صهباني توثق تجارب التشكيليين في الدار البيضاء
شمس صهباني تصدر كتاباً يسلط الضوء على تيارات مختلفة من التشكيل المغربي، ويشكل الكتاب ثمرة سنوات من التفكر والبحث الميداني في هذا المجال.
صدر مؤخراً باللغة الفرنسية كتاب "فنانون تشكيليون في الدار البيضاء" للتشكيلية والكاتبة المغربية شمس صهباني.
ويشكل الكتاب ثمرة سنوات من التفكر والبحث الميداني في هذا المجال، ويعتبر قاعدة وثائقية مثيرة للاهتمام ترصد أبرز التجارب الفنية في الدار البيضاء.
وقسمت صهباني كتابها حسب الموضوع، وأسست أغلب مواده على حوارات أجرتها بين عامي 2020 و2022 مع أكثر من 100 فنان تشكيلي يعيشون ويعملون في الدار البيضاء.
الكتاب الذي كتب مقدمته الفنان التشكيلي والناقد الفني عز الدين الهاشمي الإدريسي، يعد دراسة "جاءت في موعدها وكنا في انتظارها"، كما يقول.
وبحسب الإدريسي فإن صهباني لا تسعى إلى تحديد الأسس الجمالية لـ"الفن التشكيلي لمدينة الدار البيضاء"، بل تستحضر "تفرد" الأفراد، الفنانون التشكيليون البيضاويون، لكن ليس من منظور جمالي، مضيفاً أن"عمل شمس صهباني ليس كتاباً يرصد تاريخ الفن التشكيلي في هذه المدينة، والحديث عن ‘فن تشكيلي بيضاوي’ لا يمكن في الوقت الحالي"، مشيراً إلى أن هذه الدراسة تعتمد نظرة سوسيولوجية "هنا والآن" في سياق تعاقب الأجيال والتغيرات السوسيو – اقتصادية الكبيرة.
ويشمل الكتاب خمسة فصول هي: "مكانة الفنان التشكيلي" و"المسارات المختلفة" و"حياة الفنان" و"نشر الفن" و"المساعدات والدعم".
وقالت صهباني في تصريحات صحفية: "جاءتني فكرة إعداد هذا الكتاب بعد الصعوبات والأسئلة التي كنت أطرحها على نفسي كفنانة تشكيلية"، معتبرة أن الاقتصار على الفنانين التشكيليين من الدار البيضاء لم يكن اختياراً بقدر ما كان نتيجة المعيقات التي فرضها الحجر الصحي بسبب جائحة "كورونا".
وتقدم التجارب الفنية التي ترصدها صهباني نظرة على تيارات مختلفة من التشكيل المغربي، لكنها تجارب وإن تنوعت وبنيت على أساليب ومدارس متنوعة تظل تستلهم مواضيعها من المغرب وحضارته وتراثه ومظاهر الحياة الاجتماعية والهوية الثقافية الجماعية.