وسم "حلب تحترق".. المأساة المشتركة

ناشرو وسم حلب تحترق إلى أي جهة إنتموا، نجحوا في جعله شعاراً يجوب العالم، لكن في لحظة تداخل مذهلة تحول الوسم إلى طفل من دون أب. الأمر الذي ضيع هوية وهدف الواقفين وراء الوسم، وحوله إلى تعبير موحد عن مأساة المدينة حيث الحرب لا تفرق ولا تميّز.

من وقفة تضامنية مع حلب أمام مقر الأونيسكو في غزة
قذفت الآلة الدعائية لأطراف الصراع في سوريا في خلفية القتال الدائر في حلب عشرات الشعارات والصور والوسوم للتعبير عن الغضب أو التضامن أو التنديد بما يجري في تلك المدينة التي يتواصل ضخ الدم فيها من دون إنقطاع.

الوسم الأكثر إنتشاراً كان "حلب تحترق". ظهر الوسم على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بكثافة لافتة وتداولته مواقع إخبارية ووسائل إعلام في الشرق والغرب كل بهدف مسبق ولغرض في نفسه.
إتخذ الناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي وسم "حلب تحترق" رسالة إلى المجتمع الدولي أملاً في أن يحدث أثراً في قرار دوله المؤثرة والتدخل لفرض وقف إطلاق نار.
لكن في طيات الحملة متعددة المصادر كانت هناك إرادات تسعى لإدانة الطرف الخصم والتشهير به وإظهاره في موقع المجرم والمتوحش. ظهر بوضوح أن أمر عمليات الجماعات المسلحة كان الدفع باتجاه إستجلاب تدخل من الخارج يغير في ميزان القوى، بينما كان لدى أنصارسوريا الدولة أمل في أن يثبت الوسم الأحمر بلون الدم الحلبي حقيقة وحشية المقاتلين على الطرف الآخر واستراتيجيتهم في تحويل حياة سكان حلب إلى جحيم.
الواقع أن ناشري الوسم، إلى أي جهة إنتموا، نجحوا في جعله شعاراً يجوب العالم، لكن في لحظة تداخل مذهلة تحول الوسم إلى طفل من دون أب. صار يمكن نسبه إلى أنصار الجماعات المسلحة تماماً كنسبه إلى أنصار الدولة السورية أو المحايدين المتألمين لما يجري، الأمر الذي ضيع هوية وهدف الواقفين وراء الوسم، وحوله إلى تعبير موحد عن مأساة المدينة حيث الحرب لا تفرق ولا تميّز.

وسم #حلب_تحترق لم يعد يعرف ناشره تماماً كالجثث التي تحترق ولا تعرف هويتها.