زكريا أبو غالي لـ "الميادين نت": انتظروا "ميلاد الفجر 2"
بعد تأجيله نتيجة عملية التحرّر البطوليّة من سجن جلبوع، يبصر المسلسل الفلسطيني "ميلاد الفجر 2" النور، ومن المتوقع أن يشكل نقلة نوعية في الدراما الفلسطينية.
قبل عامَين، لفت المسلسل الفلسطيني "ميلاد الفجر" أنظار المتابعين، باعتباره عملاً يمكن أن يُبنى عليه لتحقيق نهضة دراميَّة فلسطينيَّة، بعد أن تجاوز ما سبقه من أعمال من حيث متانة الحبكة وجودة الإخراج وتحسن الشرط الانتاجي ضمن الظروف والإمكانات المتاحة، ونال العمل فرصة العرض على عدد كبير من الفضائيات العربية وحظي بتفاعل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الوقت الذي انتظر فيه المتابعون الجزء الثاني من المسلسل في الموسم الفائت، جاءت حادثة التحرّر البطوليّة من سجن جلبوع لتفرض مساراً مغايراً اقتضى تأجيل "ميلاد الفجر 2" لصالح "شارة نصر جلبوع"، الذي يمكن القول إنَّه واصل المسار التصاعدي للدراما الفلسطينية مستفيداً من اتكائه على حادثة حفرت عميقاً في الوجدان العربي للتعويض عما يفرضه الاستعجال وضيق الوقت من هنّات بسيطة لا بد منها.
هذا العام، يعود "ميلاد الفجر 2" إلى الواجهة، مع توقعات بأن يشكل نقلة نوعيَّة تعكس مدى التطور الذي أصاب فريق العمل على جميع الصُعُد من السيناريو الذي كتبه زكريا أبو غالي بمشاركة محمود منصور، إلى الإخراج الذي تولاه حسام أبو دان، إلى التمثيل الذي جمع باقة من نجوم الدراما في قطاع غزة ومنهم وليد أبو جياب وغسان سالم ومحمد فيصل وحسن الأشرم ومهند قاسم وعلي لبّد وباسل شاهين.
وبحسب تصريح الكاتب زكريا أبو غالي لـ "الميادين الثقافية" فإن "ميلاد الفجر 2" يتناول الحقبة ما بين عامي 1995 و2005 مركّزاً على أحداث انتفاضة الأقصى الثانية وعلى الحالة الثوريَّة والنضاليَّة للشعب الفلسطيني ومكوناته، والحالة الاجتماعية التي رافقت هذه الفترة وتفاعل المجتمع الفلسطيني وشرائحه معها.
كما يقدّم في قالب درامي رسائله حول الصمود الفلسطيني في وجه البلطجة الصهيونيَّة وتمسك الفلسطيني بأرضه وحقه والانتفاض للمساس بالمقدّسات والإنسان والأرض، وسط صراع ملحمي على كافة الأصعدة والمستويات بين المقاومة الفلسطينيَّة والعربيَّة وبين العدو الصهيوني بأجهزته المختلفة.
وفي المسلسل – بحسب أبو غالي - قصص إنسانيَّة مؤثرة فيها الكثير من المعاني والحالات المتناقضة من طمع وجشع وضياع وتشتت ووطنيَّة وفداء وإخلاص، مع المرور على بعض الأحداث الواقعية مثل استشهاد الطفل محمد الدرة وإيمان حجو وشاكر حسونة وفارس عودة والناشطة راشيل كوري ومجزرة مخيم جنين وغيرها من الأحداث التي علقت بالأذهان، ومشاركة عناصر السلطة الفلسطينيَّة في التصدّي للاحتلال والدفاع عن مخيَّم جنين.
ويعالج المسلسل ظاهرة السقوط في وحل العمالة والصراع الدائر مع أجهزة المخابرات الإسرائيليَّة، كما يظهر هشاشة المجتمع الصهيوني وتفكّكه والأزمات التي يمرّ بها الكيان.
ويكشف أبو غالي عن وجود خط درامي لبناني متكامل في الجزء الثاني يتناول نشاط المقاومة في لبنان قبل التحرير في العام 2000 وبعده مع تجسيد لشخصيتَي الشهيدَين الحاج عماد مغنية (علي لبّد) والسيد مصطفى بدر الدين (باسل شاهين)، ومن خلالهما تتمّ الإضاءة على جهود أصدقاء المقاومة الفلسطينيَّة في لبنان وسوريا وإيران لدعم صمودها.
وفي ختام حديثه مع "الميادين الثقافية" يأمل أبو غالي تبني المؤسسات الرسميَّة وغير الرسميَّة للعمل الدرامي وضخّ الإمكانات في سبيل رفع مستوى الدراما الفلسطينيَّة التي باتت وجهاً من وجوه الدفاع عن الحق الفلسطيني ودحض الرواية الصهيونيَّة، وكذلك وتوفير وتسهيل التصوير في الأماكن التاريخيَّة والسياحيَّة والرسميَّة للتصوير وصولاً إلى إنشاء مدينة إنتاج فني وإعلامي مستقبلاً، واستثمار الطاقات العاملة في الدراما والعمل على إنشاء مؤسسة تعنى بالانتاج الفني الفلسطيني بمختلف مجالاته، وعقد الدورات الداخليَّة والخارجيَّة للعاملين في حقل الدراما لاكتساب وتبادل الخبرات مع الدول الشقيقة، وتكريم العاملين في مجال الدراما وتشجيعهم وتسليط الضوء على أعمالهم.