ما هي "التهديدات الجديدة" العالمية في رؤية الـ"سي آي إيه"؟
بحسب الكتاب، تشكّل إيران تهديداً للكيان الإسرائيلي بترسانتها الصاروخية، أو بترسانة حزب الله وسائر فصائل المقاومة.
"تعلمون أن أهم ما يتصف به الشيطان الذي يستطيع أن يفعل أي شيء في هذه الدنيا دون أن يتمكن أحد من القبض عليه، كونه كائناً لامرئياً. كل من هو هنا يفترض أن يكون الشيطان. على الأقل بعقل الشيطان وبعيني الشيطان".
هذا الكلام نقله العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية فيليب غاي عن رئيسه وقد يكون مدخلاً لقراءة بانورامية للكتاب الذي صدر عن دار "إكواترز " Equateurs الفرنسية في نيسان / أبريل 2022 بعنوان "التهديدات الجديدة لعالمنا كما تراه الـسي آي إيه".
كتاب موسوعي على مدى 332 صفحة، يتناول تقريراً مطولاً وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية يعرض رؤيتها الى العديد من الدول، ولا سيما في أوروبا الشرقية والشمالية، وفي حوض البلطيق، وصولاً الى الشرق الآسيوي، وان كان جلياً التركيز على "مثلث النار"، أي روسيا والصين وايران .
في المقدمة التي وضعها إدريان جولمس ولوكاس مينغيت، اشارة الى الصدمات التي واجهتها الـ"سي . آي . إيه" في بدايات القرن الحالي، ومنها عدم توقع هجمات 11 أيلول / سبتمبر 2001، بتداعياتها السيكولوجية الهائلة، كذلك "التقارير الكارثية" التي أظهرت مدى التواطؤ الفضائحي للوكالة حول امتلاك صدام حسين أسلحة الدمار الشامل كتبرير لغزو العراق، وهو موقع جغرافي على مستوى عالٍ من الحساسية (يتاخم سوريا والأردن والسعودية والكويت وتركيا وايران)، وبثروة نفطية مترامية، يمكن استخدامه قاعدة مركزية لادارة المسارات الاستراتيجية في المنطقة .
هذا قبل أن تنقلب الصفحة السوداء بالتوقعات الدقيقة للوكالة حول التدخل الروسي في أوكرانيا.
السبب في شعري الأبيض
إذ يضيء كاتبا المقدمة بعضاً من النواحي في شخصية مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليم بيرنز، كديبلوماسي بارع ويشبه شخصيات الكاتب الأميركي غراهام غرين، يشيران الى اتقانه اللغتين العربية والروسية (فضلاً عن اللغتين الصينية والفارسية). كما أنه كان سفيراً في موسكو. وقد حاول خلال السنوات التي أمضاها هناك الولوج الى البعد السيكو ـ تاريخي في تشكيل المجتمع الروسي .
هذا مع رصد دقيق لما يجول في رأس فلاديمير بوتين الذي التقاه مرات عدة. ولاحظ الى أي مدى أثّر عمله في جهاز الاستخبارات الروسية (الكي جي بي) على رؤيته، كما على أسلوبه، في التعاطي مع العالم .
عن الجانب الفلسفي والسياسي في شخصية بيرنز، أنه تلميذ جورج كينان، الديبلوماسي الأميركي الشهير وصاحب نظرية "الاحتواء"، انطلاقاً من تشكيكه بالنوايا الروسية متذ عام 1946، أي غداة مؤتمر يالطا (1945) الذي جمع كلاً من فرنكلين روزفلت وجوزف ستالين وونستون تشرشل، وقبل ولادة الـ"سي آي إيه" بعام واحد، وعشية اندلاع الحرب الباردة .
بيرنز تأثر كثيراً ببرقية كينان الى وزارة الخارجية الأميركية في عام 1946، والتي ما لبثت أن تحولت الى وثيقة تدخل في صياغة الرؤية الأميركية الى "الدببة القطبية".
إذ افتتن كينان برواية ألكسندر سولجنتسين "أرخبيل الغولاغ"، المعتقل السيبيري الذي كان يستضيف، في ظروف أبوكاليبتية، معارضي المطرقة الستالينية، فقد رأى أن "ثقافة الأرخبيل" لا بد أن تحدث هزات جيولوجية، أو تصدعات جيولوجية، داخل الهيكلية الماركسية للنظام السوفياتي .
رؤية مثيرة لروسيا "التي ينبغي أن تبقى أصواتها في آذانكم". إنها "تعاني من نقص تاريخي في احترام الحقيقة، ولعل مشكلتها "البيولوجية" أنها لا تصدق كونها (دولة) موجودة. وهذا ما يجعلها تبتكر وقائع محددة وتستخدمها، كأدوات، لتحقيق وجودها".
قال روبرت مالي، رئيس الوفد الأميركي الى مفاوضات فيينا، إن التفاوض مع الإيرانيين أقرب ما يكون الى التفاوض مع النيران فيما قال بيرنز، أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي (8 آذار / مارس 2020 ): "لقد أمضيت سنوات في التفاوض مع الإيرانيين الذين - على الأرجح - السبب في شعري الأبيض، ولست نادماً على ذلك".
لاحظوا كم أن المفاوض الإيراني "شديد المراس". كان تعليق أحد أعضاء الوفد الأميركي "بعد كل جلسة لا بد أن تضرب رأسك بالحائط لتعود الى وعيك. إنهم حقاً يشبهون السحرة أثناء المفاوضات".
بيرنز أصغى بعمق (وتأثر) بمرافعة أبريل هاينز (أمام اللجنة)، وهي المرأة التي تدربت على الجيدو في اليابان، وأدارت مقهى أدبياً. كما تنقلت في عدد من المواقع الحساسة، قبل أن تعيّن، كأول امرأة، مديرة لوكالة الاستخبارات الوطنية الأميركية التي تتولى إدارة 16 جهاز استخبارات .
هاينز قالت "إن التهديد الذي يمثله النظام الإيراني لا ينحصر، فقط، في المسألة النووية، وفي الصواريخ الباليستية، وإنما في مآل مصالحنا، ومصالح حلفائنا في الشرق الأوسط. أياً تكن نتيجة المفاوضات مع الإيرانيين يفترض أن نجد مكاناً لهذه الحقيقة في ذاكرتنا".
الصراع مع روسيا
الكتاب يتحدث عن نظرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الى روسيا التي لم تتوقف يوماً عن تكثيف شبكاتها الجاسوسية داخل الولايات المتحدة، في اطار الاستراتيجية الخاصة بإحداث تشققات بنيوية في المعسكر الغربي، لتزداد هذه الديناميكية حدة في ضوء التداعيات الاقتصادية، والاجتماعية، للحرب في أوكرانيا .
الوكالة الأميركية تصف روسيا بالمنافسة الخطيرة في الصراع على الفضاء الذي لن يكون مسرح الاشتباك الكبير في العقود المقبلة فحسب. بل قد نكون أمام حالة ميتولوجية اذا ما وجدت كائنات حية، كائنات شبه بشرية، على الكواكب الأخرى (بحسب رؤية آلفن توفلر) .
أوامر بوتين الحاسمة بتنفيذ الخطة الرامية الى التدمير الصاعق للأقمار الصناعية الأميركية في حال حصول أي مواجهة، وبعدما بات جزء مهم من اهتمامات البنتاغون يتمحور، ومنذ سنوات عدة، على أن تكون الأقمار الصناعية - كما عصا السحرة - على الأقل عصا المايسترو التي إذ ترصد الإحداثيات العسكرية، والتكنولوجية، وتوجه الأرمادا العسكرية بكل قطعاتها، تضطلع بدور فاعل في إدارة المعارك على الأرض .
في اطار صراع الإمبراطوريات، يرى خبراء الوكالة أن أميركا ستكون أمام اختبار وجودي إذا لم تتمكن من بناء منظومة سوبرتكنولوجية لاحتواء الخطط الفضائية الروسية .
هذه مسألة تعيد الى الأذهان برنامج "حرب النجوم" الذي وضعه رونالد ريغان على الطاولة في بداية الثمانينات من القرن الفائت بتركيز منصات في الفضاء الخارجي يمكنها، بأشعة اللايزر أو بالجزيئيات الالكترونية، تدمير أي صاروخ عابر للقارات، ومن أي مكان أطلق، في غضون 7 أو 8 ثوان .
المشروع الذي كان من المفترض أن تشارك فيه "إسرائيل" ما لبث أن وضع على الرف لتكلفته الباهظة. الآن على أميركا أن تستخدم كمية (أو كميات) إضافية من الخيال لـ"الحد من جنون الدببة المجنحة".
حتى في المجالات المدنية والتجارية، كرديف للمجالات العسكرية في نظام تصفه الـ"سي آي إيه" بالتوليتاري، ثمة تلازم أوركسترالي. فالروس في اتجاه وضع اللمسات شبه الأخيرة على خطط تتعلق بتعطيل المحطات الأميركية التي تتولى إدارة النشاطات الفضائية (تقنيات الاتصال وما شاكل)، ناهيك عن إعداد قوات من النخبة لنشرها في أماكن يعتبرها الكرملين محورية، وإن كانت المقارنة واهية بين خارطة الانتشار الروسية والخارطة الأميركية التي على اتساع الكرة الأرضية .
الانتشار الأميركي الذي أدى الى زعزعة الأمن السوفياتي إبان الحرب الباردة، "لا بد أن يزعزع الأمن الروسي" الذي قد يكون أكثر هشاشة كون الجمهوريات التي كانت تدخل في تشكيل الإمبراطورية السوفياتية تحولت الى عدو حتى للكافيار الروسي ولأعمال دوستويفسكي وتوتولستوي وتشيخوف وبوشكين .
بالرغم من وصف الاستخبارات الأميركية لقوات "فاغنر" بأنها "استنساخ وحشي" لتجربة المرتزقة التي اعتمدت عليها طويلاً البلدان الأوروبية في مستعمراتها، فان تلك القوات التي تلعب أحياناً دور حصان طروادة، يمكن أن تشكل قوة اختراق لا يستهان بها، "لذلك ينبغي ملاحقة كل نشاطاتها لإظهار الوجه الروسي البشع".
ترى الوكالة أن من الصعوبة بمكان التكهن بالانعكاسات البعيدة المدى للصراع في أوكرانيا على الاقتصاد الروسي. مبدئياً لا بد أن تكون الانعاكاسات درامية، بالرغم من الإجراءات الخاصة بالحد من الفساد ، ومحاولات رفع مستوى النمو من % الى 3%.
الـ"سي آي إيه" تزعم أن روسيا تتسلل، في أوقات كثيرة، عبر بعض المافيات، الى دول تحكمها أنظمة تقوم على الفساد. لكنه الرهان القابل للانكسار كون الولايات المتحدة بـ"المخالب المزودة بالأشعة ما تحت الحمراء"، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، تلاحق، حتى في الدهاليز، مثل تلك النشاطات لتتحول الأنظمة إياها الى عبء على الكتف الروسية التي كيف لها ألاّ تنوء بكل تلك الأثقال؟"
استطراداً، الروس يعززون وجودهم في القوقاز وآسيا الوسطى بدعم أنظمة تعاني من الاهتزاز بسبب المعارضة الداخلية العاصفة، كما هي الحال مع كازاخستان (وبيلاروسيا). بالرغم من ذلك، روسيا تبقى قوة مؤثرة وتحدياً دائماً للاستراتيجية الأميركية في مناطق مختلفة من العالم، ولا سيما الشرق الأوسط.
التهديد الصيني
في نظر وكالة الاستخبارات الأميركية، تسعى الصين، بخطى حثيثة ان لم يكن بخطىى جبارة، لتحقيق رؤية الزعيم شي جين بينغ بأن يجعل من بلاده أكبر قوة اقليمية في الشرق الآسيوي، بالتلازم مع التحول التدريجي الى قوة عظمى على المسرح الدولي.
في أكثر من مكان يجهد الصينيون لإحداث فجوات في العلاقات بين واشنطن وبعض البلدان الحليفة التي تعاني، بشكل أو بآخر، من ارتباك أو من تخلخل اقتصادي. المثير هنا أن يحدث ذلك عن طريق التسويق غير المباشر لمعايير أيديولوجية حول العائدات المستقبلية الواعدة للخط التوتاليتاري في السلطة، وعلى أساس أن التعقيدات التي تواكب صراع الأسواق تقتضي الحد من الاعتماد الفضفاض على السياسات الليبرالية .
هذا لا يعني أن التنين لا يستعمل، أحياناً، القفازات الحريرية في تعاطيه مع الولايات المتحدة إذا ما اقتضت الضرورة التكتيكية ذلك. لكن جوهر المشهد هنا أن ثمة اعتقاداً راسخاً لدى القيادة الصينية بكون الأميركيين يتقنون لعبة الأقنعة (تحت عنوان فلسفة البدائل) في محاولات الحد من الإيقاع الصيني، ودائماً في اتجاه تقويض سيطرة الحزب الشيوعي على مفاتيح السلطة .
الوكالة الأميركية ترى أن الصين أمام اختلالات بنيوية تهدد هيمنة الحزب على كل مناحي الحياة. هناك ارتفاع في معدلات الشيخوخة، والمستوى المرتفع لديون المؤسسات، واللامساواة الاجتماعية، ناهيك عن السياسات المكيافيلية حيال تايوان.
الصين تحاول، عبر مشروع "الحزام والطريق"، الذي يجتذب "المصابين بالشغف المرضي بالتاريخ، التمدد الاقتصادي، وربما التمدد العسكري، على امتداد هذه الطريق بأصدائها الرومانسية .
مثلما ينشط الروس جاسوسياً في الداخل الأميركي، كما في الداخل الأوروبي والياباني، ينشط الصينيون للحصول على معلومات حول ما يتحقق إن في مجال التكنولوجيا العسكرية أو في مجال التكنولوجيا الصناعية .
وبحسب وكالة الاستخبارات المركزية، على رجال الاستبلشمانت أن يضعوا الساعة الصينية على آذانهم. الصينيون لم يعود معنيين بفلسفة كونفوشيوس. لقد وضعوا في رؤوسهم أنه ما أن ينتصف هذا القرن حتى يشكلوا القوة التكنولوجية، والقوة العسكرية، الأولى في العالم. هذا الذي ينبغي أن يكون هاجس البيت الأبيض. إذا ما تحقق الحلم الصيني أيّ أميركا في هذه الحال؟ الوكالة تقرع الأجراس (وحتى الطبول) في أرجاء أميركا .
إيران ضرورة استراتيجية للإمبراطوريات
وتبقى إيران، الضلع الأخير في "مثلث النار". امتدادها الجغرافي من الخليج الى بحر قزوين، وبالحدود (5540 كيلومتراً) التي تتاخم العراق، وتركيا، وباكستان، وأفغانستان، وأرمينيا، وآذربيجان، وتركمانستان. مثلما هي ضرورة استراتيجية لروسيا والصين هي ضرورة استراتيجية للولايات المتحدة .
بعيون يتطاير منها الشرر تنظر إليها وكالة الاستخبارات المركزية، مع رهان (مثير للاستغراب) حول عودتها، يوماً ما، الى الملكوت الأميركي ، كما في عهد الشاه المخلوع محمد رضا بهلوي.
اللافت قول الـ"سي آي إيه" إن ايران تعتبر نفسها في صراع وجودي مع الولايات المتحدة، وهي تخطط لقيادة المنطقة، باعتبار أن الدور الأميركي في حال من التآكل التدريجي إن بسبب المشكلات الداخلية، أو بسبب حساسية التطورات (والأخطار) في الباسيفيك .
رهان محدود على عودة واشنطن الى الاتفاق النووي في فيينا بسبب تعقيدات داخلية وخارجية على السواء. في حين تشير الـ"سي آي إيه" الى أن القيادة الايرانية تدرك مدى التداعيات الكارثية للعقوبات، إن على البنى الاقتصادية، أو على البنى الاجتماعية (وعلى وجه الخصوص الأجيال الجديدة) .
لهذا، تحاول القيادة الإيرانية الضغط على الإدارة الأميركية بالتصميم على رفع نسبة تخصيب الأورانيوم الى 90% ما يجعلها عند العتبة النووية، مع ما يعني ذلك من ترددات زلزالية على معادلات القوة إن داخل الشرق الأوسط، أو في المحيط الآسيوي والقوقازي، من دون استبعاد وقوع انفجار عسكري. من هنا ضرورة الاعتماد على معلومات استخباراتية ذات صدقية عالية. لكن الإيرانيين باتوا يعرفون كيف يوصدون أبوابهم بإحكام شديد.
ما يثير هواجس الـ"سي آي إيه"، كعامل ضاغط على الملف الأمني للولايات المتحدة، اعتقاد الإيرانيين بأن القنبلة السيبرانية يمكن أن تهز بقوة الشباك، والشبكات الأميركية، ما قد يحمل أي إدارة أميركية على إعادة النظر في سياسة العصا الغليظة التي تنتهجها حيالهم .
وكالة الاستخبارات الأميركية على بيّنة من أن الإيرانيين يبذلون جهوداً مذهلة لتطوير قدراتهم السيبرانية، مثلما فعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ـ أون، يمكن أن يفعل أي رجل في البيت الأبيض مع القيادة الايرانية حين يوشك على الارتطام بالحائط .
الخطر السيبراني لا يهدد المصالح ولا الوجود الأميركي في الشرق الأوسط فحسب، بل قد يهدد أيضاً الأمن الداخلي للولايات المتحدة .
الـ"سي آي إيه" لا تستبعد، اذا ما ازداد المشهد الشرق الأوسطي تعقيداً، أن يلجأ الايرانيون الى قتل جنود أميركيين في سوريا، وفي العراق. هذه مسألة "ينبغي ألاّ تسقط من حساباتنا". حتماً إنها اللعبة الخطرة، ولكن هناك من هو جاهز للذهاب بالمجازفة الى حدود الهاوية، وربما الى الهاوية للأطراف كافة .
بطبيعة الحال، "إسرائيل" تدخل في رؤية وكالة الاستخبارات الأميركية، كما لاحظنا في المناقشات التي جرت حول الكتاب. بلغة انسيابية إن إيران تشكل تهديداً للكيان العبري إن على نحو مباشر، بترسانتها الصاروخية، أو بترسانة حزب الله اللبناني، وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية.
لا تقول لنا الـ"سي آي إيه" من أعطى أميركا تلك الصلاحية (المطلقة) لتلقي، بكل أثقالها، على صدر المنطقة. إنه الجنون الأمبراطوري ... أيها الغبي!!