عين روسيا على سيناريو ما بعد إسقاط السوخوي
علاقة روسيا بسلاطين تركيا لم تكن محببة إطلاقاً عبر التاريخ. حروب كثيرة وضارية إندلعت بين سلاطين تركيا وقياصرة روسيا. لكن هذه المرة لا قيصر في روسيا بل رئيس يدير دولة عظمى.
مسعى أردوغان لجر الرئيس فلاديمير بوتين إلى مصالحة لطالما ختمت بها النزاعات في العهود القديمة حين كان زعيمان يتجاوزا امّتيهما بالمصافحة ومن ثم تبويس اللحى لتفادي الحرب، هذا المسعى لم ينجح لا قبل قمة المناخ في باريس ولا خلالها ولن ينجح بعدها على ما يقول المطلعون.
ربما على البعض أن يشرح لقادة تركيا أن روسيا تقرأ جيداً التاريخ والمستقبل، وهي عندما تتعرض لمحنة كتلك التي أدخلتها فيها أنقرة لن تكتفي بحسابات من نوع الربح والخسارة الآنية.
ما يعرفه الروس هو أن إسقاط السوخوي قرار كبير جداً وله خلفيات تقترب إلى مصاف المؤامرة. هذا ما أوحت به تصريحات بوتين وأركان الدولة الروسية. في ندوة عقدت في موسكو قبل أيام لدراسة وتحليل حادث الطائرة قال عسكريون كبار شاركوا في المناقشات إن ما جرى هو أقرب إلى عملية تحضير لحرب كبرى، وإنه لم يتم بمحض إرادة وقرار تركيين. وبالتالي فإن ما عرضته اليوم وزارة الدفاع الروسية من وثائق وأدلة على "تورط تركيا في صفقات النفط مع داعش" بعد خطوة العقوبات الاقتصادية يوحي بأن التوجه الروسي هو الرد عملياً على السيناريو الذي وضع لما بعد إسقاط الطائرة، وإلا لما كان الجيش الروسي دفع بكل هذه الأسلحة الاستراتيجية إلى منطقة تغلي بالمفاجآت.