زوجة الرئيس الإيراني في بيروت: رسالة وسلام
زيارة علم الهدى جاءت في أيامٍ مباركة؛ ومن هذه المناسبة، تحدّثت الضيفة عن شخصية السيدة مريم العذراء ودورها النموذجي الذي كان أساس بناء مجتمعٍ كامل.
حطّت طائرة السيدة جميلة علم الهدى، زوجة رئيس الجمهورية الإيراني إبراهيم رئيسي يوم الجمعة الفائت، بدعوةٍ من وزير الثقافة اللبناني محمد وسام المرتضى. وصلت زوجة الرئيس والأستاذة في جامعة بهشتي، والباحثة في مجال العلوم الإنسانية إلى بيروت، عاصمة الثقافة والمثقفين- كما عبّرت- يرافقها وفدٌ من الأكاديميين وأساتذة الجامعات ورؤساؤها ومعاونو الوزراء في إيران.
تعدّدت لقاءات السيدة علم الهدى وفعالياتها خلال زيارتها القصيرة إلى لبنان، وأكّدت خلال كلامها أنّها زيارة تحمل سلاماً من الشعب الإيراني إلى الشعب اللبناني. سلاماً وشوقاً في صفوف النخب الطبية والعلمية للمشاركة الميدانية على طريق القدس. فكانت أولى كلماتها غزة، التي أعلت برأيها الصوت الإلهي على مسمع العالم كله، فبات مستحيلاً أن يعود الزمان بغزة وفلسطين كما كانت قبل "طوفان الأقصى".
وغزة برأيها، أظهرت صورة المرأة والأم النموذجية التي أبرزت بتجلّيها فساد النموذج الغربي النسوي وابتذاله. فكانت الحرب الثقافية محور حديثها أمام النخب. هذه الحرب التي شرعنت الابتذال كما عبّرت، وقنّنت الفواحش بطريقة ناعمة لا نشعر بها.
زيارة علم الهدى جاءت في أيامٍ مباركة؛ ومن هذه المناسبة، تحدّثت الضيفة عن شخصية السيدة مريم العذراء ودورها النموذجي الذي كان أساس بناء مجتمعٍ كامل. فكانت هذه المرأة العظيمة عابدةً امتثلت لأمر ربّها بترك عزلتها في المعبد والخروج إلى الناس على الرغم من آلامها المعنوية واتهامات المجتمع الفاسد لها، لتكون خير مبلّغةٍ برسالة الله التي أوحاها لها في الروح والجسد؛ النبوّة وعيسى المسيح.
في حضرة قامات الشعر المحكي والزجل، وأجلّاء رجالات الأديان المسيحية والدرزية والسنيّة، وبعد قصائدهم وكلامهم عن دمعة مريم في "المكتبة الوطنية" في بيروت، وبباقةٍ من لوحاتٍ وأيقوناتٍ زيّنت جدران المكان بصور مريم ويسوع، حدّثتهم هذه السيدة عن المرأة البانية والمؤسسة لنسل البشرية، عن المرأة الموحّدة التي تحمل رسالة السماء إلى أهل الأرض. حدّثتهم عن مريم. وعن القيامة الجديدة التي ستنهض من أرض فلسطين بفضل أرواح الصغار الذين استشهدوا في أرض يسوع، وبفضل الأمهات اللواتي خرجن من عزلتهنّ ومن معابدهنّ القصيّة، إلى قلب العالم.. إلى كل منزلٍ وعبر الشاشات، ليصرخن ودمعة مريم على وجناتهنّ؛ نحن أصحاب الحقّ.
حضور المرأة في خطاب السيدة علم الهدى ووزير الثقافة وسائر الحاضرين، أضفى على الأجواء عبقاً احتفالياً طيباً رسم الابتسامة على وجوه الحاضرين. وقد كان ذلك بفعل تزامن أيام ميلاد المسيح مع مولد السيدة الزهراء وأسبوع الأم والمرأة في إيران.
هكذا اختتمت الزيارة اللطيفة لزوجة الرئيس الإيراني، مع كثيرٍ من الهدايا المتبادلة من الطرفين.. وأمنية من القلب: ميلاد مجيد على غزّة!