فرنسا: الظلام يهدد فعاليات ثقافية كبرى بسبب الاحتجاجات العمالية
نقابات الاتحاد العام للعمل في فرنسا تحضّر للقيام بتظاهرات احتجاجية، بالتزامن مع إقامة أحداث ثقافية ورياضية عالمية في البلاد، مما يشكّل خطراً جدياً على تنظيم هذه الفعاليات.
قررت محافظة مدينة "كان" الفرنسية أن تحظر التظاهرات، وذلك خلال فترة زمنية تشمل فترة إقامة فعاليات الدورة الـ76 لـ"مهرجان كان السينمائي"، الذي تحتضنه المدينة سنوياً.
ويغطّي هذا الحظر منطقة محددة جغرافياً، تشمل قصر المهرجانات والكروازيت والشوارع المجاورة له، حيث خططت نقابات الاتحاد العام للعمل (CGT) للقيام بأعمال احتجاج مختلفة.
وهكذا فإنّه يمكن للعلم النقابي الأحمر أن يتقاطع مع السجادة الحمراء للمهرجان. فالنقابة، واستمراراً للنضال ضد "إصلاح نظام التقاعد" الذي أقرّته الحكومة والقاضي برفع سن التقاعد، أعلنت أنّها "ستصنع سينما خاصة بها" في مدينة كان.
وأوضحت في بيان صحفي أنّها "تعتزم جمع موظفي قطاع الفنادق في تجمّع ثابت، في الفناء الأمامي من فندق كارلتون"، وهو مكان خاص مستثنى من الحظر الذي فرضته المحافظة. كما ستُنظّم النقابات، يوم الأحد في الـ21 من أيار/مايو الجاري، مظاهرة معلَنة، خارج المحيط المحظور.
وقال مسؤول محلي في النقابة العمالية إنّ هذه المظاهرة ستستهدف "إصلاح المعاشات التقاعدية، وأيضاً تأمين البطالة وعواقبها على العمال المياومين في العرض والعمال الموسميين، من دون استبعاد الإجراءات المفاجئة خلال المهرجان".
كما دعت النقابة العمالية إلى مشاهدة عرض الفيلم الوثائقي "أمور، موجيريس واي فلوريس"، في مساء الأحد ذاته في قصر المهرجانات، وهو فيلم أُنتِج في العام 1989، يتناول قصة عمال كولومبيين وقعوا ضحية لمبيدات الآفات في الزهور.
وفي الـ21 من أيار/مايو أيضاً، وكجزء من إعلانهم عن "100 يوم من العمل والغضب"، في مواجهة الـ"100 يوم من العمل في خدمة فرنسا"، التي وعد بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلنت نقابات عمال الطاقة أنّها ستسبب اضطرابات في الطاقة "تستهدف بشكل خاص مهرجان كان"، وهو تحرّك يهدد بشكل جدي إقامة المهرجان السينمائي الشهير، وقد يودي به.
وسيشمل تحرّك نقابات عمال الطاقة أيضاً فعاليات رياضية عالمية، مثل سباق موناكو لسيارات "الفورمولا 1"، وبطولة "رولان غاروس" للتنس، ومهرجان أفينيون المسرحي، وهي فعاليات قد ينتهي بها المطاف إلى الغرق في الظلام!