزف، ومما قدمه من تأليفه مقطوعة ساحرة أهداها لمدينته السويداء، وأخرى أسمعنا إياها كان والده الموسيقي عاصم حمزة أهداه إياها يوم كان في عمر السنة ويومها يقول ضياء نقلاً عن والده: لقد أومأت برأسي معجباً بما أسمع. ونحن بدورنا أحببنا ما سمعنا وأومأنا بالرأس والقلب تعبيراً عن تقيرنا لقيمة الموسيقى التي أصغينا إليها وصفقنا بعدها بحرارة مع الحضور الذين لم يترددوا بين مقطوعة وأخرى من التعبير عن إعجابهم بعبارات من وزن: ما أروعك.
شكراً لأنها كانت "موسيقى حاف" من دون حنجرة، حذراً من أي مساس بقيمة الأنغام التي ملأتنا بالفرح والتفاؤل رغم ضبابية الأجواء العامة في البلاد، التي نتعايش معها أملاً في خلاص ما، يوماً ما نتمناه غير بعيد.