كيف تهزم عدوّك؟ سون تزو وفنّ الحرب
ذاع صيت تزو بعد عدد من الانتصارات بعدما عيّنه الملك قائداً عاماً للجيوش، فتوسعت المملكة. وتتحدث المخطوطات الصينية كيف انتصر تزو بجيش قوامه 30 ألف جندي على جيش عدوه الذي قوامه 200 ألف جندي
ولد سون تزو عام 496 قبل الميلاد في مدينة زهجيان الصينية. تحدر من عائلة عسكرية، أبوه وجده ووالد جده من القادة العسكريين، عاصر فترة كثرت فيها الحروب بين أكثر من 130 مملكة صغيرة، فكانت له خبرة في المعارك، فأشار أحد كبار القادة العسكريين على الملك أن يستعين به، فألف سون تزو هذا الكتاب، المكوّن من 13 فصلاً. وقدمه للملك هلو.
وذاع صيت تزو بعد عدد من الانتصارات بعدما عيّنه الملك قائداً عاماً للجيوش، فتوسعت المملكة. وتتحدث المخطوطات الصينية كيف انتصر تزو بجيش قوامه 30 ألف جندي على جيش عدوه الذي قوامه 200 ألف جندي، بسبب افتقار عدوه إلى عنصري التنظيم والإدارة.
يعد كتاب "فن الحرب" الكتاب المقدّس في الدراسات العسكريَّة، فكان له تأثير واسع خارج الصين. وقد أثّر في نابليون بونابرت وهيئة الأركان الألمانية، وماو تسي تونغ وماك آرثر والجنرال الفيتنامي جياب.
وكان له تأثير كبير حتى في عالم الأعمال واستراتيجيات إدارة الشركات والمؤسسات الكبرى خلال القرن العشرين.
يعتقد تزو بأنَّ القائد المثالي هو الذي يعرف كيف يجمع بين صلابة الموقف والثبات على المبدأ، وبين المرونة واللين إذا استدعى الأمر ذلك، وهو القائد الذي تتجسّد فيه القيادة ليحوّل المِحن إلى مكاسب، وهو الذي يستطيع أن يجعل أتباعه مُوحّدين ومتماسكين.
كما أنَّ القائد الذكي في نظره هو الذي يأخذ بعين الاعتبار المواهب الفرديَّة، ويستخدم كلَّ رجلٍ حسب قابليَّته.
من أشهر مقولات "سون تزو": أن مَن يعرف عدوه ويعرف نفسه يقود مئة معركة من دون خطر. ومَن لا يعرف عدوه ولكنه يعرف نفسه فقد يحرز نصراً ويلقى هزيمة. ومَن لا يعرف عدوه ولا يعرف نفسه يكون في دائرة الخطر في كل معركة.
ويؤكد تزو أن إحراز مئة إنتصار في مئة معركة ليس هو الأفضل، بل إن إخضاع العدو من دون قتال هو أفضل ما يكون.
صحيح أن كتابه "فن الحرب" قد أُلف في القرن الخامس قبل الميلاد إلا أنه مازال ضمن أهم مائة كتاب في التاريخ.