السعودية تُعيِّن مجلساً رئاسياً لإدارة المناطق اليمنية الواقعة تحت احتلال دول العدوان
ذُهل الحاضرون وهم يستمعون إلى السيناريو المُعدّ وفقاً لأحكام وبنود دستور وقانون تمّ استحضاره من خارج حدود الجمهورية اليمنية، ليجري تكييفه من قِبَل (الشقيقة الكُبرى) المملكة السعودية وخبرائها الدستوريين الجهابذة في قوانين التزوير الدولي.
يتذكر المراقب اليمني الحصيف تلك الإثارة الإعلامية بالدعوة التي قدّمها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لمجاميع من اليمنيين اختلف الرُّواة في أعدادها ومشاربها الحزبية والمناطقية وفي اختصاصاتها ومرجعياتها الخارجية، سواء كانت سعودية أم خليجية إبراهيمية، وما هو السيناريو والهدف المرسوم من وراء تلك الدعوة وما هي مآلاتها.
احتشد المدعوون (الأتباع) من شرق الكرة الأرضية إلى غربها (البعض شدّ رحاله من ماليزيا وبانكوك شرقاً، وآخرون هرولوا من لندن عاصمة المحتل القديم للشطر الجنوبي من اليمن، وبعضهم تجشّم صعاب الترحال من كندا أو من نيويورك غرباً)، الجميع، من الأتباع وغيرهم، أخذوا مواقعهم بانتظام في قاعة المؤتمرات الأنيقة التابعة لمجلس التعاون ومجلس الأسياد على منصة القاعة، ليُدلوا بأحاديثهم وكلٌّ يُغنّي على ليلاه، لكن الأهم من بين تلك الكلمات كانت للدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الذي حدّد الخطوط العامة لهدف هذا التجميع للأفرقاء السياسيين والإخوة الأعداء الذين بدأوا حِلفهم (الأخوي) قبل سبع سنوات، وتمزقوا بعد ذلك ليتحوّلوا إلى أعداء متحاربين ومتقاتلين، يقتل بعضهم بعضاً بوحشية قلّ نظيرها، في مراحل وتواريخ يتذكرها الشعب اليمني بحسرة.
المهم، ما زال جميع من حضروا وتراصّوا في تلك القاعة الأنيقة لا يعلمون ماذا يختفي ويختبئ وراء الأكمة، حتى أكثر الحضور قُرباً وخدمةً والتصاقاً بالسفير السعودي في اليمن محمد بن سعيد آل جابر، والقائد الإماراتي راشد الخلفي أبو محمد في عدن.
تم توزيع ملفاتٍ فيها أوراق متناثرة ومحاور مبعثرة وأفكار متناقضة، لا يجمعها رابط منطقي ولا منهجية أكاديمية، وفيها عنوان المحاسب الذي سيتّجه إليه الجميع من دون استثناء لتسلّم بدل الجلسات، وحتى عناوين السكن مع أرقام غرف نوم المشاركين في عدد من الفنادق والاستراحات المجاورة لمقر انعقاد الجلسات المُزمع انعقادها لاجتماعات الأفرقاء من الإخوة الأعداء.
وسارت الجلسات بهارمونية خليجية متفق على ترتيبها الزمني واللوجستي، ولاحظ البعض ارتفاع بعض الأصوات وانخفاض البعض الآخر، وزاد حنق البعض الذي شاهد في قاعته أُناساً مِمّن اعتقد أنهم أعداؤه ذات يوم.
استمرت الجلسات للحوار أو للتشاور بين الإخوة الأعداء بشكلٍ طبيعي، وربما هادئ، إلى منتصف تاريخ الـ 6 من نيسان/أبريل 2022، وهنا تغيّرت جميع السيناريوهات التي كانت مرسومة في مخيّلة الحضور أو (الشهود)، سيناريو افتقد الكياسة والعقلانية، وحتى أبسط قواعد التغيير لإدارة نادٍ رياضيّ أو شركة تجارية صغيرة أو حتى تغيير في حزب ناشئ لا يمتلك مؤسّسوه أبسط الخبرات التنظيمية.
ذُهل الحاضرون جميعاً أو (لنقل ذُهل الشهود الذين تم استئجارهم بمبلغ بخس) وهم يستمعون إلى السيناريو المُعدّ وفقاً لأحكام وبنود دستور وقانون تمّ استحضاره من خارج حدود الجمهورية اليمنية ومن تُربتها الطاهرة، ليجري تكييفه من قِبَل (الشقيقة الكُبرى) المملكة السعودية وخبرائها الدستوريين الجهابذة في قوانين التزوير الدولي، من بريطانيا وأميركا، وربما من الإسرائيليين الصهاينة.
تمّ بموجب ذلك (الاختراع القانوني) قيام الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، في الساعات الأخيرة من يوم الأربعاء ومطلع الساعات الأولى من يوم الخميس بتاريخ الـ 7 من نيسان/أبريل 2022، بقراءة مُرتجفة لجزء من بيان استقالته ونقل صلاحياته الرئاسية من دون رجعة، إلى مجلس قيادة رئاسي برئاسة الدكتور رشاد محمد العليمي، وبعضوية 7 أعضاء هم:
1- سلطان علي العرادة.
2- طارق محمد صالح.
3- عبد الرحمن اليافعي أبو زرعة.
4- عبد الله العليمي باوزير.
5- عثمان حسين مجلي.
6- عيدروس قاسم الزبيدي.
7- فرج سالمين البحسني.
وفي مساء رمضاني مضطرب، وهو مساء يوم الخميس الموافق في الـ7 من نيسان/أبريل 2022، تم الإعلان عن هذه الأسماء كقيادة جديدة للجمهورية اليمنية في القاعة ذاتها التي بدأوا فيها لقاءهم الأول بتاريخ الـ30 من آذار/مارس 2022، ولكن هذه المرة أتت الأسماء الرئاسية الجديدة ممهورة بختم الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وليّ عهد المملكة السعودية، وممهورة أيضاً بختم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد مشيخة الإمارات العربية المتحدة.
500 متحاور ومتحاورة، مع أن البعض يقول إنهم 650 متحاوراً ومتحاورة، وأشار البعض إلى أن عدد الموقّعين على الكشوفات قد وصل إلى 800 متحاور ومتحاورة. لم يعُد العدد مهماً في من حضر القاعة ولكن المهم أنهم قد وقّعوا على قوائم التسلّم (للسامان)، أي على المبالغ التي كانت ثمناً رخيصاً لحضورهم وشهادتهم الزور على تلك المسرحية الخيانية للشعب اليمني وتضحياته طيلة 7 أعوام ونيّف من العدوان السعودي الإماراتي الأميركي على اليمن العظيم.
800 يمني ويمنية، إذا لم يكن الرقم قد تجاوز ذلك، حضروا الوليمة المشؤومة على رؤوس الأشهاد، ونقلتها أغلبية وسائل إعلام دول العدوان، وحتى المحايدة منها، جميعهم يُفترض أن يكونوا من (النخبة) السياسية والثقافية والدبلوماسية والقبلية اليمنية، ويقبلون على أنفسهم أن تُختار قيادتهم من عاصمة دولة مُعادية، قتلت مئات الآلاف من اليمنيين، من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب في زمن العدوان الذي امتدّ طيلة 7 سنوات ونيِّف.
يبرز التساؤل في وجه هؤلاء الحاضرين؛ ماذا سيُسجل التاريخ عن المجتمعين من شرق الكرة الأرضية حتى غربها، أي (شهود الزور)، أو لِنقُل (شاهد ما شاف حاجة)؟!.
الإجابة بطبيعة الحال قد حفظها التاريخ اليمني الحيّ في أضابيره المُحكمة، والتي ستبقى شاهداً على انحطاط العُملاء ووقاحة الأعداء وصلفهم.
الخلاصة:
الشعب اليمني صمد وقاوم العدوان الأعْرَابِيّ لمدةٍ تتجاوز السبع سنوات، ولديه طاقة ذاتية هائلة لمواصلة الصمود والصبر والثبات، وسيعتبر أن ما حدث في مدينة الرياض، عاصمة دولة العدوان الأولى، من تغييرات غير دستورية ولا قانونية في الشكل السياسي لقيادة دفة الدولة اليمنية في الأراضي اليمنية الخاضعة للاحتلال السعودي الإماراتي الأميركي، ما هو إلاّ محطة عابرة من محطات التآمر، وأنه قادر على إفشالها بعون الله وهمّة الأبطال المجاهدين، كما أفشل حرب العدوان على الجزء الأكبر من شعبنا اليمني العظيم طيلة 7 أعوام ونيِّف.