"تيك توك" يدخل سوق الكتب: انتعاش روايات الفنتازيا والإثارة
مستخدمو منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة "تيك توك" يحولونها إلى مجال للحديث عن الكتب، وذلك من خلال استخدام هاشتاغ #بوكتوك، الذي يناقشون من خلالهم قراءاتهم ويقدّمون ملخصات عنها.
في ظاهرةٍ افتراضيةٍ جديدةٍ، بدأ الآلاف من الشباب حول العالم يشاركون كتبهم المفضلة على منصة "تيك توك" الشهيرة للتواصل الاجتماعي، وذلك من خلال استخدام هاشتاغ #بوكتوك، الذي تمّت مشاركته على نطاقٍ واسعٍ وصل إلى أكثر من 84 مليار مرة، علماً أن تاريخ ظهور هذا الهاشتاغ لأول مرة يعود إلى أواخر العام 2020.
وبدلاً من الملخصات الكلاسيكية للروايات والكتب، يقوم عددٌ من مستخدمي "تيك توك"، المنتشر بكثرة بين فئة الشباب خاصة، بتصوير مقاطع فيديو قصيرة لا يتجاوز معظمها 60 ثانية، يقدّمون خلالها ملخصاً عن الكتب التي قرأوها في الشهر الماضي، ويناقشون الروايات والكتب، أو يشاركون في التحديات، مثل تحدّي قراءة كتاب خلال يوم واحد فقط.
وقام العديد من المستخدمين بتنظيم أرفف كتبهم حسب اللون وواجهة الكتاب الجميل، وهو معيار للشراء بالنسبة إليهم. قد يبدو هذا الأمر سطحياً في البداية، ولكن ثبت الآن أنَّ له تأثيراً على أرقام المبيعات وقوائم الكتب الأكثر مبيعاً في السوق، وذلك بسبب التوصيات وخوارزمية "تيك توك" التي تخلق ضجّةً واسعةَ النطاق حول كتب وروايات معينة.
وتحقق كتب الخيال وأفلام الإثارة والروايات الرومانسية التي تستهدف المراهقين والشباب النجاح بشكل خاص على الموقع، وهو ما أتقنته الكاتبة الأميركية كولين هوفر، إذ من الواضح أنَّ رواياتها تضرب على وترٍ حسَّاسٍ لدى القرّاء الشباب، وذلك من خلال اعتمادها التشويق والدراما والعواطف.
#بوكتوك ليس مجرد منصة واعدة للمؤلفين المعروفين، بل يوفر أيضاً فرصة للكتّاب غير المعروفين. وقد وصلت هذه الظاهرة العالمية إلى أقسام التسويق في دور النشر، وباتت بعض هذه الدور تعتمد على التعاون مع المؤثِّرين المعروفين بهدف الترويج لإصداراتهم، كما دخل ناشرون إلى عالم "تيك توك" على أمل الوصول إلى جمهورٍ أوسع من القرّاء.