مرثية إلى الشاعر حسن عبد الله
قالت النسمةُ في تشْييعه، ليس موتاً ما به بل وَسَنُ.
كُلّما لَفَّ صَديقاً كَفَنُ
كانَ بَعضي ما احتَواهُ الكَفَنُ
وأراني مَيّتاً حَيّاً مَعاً
فَأنا بَعضاً فَبَعضاً أُدفَنُ
***
كَمْ عَشيرٍ قد طَواهُ الزَمَنُ
وحَبيبٍ غَيّبَتهُ الدِمَنُ
وعلى فُقدانِهمْ كَمْ ذُرِفَتْ
أدمُعٌ حَرّى وفاضَ الشَجَنُ
***
كانَ لي خِلٌّ أنيسٌ حَسَنُ
ولهُ في كُلِّ قَلبٍ وَطَنُ
ثُمّ غالَتهُ التي مِن شُؤمِها
باتَ مِن أٌنْسي الأسَى والحَزَنُ
***
عادَ لِلماءِ صَدِيّاً حَسَنُ
حَيثُ لا يَأخُذُ مِنهُ الوَهَنُ
قالتِ النَسمَةُ في تَشْييعِهِ
لَيسَ مَوتاً ما بهِ بَلْ وَسَنُ