العدوان على لبنان وغزة يخيّم على "معرض عمّان الدولي للكتاب"
النضال اللبناني والفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي يرخي بظلاله على "معرض عمّان الدولي للكتاب". ماذا خصص المعرض من فعاليات لمواكبة ما يجري؟
أين ما تجولت بين أروقة "معرض عمّان الدولي للكتاب"، ستجد بشكل ملفت عبارات ورسومات التضامن مع فلسطين ولبنان، التي تعكس حجم القهر والغضب من المشاهد التي تخلفها آلة القتل الإسرائيلية. وفي ذات الوقت تجد كلمات التأييد والشد على يد المقاومة لكونها آخر ما تبقى من أمل للشعوب العربية في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي، كما يعبر عن ذلك مجموعة من زوار المعرض.
بهذا الشكل خيّمت أجواء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ عام، وعلى لبنان منذ أكثر من أسبوعين، على أجواء الدورة الــ 23 من "معرض عمان الدولي للكتاب"، التي انطلقت تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين"، ويستمر حتى ـ19 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
كما خصص القائمون على المعرض مساحة واسعة من كلماتهم الإفتتاحية للحديث عن فلسطين ولبنان واللبنانيين.
وأكد وزير الثقافة الأردني، مصطفى الرواشدة، عقب إنهاء كلمته أن فلسطين هي "توأم" الأردن، لذلك يتأثر بكل ما ما يقع عليها من "عدوان صهيوني لا يقبله عقل ولا منطق ولا قانون".
واعتبر الرواشدة في حديثه مع "الميادين الثقافية" أن "تضامن الأردنيين مع الشعب اللبناني لا يقل أيضاً عن وقوفه إلى جانب الفلسطينيين، خاصة وأن لبنان جزء أصيل من ثقافة بلاد الشام، التي تشترك شعوب دولها بالهوية العروبية، والقضايا المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".
وأضاف أن "معرض عمان الدولي للكتاب"، هو "مساحة ثقافية مهمة في هذه الفترة، من شأنها إتاحة الفرصة للأدباء والكتاب والفنانين للتعبير عن تضامنهم مع قضايا أمتهم، والتعبير بأقلامهم وأفكارهم عن معاناتهم وأزماتهم وأحلامهم ونظرتهم لمستقبل آمن لهم وللأجيال المقبلة".
الجزائر التي حلت ضيف شرف المعرض لهذا العام، نقلت وزيرة ثقافتها، صورية مولوجي، حجم التضامن الشعبي في بلادها، مع ما يتعرض له الفلسطينيون واللبنانيون من حرب إبادة وتهجير على يد الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت إن: "الشعب الجزائري من أكثر الشعوب التي خبرت وعاشت نضالاً ضد المستعمر منذ خمسينيات القرن الماضي، وهو ما يجعله مدركاً لما يعيشه الشعبين الفلسطيني واللبناني من معاناة، وحجم صمودهما المبهر في ذات الوقت".
وأشارت مولوجي إلى أن مشاركة الجزائر في "معرض عمان الدولي للكتاب"، إنما "تأتي للتأكيد على موقف بلادها الداعي إلى توحيد الشعوب العربية، لتكون قادرة على تشكيل قوة في وجه ازدواجية معايير المجتمع الدولي التي ظهرت جلية خلال العام الماضي"، أي منذ عملية "طوفان الأقصى".
برنامج ثقافي يخاطب فلسطين ولبنان
خصص البرنامج الثقافي المرافق لأيام المعرض أيضاً عشرات الندوات الحوارية، والثقافية، والأمسيات الشعرية والقصصية المخصصة للحديث عن القضية الفلسطينية بشكل عام، وما يجري في غزة على وجه الخصوص، بالإضافة إلى المعارك البطولية التي تخوضها المقاومة اللبنانية ضد جيش الاحتلال، بمشاركة عدد كبير من الكتّاب والمثقفين العرب.
وأوضح رئيس "اتحاد الناشرين الأردنيين"، ومدير "معرض عمان الدولي للكتاب"، جبر أبو فارس، أن الندوات المعنية بفلسطين ولبنان، تم توزيعها على أيام المعرض كاملة، لفتح المجال أمام أكبر عدد من المشاركات الأدبية والثقافية.
وأشار إلى أن من بين الندوات "رواية فلسطين وشاهد الأدب المقاوم"، و"تأثير غزة.. دور الصورة والذاكرة في إنشاء خطاب المستقبل"، إضافة إلى أمسية شعرية بعنوان "من الأردن سلام لبيروت" بمشاركة الشاعرة اللبنانية ماجدة داغر، والوزير الأردني الأسبق نبيل المصاورة، والشاعر محمد خضير، ستكون من أهم الفعاليات الثقافية في المعرض.
وشدد أبو فارس في حديث خاص مع "الميادين الثقافية" على أن المعرض هو "السلاح الذي يملكه المثقفون لمقاومة صنوف أسلحة الإحتلال، ليست الحربية فقط بل الفكرية كذلك، مؤكداً أن "إسرائيل" تستهدف في حربها المشهد الثقافي لكل من فلسطين ولبنان، ولعل استهداف الاحتلال للمدارس والجامعات ودور العبادة، ومعاهد الفنون وغيرها، لهو أكبر دليل على محاولته طمس الهوية الثقافية للشعوب العربية".
وأضاف أنه كان متخوفاً من تراجع حجم المشاركة في هذه الدورة من المعرض، إلا أن ما حدث جاء عكس توقعه تماماً، ما يشير بشكل واضح، كما يصف، إلى "تعطش الوسط الأدبي والثقافي العربي للتعبير عن موقفه مما يجري في فلسطين ولبنان، وتوضيح العديد من المفاهيم التي تغيرت ما بعد العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان".
ووفق المنظمين للمعرض، فيشارك في هذه الدورة أكثر من 400 دار نشر يمثلون 22 دولة عربية وأجنبية، بينما جاءت المشاركة اللبنانية عبر 15 دار نشر، من بينها "الشبكة العربية للأبحاث والنشر"، و"دار النهار"، و"منتدى المعارف"، و"دار النوادر العالمية"، و"مركز دراسات الوحدة العربية".