خبراء الطب الشرعي: بابلو نيرودا مات مسموماً
خبراء الطب الشرعي يخلصون في نهاية تحقيق استمرّ 12 عاماً أنّ الشاعر التشيلي بابلو نيرودا تعرّض للتسميم، وفق ما ظل سائقه يكرر، نقلاً عن إحدى ممرضات المستشفى الذي نُقِل له.
وجد خبراء الطب الشرعي أنّ الشاعر التشيلي بابلو نيرودا تعرّض للتسميم، كما قال رودولفو رييس، ابن شقيق الشاعر الحائز على جائزة "نوبل للأدب".
وقال أحد أفراد أسرة نيرودا إنّ خبراء الطب الشرعي قرروا أن الشاعر التشيلي بابلو نيرودا توفي متأثراً بالسم، قبل نحو 50 عاماً.
ما أدلى به رودولفو رييس، ابن شقيق نيرودا، هو أحدث منعطف في واحدة من أعظم النقاشات في تشيلي بعد الانقلاب الذي قاده الجنرال بينوشيه ضد الرئيس المنتخب سلفادور الليندي، مطلع سبعينيات القرن الماضي. كان الموقف الرسمي المعلن منذ فترة طويلة هو أنّ نيرودا مات بسبب مضاعفات سرطان البروستاتا، لكنّ سائق الشاعر جادل لعقود من الزمن بأنّه تعرّض للتسميم.
ولم يكن هناك تأكيد لتعليقات رييس من خبراء الطب الشرعي من كندا والدنمارك وتشيلي، الذين من المقرر أن ينشروا تقريراً علنياً اليوم الأربعاء حول سبب وفاة نيرودا.
تمّ تأجيل الإصدار العام لنتائج التحقيق مرتين هذا العام، أولاً بسبب مشكلات اتصال الإنترنت لأحد الخبراء، ثم مرة أخرى لأن أحد القضاة قال إنّ اللجنة لم تتوصّل بعد إلى توافق في الآراء.
منذ عدة سنوات، رفض خبراء الطب الشرعي الدولي السبب الرسمي للوفاة، باعتباره ضعفاً وهزالاً في الجسم بسبب مرض مزمن، وقالوا في ذلك الوقت إنّهم لم يحددوا ما الذي قتل نيرودا.
في مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس"، قال رييس إنّ اختبارات الطب الشرعي التي أجريت في المخابر الدنماركية والكندية، أشارت إلى وجود "كمية كبيرة من Cloristridium botulinum، التي لا تتوافق مع حياة الإنسان". ومن المعلوم أنّ السم القوي يمكن أن يسبب شللاً في الجهاز العصبي، ويؤدي بالتالي إلى الموت.
وكشف رييس المعلومات لأول مرة لوكالة الأنباء الإسبانية، في وقت سابق من يوم الإثنين.
بصفته محامياً في القضية القضائية المتعلّقة بوفاة عمه، قال رييس إنّ لديه حق الاطلاع على تقرير الطب الشرعي، والذي تمّ إجراؤه بعد أن قالت مجموعة الخبراء نفسها في العام 2017 إن هناك مؤشرات على وجود سموم في عظام الشاعر الراحل وأسنانه.
وقال رييس إن نتائج الاحتبارات خَلُصت إلى أنّ السمّ تمّ تناوله عندما كان الشاعر على قيد الحياة.
ومن المقرر أن يصدر التقرير بعد حوالي 50 عاماً من وفاة الشاعر وعضو الحزب الشيوعي، وبعد 12 عاماً من بدء التحقيق القضائي في ما إذا كان قد تعرّض للتسمم، كما يؤكد سائقه مانويل أرايا.
وقال أرايا لوكالة "أسوشييتد برس"، في وقت سابق من هذا الشهر، إنّه واثق من أنّ نتائج الطب الشرعي ستدعم تأكيده بأنّ الشاعر توفي بعد أن أُعطي "حقنة في المعدة"، في العيادة التي نُقل إليها. وقال أرايا إنّه سمع لأول مرة تلك الرواية للأحداث من ممرضة.