رواية "بلاسيبو" للروائي محمد السنور

رواية "بلاسيبو" تتناول مواضيع شبابية تتكرر بين الشباب في الجامعات والتي تسبب أثراً واضحاً قد يستمر طوال العمر بسبب الكره الناشئ من العنصرية.

  • رواية
    رواية "بلاسيبو" للروائي المصري محمد السنور.

قام الروائي المصري محمد السنور أخيراً بنشر روايته "بلاسيبو" من خلال دار رقمنة الكتاب العربي للنشر والتوزيع وذلك بعد أن قام بنشر روايته السابقة عضوية لويز والتي شاركت في معرض القاهرة للكتاب 2020، وحصدت جائزة أفضل رواية بوليسية.

وقد قرر السنور الخوض بتجربة جديدة وفريدة ونشر روايته الجديدة "بلاسيبو"، والتي ترتكز في مضمونها على العنصرية الشديدة وكيفية معالجتها بطريقة صحيحة وسليمة.

وكانت أغلب ردود الأفعال للمتابعين والنّقاد حزينة وتفاعل الجميع بتأثر كبير بسبب قساوة الأحداث وحزنها في الرواية.

كان السنور قد أعلن أنه ينشر روايتين جديدتين تختلفان كلياً عن الروايات السابقة في محاولة منه لتنويع كتاباته وتشويق القارئ وإضافة روح التشويق والمغامرة والمفاجئة إلى رواياته.

رواية "بلاسيبو" تتناول مواضيع شبابية تتكرر بشكل مستمر بين الشباب في الجامعات والتي تسبب أثراً واضحاً قد يستمر طوال العمر بسبب الكره الناشئ من العنصرية التي تنشأ لأسباب لا دخل لنا بها. وتنتقل الأحداث إلى أبناء العم وصراعهم للظفر بالزواج من ابنة العم ومحاولة أحدهم تسميم الآخر، ولكن الدواء الوهمي أو كما يعرف بالإنجليزية "بلاسيبو" كان هو الحل لمعالجة تلك المشكلة. ويستمر ذلك الدواء الوهمي في معالجة جميع شخصيات الرواية فبعضهم يستجيب للعلاج ويقر ويعترف بخطأه، والآخر يرفض التراجع عن خطأه ويصر مستكبراً عليه.

  • الدواء الوهمي
    الدواء الوهمي "بلاسيبو" Placebo

في خضم الأحداث يجتمع مجموعة من الشباب يدرسون في الجامعة، وتبدأ صداقتهم باختلاف المواقف والأحداث، ويربط بينهم الظلم الذي تعرضوا له بسبب العنصرية والتفرقة، ليبدأوا بتشكيل فريق خاص بهم، ويساعدوا بعضهم البعض للتغلب على تلك المشاكل، وفي بعض الأحيان يقومون بتغيير نظرة المجتمع إليهم ومحو فكرة العنصرية والتمييز بين من حاربهم.

كانت العنصرية والتفرقة هي الأسباب الرئيسية لموت أقاربهم جميعاً، سواء الوالدان أو الإخوة أو الأصدقاء، وظلت العنصرية تلاحقهم فرداً تلو الآخر، بداية من الجامعة وأثناء العمل في أماكن توظيفهم، حتى ذهابهم إلى أمن الدولة، وكانت المفاجأة أنهم غيروا الكثير من نظرات الجتمع نحو فكرة التمييز والعنصرية.

توالت الأحداث بعد ذلك إلى أن مات أحدهم غرقاً بعد أن قرر الهجرة، وذلك لأن بلاده تعم بالحروب والفوضى، والبلد التي يقيم فيها أجبرته قوانينها على الرحيل لمخالفة قوانين الإقامة. أما الآخر فقد اشترك بخدمته العسكرية، ليكتشف نية ابن عمه في قتله في المعسكر الخاص بهم في إحدى الدول الآسيوية، وبعد أن فشلت الخطة بذكاء من البطل واستخدامه سلاح "بلاسيبو"، رجع أبناء العم أكثر من الإخوة من جديد، ولكن القدر أصر على نهايتهم عن طريق الخطأ في إحدى المناورات العسكرية.

أما البطلان الأخيران اللذان عادا إلى موطنهما في مصر، فقد اشتركا في الجيش، ليتفاجأ أحدهما أنه صعيدي الأصل، وأن وراءه ثأر تسبب في مقتل أسرته، ويذهب إلى هناك ليطفئ نار الثأر، ولكن ما حدث هناك لم يكن متوقعاً أبدأ، ليفلت بجلده هو وصديقه في آخر لحظة من الموت المحقق. ولكن القدر أصر على أن يموتا بنار العنصرية والتمييز، ليموتا في النهاية شهيدين في إحدى التفجيرات التكفيرية في سيناء، والتي نشأت بالأساس على العنصرية والتكفير والتمييز بين فئات المجتمع.

وتنتهي الرواية بأن يقوم البروفيسور الذي هو صاحب فكرة الـ"بلاسيبو" لدى هؤلاء الشباب بالإمساك بالجريدة الصباحية وقراءة اسم هذين الشابين والاحتفاظ بصورتهما تحت زجاج سطح مكتبه.