مواجهة مأساة أطفال الشوارع في مسرحية بطرابلس
تسعى المسرحية لتقديم حلول، ومناشدات للاهتمام بأطفال الشوارع، ولا تبغي البحث في أسباب المأساة، بحسب مؤلفها ومخرجها توفيق عوني المصري.
استضاف "مسرح الرابطة الثقافية" في مدينة طرابلس شمالي لبنان، مسرحية بعنوان "سوا منمحي الضرر" بدعوة من الرابطة المستضيفة، وجمعية الفنون الشعبية - محترف الفنان الراحل عبدالله الحمصي للمسرح.
وتسلّط المسرحية الضوء على مأساة أطفال الشوارع الذين يتشردون بحثاً عن لقمة عيش، إما مدفوعين بحاجتهم، أو عبر وسطاء يستغلون طفولتهم لكسب المال والربح، أو لأسباب أخرى.
وتسعى المسرحية لتقديم حلول، ومناشدات للاهتمام بهؤلاء الأطفال، ولا تبغي البحث في أسباب المأساة، بحسب مؤلفها ومخرجها توفيق عوني المصري في مقابلة مع "الميادين الثقافية".
المصري أوضح أن فرقته تنظّم أكثر من دورة مسرحية سنوياً، والمسرحية الحالية هي الثانية لهذا العام، والتاسعة بصورة إجمالية منذ بدأت الجمعية هذا البرنامج، وقد ضمت المسرحية عدداً من الأطفال الجدد، وشباب وصبايا، منهم لأول مرة، ومنهم للمرة الثانية أو الثالثة.
ويضيف المصري أن الدافع لمعالجة مشكلة التسرب، والتسيّب هو صورة الاطفال المنتشرين في الشوارع، مما يحدونا للتفكير بحمايتهم أولاً، بغض النظر عن الأسباب التي أوصلتهم إلى هذه الحال، وعلينا الوقوف على حاجاتهم، ومساعدتهم، وتأمين متطلباتهم، وهذه المسرحية صرخة للمعنيين للقيام بسمؤولياتهم، وواجبهم تجاه هؤلاء الأطفال والأولاد.
المشكلة كبيرة، بنظر المصري، وليست مهمة فردية، وعلى المسؤولين عنهم إيجاد حلول لهم، أقله مركز إيواء يلجأون إليه في حال لم يكن عندهم أهل لسبب من الأسباب.
في الكثير من الأحيان، تواجه هذه الفئة معاملة سيئة، ويتوجه كثير من الناس منهم بعبارات نابية، أو "بازدراء" كما يفضل المصري القول، مضيفاً "علينا تحفيز الناس على احترامهم، وعدم إهانتهم، وعلى المجتمع أيضاً دور في خدمتهم ورعايتهم، ونرى إن الاهتمام يحمّل أهاليهم مسؤولية إهمالهم لهم ريثما تأمّنت لنا سلطات تهتم يهم، الخطط لمساعدتهم، كذلك المجتمع، فنحن اللبنانيون نحب المساعدة بطبيعتنا وبأخلاقنا".
أغنيتان أغنتا المسرحية، شكلاً ومفهوماً، من تأليف المصري، واحدة في الافتتاح بعنوان "أهكذا أقول بكم"، لحنها وأداها الفنان علاء الدين المصري، والثانية في الختام بعنوان "مش عم نعرف شو اللي صار"، تلحين ناصر مسعد وأداء الفرقة.
الاغنيتان عرضتا واقع المتسربين، وأملت بالخير القادم لهم، محافظة بذلك على الروح التفاؤلية التي سادت التقليد المسرحي الطرابلسي العريق، مع العلم أن المصري هو ابن المسرحي عوني المصري، أحد أركان المسرح الطرابلسي إلى جانب كثر منهم رفيق الرفاعي، وفاروق الأحدب، وفؤاد الأدهمي، ورائد الفن الإيمائي فائق حميصي، دون إغفال فرقة أبو سليم، وأخرين كثر.
ومن الكلمات التي وردت في الأغنيتين: "ماضينا كان قاسي كثير/لكن نحنا ما مننلام/جسم صغير وقلب كبير/لا في كتب ولا أقلام/بكرا رح منصير كبار/ونصير بصف الأخيار/منتعلم مناكل منّام/مهندس دكتور وطيار/ونرفع للخير الأعلام".
المسرحية من ثلاثة أرباع الساعة، شارك فيها مجموعة من الأطفال والشباب والصبايا، ومنهم من خاض التجربة المسرحية سابقاً، وأصبح الآن مساعد مخرج، أو متدرب، و"هذا ما يسعدنا لأنه من أهدافنا تخريج أجيال تهتم بالمسرح"، كما قال المصري الذي أوضح أن "كل مشارك ينال شهادة بحسب المستوى الذي وصل إليه".