كتب "كائن لا تحتمل خفته".. وداعاً ميلان كونديرا
الموت يغيّب الكاتب التشيكي - الفرنسي ميلان كونديرا، الذي يعتبر أحد أبرز الكتّاب وأصحاب عدد من الروايات التي حقّقت شهرة عالمية.
أعلنت وسائل إعلام تشيكية اليوم الأربعاء، أن الكاتب التشيكي المولد ميلان كونديرا، ومؤلف رواية "كائن لا تحتمل خفته"، توفي عن عمر 94 عاماً.
وقال التلفزيون التشيكي إن الكاتب العالمي توفي أمس الثلاثاء في باريس بعد صراع طويل مع المرض.
كونديرا، الذي هاجر عام 1975 إلى فرنسا، يعتبر أحد أبرز الكتّاب وله عدد من الروايات التي حقّقت شهرة عالمية كبيرة.
فقد خسر وظيفته عام 1968 بعد دخول الاتحاد السوفياتي إلى تشيكوسلوفاكيا، وانخراطه في ما سُمّي ربيع براغ، حيث اضطر للهجرة إلى فرنسا بعد التضييق عليه من قبل النظام التشيكي ومنع كتبه من التداول لمدة 5 سنوات، ثم إسقاط الجنسية التشيكوسلوفاكية عنه عام 1978، في إثر نشر كتابه "الضحك والنسيان".
في العام 2020 فاز الراحل بجائزة "فرانز كافكا للآداب" في التشيك، والتي أتت بعد نحو 40 عاماً أمضاها في المنفى الفرنسي.
حينها، نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن رئيس هيئة الجائزة فلاديمير جيلزمي قوله، إن كونديرا عبّر عن "شعوره بالبهجة والسرور بعدما بلّغ بالفوز بالجائزة"، علماً أنه "يكنّ تقديراً عالياً لكافكا".
كما حصل كونديرا قبل ذلك على جوائز تقديرية لأسلوبه الذي يصوّر موضوعات وشخصيات تطفو بين الواقع الدنيوي للحياة اليومية وعالم الأفكار النبيل. وهو نادراً ما أجرى مقابلات، إذ آمن بأن الكتّاب يجب أن يتحدثوا من خلال أعمالهم.
نُشرت روايته الأولى "النكتة" عام 1967 وقدّمت صورة لاذعة للنظام الشيوعي في بلاده.
وتحت وطأة الظروف والمستجدات الكثيرة في حياته، كتب كونديرا عمله الشهير "كائن لا تحتمل خفّته"، التي جعلت منه كاتباً عالمياً معروفاً لما فيها من تأملات فلسفية، تنضوي في خانة فكرة العود الأبدي لنيتشه.
أما في العام 1995 فقرّر كونديرا أن يجعل من الفرنسية لغة لسانه الأدبي من خلال روايته "البطء".
وقال لصحيفة "لوموند" الفرنسية في عام 1976 إن تسمية أعماله بالسياسة هي "تبسيط مبالغ فيه"، وبالتالي "إخفاء لأهميتها الحقيقية".