وليد سيف مكرماً في عمّان
"مؤسسة عبد الحميد شومان" تنظم ندوة تكريمية لوليد سيف بمشاركة عدد من الباحثين والنقاد والأدباء والأكاديميين.
نظمت "مؤسسة عبد الحميد شومان" في عمّان، ندوة تكريمية لوليد سيف بعنوان "وليد سيف أكاديمياً ومبدعاً وملهماً"، بمشاركة عدد من الباحثين والنقاد والأدباء والأكاديميين.
مدير "منتدى شومان الثقافي" ومدير الجوائز الأدبية في المؤسسة موفق ملكاوي، قال في كلمته بافتتاح الندوة: "يمثل وليد سيف أيقونة وطنية، إذ توزعت مجهوداته على أكثر من مجال، فأبدع في جميعها، وألهم كثيرين من طلبته وأقرانه"، مشيرًا إلى أن سيف كتب في الدراما، والتقط من التاريخ لحظته المناسبة "ليقدم لنا مراجعة ومحاكمة له، من أجل إعادته إلى سكة الحقيقة، بما يشبه التاريخ الموازي غير المروي في الكتب المعتمدة".
وتحدث في الجلسة الأولى للندوة التي جاءت بعنوان "في الجامعة الأردنية"، كلّ من وليد العناتي (صفحات من مسيرتي الأكاديمية مع وليد سيف)، وفريال القضاة (وليد سيف وتكامل الهويات)، وهيثم سرحان (وليد سيف طائراً محكياً).
وأشار المتحدثون في شهاداتهم إلى أن سيف لم يَرْضَ من الغنيمة بالإياب، ولم يقبلوا بأنصاف الأدوار، مؤكدين أن هويته العربية تتكامل مع هويّته الإسلامية، دون أن تحلّ إحداها محلّ الأخرى.
أما الجلسة الثانية فحملت عنوان "وليد سيف الشاعر" وتحدث فيها كل من: إبراهيم السعافين (الصورة والدلالة في شعر وليد سيف)، وزهير أبو شايب (شعرية الحنين: قراءة في منجز وليد سيف الشعري)، وراشد عيسى (الانفعال الدرامي في شعر وليد سيف).
وبيّن المتحدثون أن من يقف عند بدايات وليد سيف يلاحظ أمرين أولهما المرحلة الزّمنية التي يتأثّر بها الشّاعر؛ إذ إنّ الشّاعر ابن عصره وبيئته وثقافته ومرحلته التاريخيّة، وثانيهما صدوره عن رؤية وعن قضيّة. كما أكدوا أن سيف يمتلك خيالاً شجاعاً ومعرفة جامعة باللغة العربية وبأساليب التعبير النثري على اختلاف فنونه.
أما الجلسة الثالثة فجاءت بعنوان "وليد سيف الروائي" وتحدث فيها كل من: رزان إبراهيم (بنية الشخصيات في روايات وليد سيف التاريخية) ومحمد عبيد الله (ملامح السرد الروائي في تجربة وليد سيف)، وفخري صالح (التغريبة الفلسطينية، الرواية والدراما)، ومها ياسين (التغريبة في عيون والدي).
وأكد المشاركون أن سيف أسهم في إنارة السلوك البشري الماضي وانعكاساته على الحاضر، ذلك أنه "تجاوز بقلمه فكرة استعادة الأحداث التي سجلها التاريخ حول شخصياته الروائية إلى أبعد من هذا بكثير".
وأشاروا إلى أن وليد سيف في مسلسل "التغريبة الفلسطينية" استخدم أسلوباً سلساً لمخاطبة المشاهد البسيط والباحث المتعمق على حد سواء، فكان لهذا الأسلوب "السهل الممتنع" أثرُه في أن تتغلغل أحداثُ المسلسل في كلّ بيت، مؤكدين أنّ مشاهدةَ التغريبة زادت من رغبةِ الكثيرينَ في العودةِ لوطنٍ لم يروه يوماً، وسهّلتْ على الكثيرين أن يعرّفوا أبناءهم بقضية شعبهم الفلسطيني.
من جهته، قال سيف إن الأسئلة التي نسعى للإجابة عليها تُنتج من الأسئلة الجديدة أكثر من الإجابات، وأن كل نص إبداعي يوجد شرط الإمكان لنصوص جديدة، وبذلك "يبقى القلق المعرفي والإبداعي متسلطاً يدفع إلى متابعة الرحلة من دون الوصول"، مشيراً إلى أن هذا الأمر "من شقاء الشرط الإنساني وجماله، فهو أكثر تعقيداً وسعة من أيّ واحد منا مهما تكن موهبته وكفاياته وقيمة جهوده".
يشار إلى أن سيف أكاديمي وشاعر وكاتب درامي وروائي ومفكر في مجالات التاريخ والفلسفة، والأدب، واللسانيات والثقافة.
صدرت له 3 مجموعات شعرية وكتب عدداً كبيراً من النصوص الدرامية التلفازية، أشهرها: "صلاح الدين الأيوبي"، "صقر قريش"، "ربيع قرطبة"، "ملوك الطوائف"، "التغريبة الفلسطينية"، "عمر".
وصدر له كتاب في السيرة الذاتية والفكرية بعنوان "الشاهد المشهود"، كما نشر العديد من الروايات، منها: "ملتقى البحرين"، "مواعيد قرطبة"، "النار والعنقاء"، "الشاعر والملك"، و"التغريبة الفلسطينية".
وخلال هذه المسيرة، حصل سيف على جوائز عدة منها: وسام الملك عبد الله الثاني للتميز من الدرجة الأولى، وجائزة الدولة التقديرية من الأردن، وجائزة الدولة التقديرية من فلسطين، وجائزة أفضل كاتب سيناريو أربع مرات من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، وجائزة تقديرية من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الجامعة العربية).